جامعة الأزهر تخصص اليوم الأول من العام الدراسي لنشر «وسطية الإسلام»

تنظيم منتديات للحوار مع الطلاب حول قيم المواطنة والتعايش

المحرصاوي خلال إعلان نتيجة القبول بالجامعة أمس (الشرق الأوسط)
المحرصاوي خلال إعلان نتيجة القبول بالجامعة أمس (الشرق الأوسط)
TT

جامعة الأزهر تخصص اليوم الأول من العام الدراسي لنشر «وسطية الإسلام»

المحرصاوي خلال إعلان نتيجة القبول بالجامعة أمس (الشرق الأوسط)
المحرصاوي خلال إعلان نتيجة القبول بالجامعة أمس (الشرق الأوسط)

قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن «هناك أجندات خاصة (لم يحددها) تريد العبث بعقول أبنائنا ليقعوا فريسة سهلة لها... ولا ينبغي أن نتركهم عُرضة لهذه الأجندات»، مضيفاً أن «الجامعة سوف تشهد مع بداية العام الجديد عقد منتديات للحوار حول قيم المواطنة والتعايش».
من جهته، أكد الدكتور حسام شاكر، المنسق الإعلامي للجامعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك ندوات سوف يتم إقامتها مع أول يوم دراسي، يحاضر فيها أساتذة مع الطلاب، حول مواضيع تتعلق بالمجتمع والقضايا الراهنة، قصد تحصين الطلاب من أي أفكار خارجية تروجها بعض الجماعات المتشددة»، مبرزاً أن «الندوات ستكون بجانب منتديات الحوار، التي سيتم عقدها على مدار العام بالجامعة».
وأكد المحرصاوي، في تصريحات له من مقر الجامعة، بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، عقب إعلان نتيجة القبول بالجامعة أمس، أن «الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كلف عمداء الكليات بتخصيص اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في مختلف الكليات لنشر الوعي بوسطية الإسلام، وأهمية التسامح والسلام المجتمعي، حتى يتحمل الطلاب بمختلف أعمارهم المسؤولية تجاه دينهم ووطنهم وأمتهم، والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش المشترك في نفوس بناتنا وأبنائنا الطلاب».
وأضاف رئيس الجامعة، أنه تم تكليف عمداء الكليات أيضاً بعقد منتديات للحوار، تضمن التواصل الحقيقي الفعال والمستدام بين الأساتذة والطلاب، وإتاحة مساحة كافية من حرية النقاش مع الدارسين، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في تلقي أي شكاوى أو مقترحات طلابية، واتخاذ الإجراءات اللازمة نحوها.
وكان شيخ الأزهر قد شدد في رسالة إلى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أول من أمس، على ضرورة أن يكون هناك تواصل حقيقي وفعال بين الأساتذة والطلاب، وإتاحة مساحة كافية من حرية النقاش معهم، والاستماع إليهم وتوعيتهم، حتى لا يتم استدراجهم إلى تيارات وأفكار ومذاهب غريبة عن الأزهر ومناهجه، تتربص بهم وتعد الخطط لاصطيادهم من أول يوم في الدراسة.
في غضون ذلك، شدد الدكتور الطيب على «ضرورة غرس الانتماء لمنهج الأزهر، وعدم ترك الطلاب ليتم استدراجهم للتعلم في مراكز أجنبية تعمل جاهدة على هدم الأزهر، واستهداف ما يزرعه فيهم من قيم حميدة، واستبدالها بثقافة التشدد والتطرف، التي هي بعيدة كل البعد عن رسالة الأزهر ومناهجه».
من جانبه، توجه رئيس جامعة الأزهر بالشكر لشيخ الأزهر، تقديراً لجهوده في استعادة الريادة المستحقة لمشيخة «العلم والإسلام» (أي الأزهر)، حتى أصبحت عمائم الأزهر حاضرة في كل المحافل والمدارس، ومراكز الشباب والجامعات، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، بل والمقاهي الثقافية، مما كان له أعظم الأثر في توعية الناس وتبصيرهم بمعرفة صحيح الدين، وإحياء الشعور الصادق لديهم بالانتماء للوطن، والتيقظ لما يحاك له في الداخل والخارج.
وأضاف المحرصاوي أنه سيتم التوسع في الأنشطة الطلابية داخل الحرم الجامعي مع بداية العام الدراسي الجديد، «بما يسهم في اكتشاف المواهب ورعايتها وتنميتها، وتأهيلها للإسهام بفاعلية في خدمة الوطن، كما سيتم لأول مرة هذا العام إقامة معرض دائم للكتاب بجامعة الأزهر، يبيع بنصف الثمن الإنتاج الفكري والثقافي للمؤلفين في شتى مناحي العلم والمعرفة، انطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأن التعليم الجامعي لا بد أن يُسهم في بناء شخصية الشباب، وقد تم التنسيق مع مجمع اللغة العربية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف، والهيئة العامة للكتاب، ودار الوثائق القومية، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وغيرها، مما يحقق الثراء الفكري لأبنائنا، الذين لا ينبغي أن نتركهم فريسة سهلة لمن يريدون العبث بعقولهم لتحقيق أجندات خاصة»، لافتاً إلى الخطوات الفاعلة التي اتخذتها جامعة الأزهر نحو تطوير المناهج الدراسية، ومشيداً بدور اللجان العلمية الدائمة في المراجعة المستمرة والدقيقة للمحتوى العلمي المقرر للطلاب، بما يضمن تطوير المناهج الدراسية، ويلبي احتياجات العصر، ويخدم رسالة الأزهر.
كما أوضح المحرصاوي أنه سيتم تطبيق تجربة الكتاب الإلكتروني هذا العام، دون إلغاء الكتاب الورقي في بعض المواد الدراسية بكليتي «اللغات والترجمة» و«الهندسة»، بحيث سيتم إتاحته على الموقع الإلكتروني لجامعة الأزهر بالإنترنت، وسيتم تقييم هذه التجربة، والتأكد من أنها في مصلحة الطلاب قبل إقرارها في الكليات الأخرى.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».