قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس (الأربعاء)، إن بلادها لا يمكنها أن تدير ظهرها ببساطة في حالة وقوع هجمات كيماوية في سوريا، فيما أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين أنه يتعين على ألمانيا وغيرها من الدول فعل كل ما بوسعها لمنع استخدام مثل هذه الأسلحة في سوريا، مشددة على ضرورة وجود «رادع يتحلى بالصدقية».
ونقلت «رويترز» عن وزيرة الدفاع قولها أمام البرلمان: «على المجتمع الدولي، ونحن ضمنه، فعل كل شيء لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا»، وتابعت: «وبالنسبة لهذا الموضوع بالتحديد، لا يمكن لألمانيا التصرف اليوم وكأن الأمر لا يؤثر فينا»، وأشارت إلى أنه ينبغي على الحكومة الألمانية تقييم أي موقف في سوريا بعناية، واتخاذ قرار على أساس القانون الدولي والدستور الألماني.
وأضافت الوزيرة المنتمية للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة ميركل، أن السلاح الكيميائي «محرّم عالمياً، وتم الالتزام بذلك بشكل عام على مدار عقود في ساحات القتال بأصعب الحروب»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
وتابعت الوزيرة أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم خلال الأعوام والشهور الماضية أسلحة كيماوية، مضيفة أنه لا ينبغي للمجتمع الدولي تجاهل ذلك.
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن ألمانيا ستتخذ قراراً منفرداً يتفق مع دستورها والقانون الدولي بشأن ما إذا كانت ستشارك في أي رد عسكري على هجوم كيماوي في سوريا.
وأضاف ماس، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية نشرها موقع الوزارة، أن ألمانيا تعطي الأولوية للسبل الدبلوماسية، للحيلولة دون استخدام أسلحة كيماوية، وأن أي إجراء ألماني سيتم بحثه مع النواب الألمان.
كانت المستشارة ميركل قد وجهت، أمس، انتقادات حادة لشريكها في الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بسبب رفضه القاطع لمشاركة الجيش الألماني في تدخل عسكري محتمل في سوريا. وقالت ميركل، خلال مناقشة عن موازنة ديوان المستشارية لعام 2019 في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، في برلين: «لا يمكن أن يكون الرد هو الادعاء ببساطة أنه بإمكاننا غض الطرف عندما يتم استخدام أسلحة كيماوية في مكان ما، أو عدم الالتزام بميثاق دولي».
واستبعدت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا ناليس على نحو قاطع موافقة الحزب على مشاركة الجيش في عملية انتقامية بسوريا، في حال استخدم النظام السوري أسلحة كيماوية هناك، وقالت يوم الاثنين، تعقيباً على تقرير لصحيفة «بيلد»، تحدث عن دراسة وزارة الدفاع الألمانية لمشاركة محتملة في مثل هذه المهمة: «الحزب الاشتراكي الديمقراطي لن يوافق، سواء في الحكومة أو في البرلمان، على مشاركة ألمانيا في الحرب في سوريا».
وأكدت ناليس تمسكها بموقفها أمام البرلمان، أمس، وقالت عقب كلمة ميركل إن مجلس الأمن فقط، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة نظراً إلى شلل مجلس الأمن، بإمكانهما تخويل المجتمع الدولي بالتصرف عسكرياً، وأضافت: «ما دام أن هذا لا يحدث، لا يمكننا نحن الاشتراكيين الديمقراطيين الموافقة على تدخل عنيف في سوريا»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة «دي فيلت»، ونشرت نتائجه أمس، أن 74 في المائة من الألمان يعارضون المشاركة في تدخل عسكري، في حال شنت الحكومة السورية هجوماً آخر بأسلحة كيماوية.
ميركل: لا يمكن أن ندير ظهرنا لهجوم كيماوي في سوريا
ميركل: لا يمكن أن ندير ظهرنا لهجوم كيماوي في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة