أميركا اللاتينية تفرد عضلاتها الرياضية لجذب الشباب

أميركا اللاتينية تفرد عضلاتها الرياضية لجذب الشباب
TT

أميركا اللاتينية تفرد عضلاتها الرياضية لجذب الشباب

أميركا اللاتينية تفرد عضلاتها الرياضية لجذب الشباب

البرامج السياحية التي تقوم على ممارسة الرياضات ودخول المغامرات، أصبحت فرصة ذهبية أمام الشباب لانتقاء أماكن لم يسبق لهم استكشافها من قبل. الجميل فيها أنها لا توفر شتى أنواع الرياضات فحسب، وإنما توفر كذلك كثيراً من التجارب الثقافية والتعرف عليها عن قرب، بحكم أنها تأخذهم إلى أماكن نائية جداً. كل هذا يجعل الرحلة متكاملة من كل الجوانب. زيادة الاهتمام بهذا النوع من السياحة بين أوساط الشباب، شجع المسؤولين على تسويق وجهات كانت إلى عهد قريب ترتبط بالهدوء والرومانسية، بأسلوب جديد.
أميركا اللاتينية واحدة من هذه الوجهات التي دخلت المضمار الرياضي؛ لأنها اكتشفت ببساطة أن الترويج لطبيعتها الخلابة ومواقعها الأثرية وطقسها الممتاز وحده لم يعد كافياً.
من أهم الوجهات التي تجمع الجمال بالمغامرات، وتحتاج إلى لياقة بدنية في كثير من الأحيان، نذكر:
- ريو دي جانيرو - البرازيل
رغم أنها ليست عاصمة البرازيل، فإنها بالتأكيد المدينة الأشهر على مستوى البلاد، بجانب ضخامتها التي تجعلها المدينة الأكبر على مستوى القارة. تشتهر ريو دي جانيرو بالحركة والنشاط اللصيقين بالمدن المتروبوليتانية، مع نجاحها في الوقت ذاته في الاحتفاظ بالجو الهادئ الذي يميز المدن الساحلية. وتتوفر في المدينة مساحات شاسعة لممارسة نشاطات طبيعية والاستمتاع بالموسيقى أو المغامرة.
باختصار، هي مدينة تضم كل شيء، وتقدم خيارات متنوعة. مثلاً، باستطاعتك تسلق جبل بان دي أزوكار الذي يصل ارتفاعه إلى 396 متراً، وكذلك جبل بيدرا دي غافيا، حيث تتوفر عشرات من مسارات التسلق. أيضاً، تشتهر ريو دي جانيرو بأفضل أمواج يمكن التزلج عليها، خاصة في شاطئي بلايا دي أربودور، وبلايا دو ديابلو. ومن الممكن كذلك ممارسة التحليق المظلي بجوار الشواطئ وبالمناطق الجبلية المحيطة.
- أروبا
ستسحرك حتى قبل أن تحط الطائرة، بألوانها التي تنعكس على البحر الكاريبي، وتلعب على تنويعات آسرة من الأخضر والأزرق، وبرمالها البيضاء.
تعتبر أروبا قلب الوجود الهولندي في منطقة الكاريبي المتاخمة لأميركا اللاتينية، وتعرف اللغة السائدة فيها باسم بابيامنتو، وهي مزيج من الإسباني والبرتغالي بلكنة كاريبية لها رنة موسيقية. ويتميز قلب أورنجستاد، عاصمة البلاد، بمناظر خلابة تتألف بصورة أساسية من صفوف من المنازل الصغيرة المزدانة بألوان براقة، تمثل في مجملها صورة لا تمحى من الذاكرة. وبطبيعة الحال، يحمل منظر البحر وحده متعة كبيرة، إلى جانب النشاطات المرتبطة به، مثل الغوص السطحي، وركوب «الكاك»، والتزلج على الماء بواسطة الريح والقفز المظلي الحر.
على الساحل، يمكن القيام بجولة بواسطة سيارة رباعية الدفع، أو زيارة الكهوف والشواطئ المترامية على مرمى النظر. لإنهاء الجولة ينصح المجربون بزيارة مسبح طبيعي يوجد بداخل متنزه أريكوك الوطني، حيث يمكن للزوار التجول فيه على ظهر حصان.
- سان جيل - كولومبيا
يعتبر وادي شيكا موكا إحدى العجائب الطبيعية في كولومبيا. ويحمل منظر الوادي مزيجاً من الضخامة والقوة والجمال، بحيث يستحيل أن يفلح المرء في مقاومة سحر جباله الخضراء الشاهقة، وحالة السلام التي يضفيها على النفس، رغم وعورته في بعض الجهات. تبلغ مساحة الوادي الجبلي 108.000 هكتار، وعمق 2.000 متر، ويعد واحداً من أهم المزارات على مستوى إقليم سانتاندر. وبجانب التمتع بجمال المشهد العام، يوفر تسهيلات لتسلق الجبال وممارسة التحليق المظلي.
وربما تتمثل أشهر عناصر المشهد العام في الوادي، في المياه البيضاء المتدفقة في نهر سواريز، داخل مدينة سان جيل الصغيرة. ويجري في هذه المنطقة تنظيم جولات تمتد لساعتين عبر النهر. قبل ذلك يتم تدريب جميع الركاب على استخدام المجداف لاجتياز المياه المضطربة، لهذا فهي ليست للسائح العادي.
للوصول إلى سان جيل، يفضل الانتقال جواً عبر رحلة قصيرة من بوغوتا إلى بوكارامانغا، ثم القيام برحلة بالسيارة تستمر ساعتين، عبر مناطق طبيعية ساحرة.
بعد ذلك يمكنك زيارة باريتشارا، مدينة صغيرة غير معروفة على نطاق واسع، تعتبر الأجمل على مستوى كولومبيا.
- باريلوتشي - الأرجنتين
تقع في باتاغونيا، جنوب الأرجنتين، على مسافة ساعتين بالطائرة من بوينس آيرس. رسمياً تعرف باسم سان كارلوس دي باريلوتشي، وتحيط بها مجموعة من المناظر الطبيعية المبهرة. هنا، يمكنك الاستمتاع بمنظر سلسلة جبال الإنديز المنعكسة على مياه البحيرات، ولا يهم إذا كان الجو بارداً أم حاراً، ففي كل الأحوال تقدم باريلوتشي لزائريها مجموعة من الألوان البراقة عبر مناظرها الطبيعية.
من بين الخيارات الكثيرة التي تتوفر في المدينة امتطاء ظهور الخيول، للتجول عبر الأنهار ومسارات خفية ومناطق جانبية، لا يمكن الوصول إليها سوى بهذه الوسيلة. وتعج غابات المنطقة بمجموعات متنوعة من النباتات والحيوانات، منها الصقور.
باستطاعة الزائرين من هنا عبور الحدود إلى تشيلي، إذا لم يكن الاستمتاع بالمساحات الشاسعة التي يمتاز بها متنزه «ناهويل هوباي» الوطني، كافياً وحده. فهذا المتنزه، الذي أقيم عام 1934 ويمتد على مساحة تتجاوز 7.000 كيلومتر مربع، يتمتع بدرجة بالغة من الجمال ومساحة شاسعة، فضلاً عن أنه يوفر أماكن كثيرة لممارسة رياضة الغطس، منها بحيرة تحمل الاسم ذاته، وتعتبر مثالية لمن يمارسون هذه الرياضة للمرة الأولى.
الجميل في منتجع باريلوتشي أنه يحظى بإقبال واسع النطاق طول العام، بينما تتوفر فيه فرص التزلج على الجليد خلال الشتاء. في الصيف، يمكن للزائرين تسلق الجبال أو لعب الغولف.
- سويداد دي بنما - بنما
ربما تقتصر شهرة بنما بالنسبة للبعض على قناة بنما، التي تشكل عملاً هندسياً مذهلاً يُسهل حركة التجارة العالمية يومياً؛ لكن الحقيقة أن السائح سيشعر في بنما سيتي كما لو أنه في ميامي، بالنظر إلى لقاء ناطحات السحاب الحديثة مع مشهد البحر. في الآونة الأخيرة، بدأت البلاد تكتسب شهرة كبيرة بفضل رياضة الهبوط بالمظلات التي يمكن ممارستها على شواطئها ورمالها السوداء المتميزة.
وتنظم بعض الشركات السياحية المعنية برياضة القفز بالمظلات جولاتها، في مدينة تشام القريبة الواقعة على بعد ساعة و25 دقيقة تقريباً من بنما سيتي، عاصمة البلاد، التي تتسم بارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة بها.
أما القفز المظلي الحر فيتطلب تدريباً، وإن كان بالإمكان الاستعانة عند الهبوط بمدرب. وتتضمن بعض الخيارات المتاحة الهبوط من ارتفاع 10.000 قدم، مع سقوط حر بسرعة نحو 120 ميلاً في الساعة.
أيضاً تعتبر البلاد جنة التزلج على الأمواج، خاصة في شاطئ سانتا كاتالينا.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.