تبادل رسائل بين واشنطن وطهران في العراق

مشروع قانون أميركي يعاقب «النجباء» و«العصائب»... و«الحرس» يحذر «الأعداء»

TT

تبادل رسائل بين واشنطن وطهران في العراق

واصلت الولايات المتحدة وإيران تبادل الرسائل في العراق، ففي وقت أعلن أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون لفرض عقوبات على مجموعتين مسلحتين عراقيتين تابعتين لإيران، اعتبر قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أن الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع لجماعة كردية في العراق «رسالة للأعداء».
وأعلن أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري ديفيد برديو وماركو روبيو وتيد كروز في بيان مشترك أنهم يعتزمون طرح مشروع قانون لفرض عقوبات على «الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران» في العراق، خصوصاً ميليشيا «عصائب أهل الحق» وميليشيا «حزب الله النجباء».
ويدعو مشروع القانون الذي وزعه السيناتور برديو، مساء أول من أمس، إلى إلزام وزارة الخارجية الأميركية بإعداد قائمة سنوية بالجماعات الإرهابية التابعة لإيران في العراق وسوريا. وقال برديو إن «الميليشيات التابعة لإيران قتلت جنوداً أميركيين وقوضت مصالح الأمن القومي الأميركية. ولا يمكن تركها تتحرك بحرية فيما لا يزال مستقبل العراق وسوريا مهدداً».
واعتبر السيناتور كروز أن «الاتفاق النووي الذي أبرمه (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما مع إيران منح آيات الله الموارد للتمدد عبر الشرق الأوسط وشجع المجتمع الدولي على الوقوف جانبا، حتى مع تجذر وكلاء إيران الإرهابيين في بلد تلو الآخر». وأضاف: «لقد بدأنا العمل الصعب لوقف الخسائر التي تسبب بها الاتفاق، ما يتطلب ليس فقط فرض أقسى العقوبات على النظام، بل تطبيق خطوات موجهة ضد وكلاء محددين لإيران».
ورأى السيناتور روبيو أن «ميليشيات وكلاء إيران الخطيرة في العراق وسوريا تشكل تهديداً للشرق الأوسط وللعالم... وهذا المشروع سيفرض عقوبات على هذه الميليشيات وعملائها والمرتبطين بها، ويوضح معارضة الولايات المتحدة لانتهاكات النظام الإيراني وبرنامجه الصاروخي وأنشطته الإرهابية حول العالم».
في المقابل، وجهت إيران، أمس، تحذيراً إلى «أعدائها» بعد أيام على تنفيذها قصفاً صاروخياً على مجموعة كردية إيرانية معارضة في العراق. وقال قائد «الحرس الثوري»: «مع مدى يبلغ ألفي كلم، تزود صواريخنا الأمة الإيرانية بقدرة فريدة على التصدي للقوى الأجنبية المتغطرسة»، بحسب وكالة الأنباء شبه الرسمية «ايسنا». وأضاف أن «قوتنا النارية وجهت رسالة قوية إلى جميع أعدائنا: على أولئك الذين يملكون قوات ومعدات وقواعد في دائرة ألفي كلم من حدود إيران المقدسة أن يعلموا أن كل صواريخ الحرس الثوري في غاية الدقة».
وأطلق «الحرس الثوري» السبت الماضي سبعة صواريخ على مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» في كردستان العراق على مقربة من الحدود الإيرانية. وأسفرت الضربة عن مقتل 15 شخصا، بينهم ستة قياديين، إضافة إلى عدد من المصابين.
وقال «الحرس» في بيان غداة الضربة إنها نفذت رداً على «أفعال شريرة ارتكبها في الأشهر الأخيرة إرهابيون في المنطقة الكردية (في العراق) على حدود الجمهورية الإسلامية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.