يتزامن العدّ العكسي للهجوم شبه المؤكد على إدلب مع حركة نزوح كثيفة من هذه المحافظة السورية الشمالية خوفاً من المواجهة المقبلة بين قوات نظام بشار الأسد المدعومة من قوات روسية وميليشيات إيرانية، والفصائل المعارضة.
وأعلنت الأمم المتحدة اليوم (الخميس) أن أعمال العنف في شمال غرب سوريا دفعت 38 ألفا و500 شخص الى النزوح بسبب العمليات القتالية بين 1 سبتمبر (أيلول) و12 منه، عاد منهم حوالى 4500 إلى منازلهم في اليومين الماضيين في ظل تراجع في حدة القصف.
وأعلن المنسق الانساني الاقليمي لدى الامم المتحدة للأزمة السورية بانوس مومتزيس أن المنظمة الدولية تستعد لمساعدة 900 ألف شخص. وقال: "في الوقت الراهن، وبصفتنا نعمل في المجال الانساني وفيما نأمل بتحسن الوضع، فإننا نستعد للاسوأ". وأضاف: "وضعنا خطة استعداد. ونفكر في تلبية حاجات ما يصل الى 900 ألف شخص يمكن ان يفروا، ونأمل بألا يحصل ذلك ابدا".
وسبق هذا الكلام نداء من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتخلي عن الهجوم العسكري على إدلب، مطالبا موسكو وطهران وأنقرة بالتزام القانون الدولي.
وقال غوتيريش عقب جلسة عقدها مجلس الأمن أمس (الأربعاء): "أدرك أن الوضع الحالي في إدلب ليس مستقرا، ولا يمكن التهاون مع وجود الجماعات الإرهابية هناك. لكن مكافحة الإرهاب لا تعفي الأطراف المتصارعة من ضرورة تنفيذ تعهداتها بموجب القانون الدولي". وأضاف: "أتوجه برسالة واضحة لجميع الأطراف المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر، وتحديدا إلى الدول الضامنة الثلاث وهي إيران وروسيا وتركيا: لا تدخروا جهدا في البحث عن حلول تحمي المدنيين. احفظوا أهم المنشآت مثل المستشفيات واحترموا القوانين الدولية".
تحذير أميركي
من جهة أخرى، نصحت الممثلة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بعدم اختبار تصميم الرئيس دونالد ترمب على اللجوء إلى القوة العسكرية مجددا، في حال استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. وقالت في حديث إلى قناة "فوكس نيوز" التلفزيونية: "نصحنا السوريين والروس والإيرانيين بوضوح، بالتفكير جيدا قبل استخدام السلاح الكيماوي. لقد حذرنا وأشرنا إلى أنهم استخدموا السلاح الكيماوي في سوريا مرتين، وهو ما دفع الرئيس ترمب لاتخاذ الإجراءات اللازمة مرتين. فلا داعي لاختبار صبرنا مجدداً لأن الظروف والفرص حسب اعتقادي تتراكم ضدهم".
وأضافت هايلي: "سمعنا جميعا الشائعات حول الأسلحة الكيماوية في إدلب، ورأينا ما حدث عندما زعموا أن الخوذ البيض وراء ذلك، أو أن متطوعين آخرين يستعدون لشن هجمات كيماوية. معظم أعضاء مجلس الأمن حذروهم بشدة، قائلين إن واشنطن وحلفاءها سيردون بحزم على الهجمات بالسلاح الكيماوي، وعلى أي هجوم على المدنيين في إدلب".