بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جموع المواطنين من عدد من الإرهابيين اعتقد أنه يجري إعدادهم لشن هجوم جديد. ووصف مسؤولو المكتب هؤلاء الإرهابيين بأنهم «الجيل التالي لمحمد عطا» ووضعوا أسماءهم على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى العدالة. اليوم، لا تزال أسماء هؤلاء المشتبه بهم الخطيرين على القائمة ذاتها ولا يزالون طليقين، والـ«إف بي آي» رغم أنه يضع أولوية لملاحقتهم، إلا أنه لم يعد يتحدث عنهم.
أما الأمر الوحيد الذي تبدل، بجانب وصف مظهرهم، أن «إف بي آي» يعرض اليوم مكافأة أكبر لمن يسهم في القبض عليهم، بجانب عدد من كبار قيادات تنظيم «القاعدة» الذين لا يزالوا طلقاء أيضا، بحسب تقرير في صحيفة «نيويورك بوست».
من جانبهم، يرغب أفراد عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر في معرفة السبب في أننا وبعد حربين في العراق وأفغانستان، كبدتا البلاد تريليونات الدولارات، لا نبدو على وشك إلقاء القبض على هؤلاء الإرهابيين البارزين؟ هل توقف «إف بي آي» عن مطاردتهم؟ وهل فقد الأمل في العثور عليهم؟
ويبدو أن الخبراء المعنيين بقضايا الإرهاب على الدرجة ذاتها من القلق إزاء هذا التأخر في تقديم هؤلاء المشتبه بهم إلى العدالة.
من جهته، يقول فيليب هاني، المحلل السابق لدى وزارة الأمن الداخلي فيما يخص شؤون مكافحة الإرهاب: «أشعر بالقلق إزاء حقيقة أن هؤلاء الأشخاص ما زالوا طليقين. يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة تحديد أماكنهم والقبض عليهم».
ومن بين الإرهابيين المحتملين والذي قيل إنه يخطط لقيادة هجوم جديد ضد الولايات المتحدة على خطى قائد مجموعة منفذي هجمات 11 سبتمبر محمد عطا، عدنان شكري جمعة الذي يتحدث الإنجليزية وقضى بعض الوقت في فلوريدا قبل الفرار من البلاد في أعقاب الهجمات. ويعرف المشتبه به المولود في المملكة العربية السعودية كذلك باسم «جعفر الطيار» ولا يزال اسمه يظهر على موقع «إف بي آي» الإلكتروني في قائمة «أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى العدالة». وقد أضاف «إف بي آي» صورة «معدلة رقمياً» لشكري جمعة وهو بلحية إسلامية كاملة. عام 2010، اتهم «إف بي آي» المشتبه به البالغ 43 عاماً بالمشاركة عام 2009 في مخطط لمهاجمة نظام مترو أنفاق نيويورك. ويعتقد مسؤولو «إف بي آي» أن شكري جمعة يعاون في إدارة عمليات «القاعدة» من داخل باكستان، بينما تدعي إسلام آباد أن قواتها العسكرية قتلته منذ سنوات مضت. وبالنظر إلى أنه سبق لباكستان الزعم بخصوص قتلها لبعض أعضاء «القاعدة» من قبل - وبشأن إيواء أسامة بن لادن - يبدو المسؤولون الأميركيون متشككون في صحة هذا الادعاء.
وقد أكد مقر رئاسة «إف بي آي» أن قضية عدنان شكري جمعة لا تزال مفتوحة وأن الوكلاء المعنيين بمكافحة الإرهاب لا يزالون مستمرين في محاولات القبض عليه.
من جهتها، أعلنت ميشيل غولدشين، من مكتب العلاقات العامة بواشنطن التابع لـ«إف بي آي» أن «القضايا التي ذكرتموها لا تزال مفتوحة، ولا تزال تجري بشأنها تحقيقات نشطة من جانب (إف بي آي)، وهناك مكافآت مجزية متاحة لمن يدلوا بمعلومات بخصوص القضايا المذكورة».
جدير بالذكر أن شكري جمعة كان لديه معارف داخل نيويورك، فقد عمل والده الراحل مترجماً لـ«الشيخ الكفيف» عمر عبد الرحمن في مسجده ببروكلين قبل أن يسجن الأخير في دوره في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وعدد من المخططات الإرهابية الأخرى.
بعد 11 سبتمبر، حددت الحكومة الأميركية شكري جمعة باعتبارها «العميل النائم» الأهم لـ«القاعدة» وربما أكثر خطورة عن محمد عطا. في الحقيقة يقال إنه جرى اختياره من جانب خالد شيخ محمد لتنفيذ مخطط لتفجير قنابل نووية بالعديد من المدن الأميركية على نحو متزامن.
اليوم، يجري حالياً احتجاز معلمه خالد شيخ محمد منسق هجمات سبتمبر في سجن معسكر غوانتانامو في انتظار معاقبته عن الجرائم التي ارتكبها، الأمر الذي يثير شعوراً لا حد له من الإحباط لدى ذوي ضحايا 11 سبتمبر.
وقالت كريستن بريتويسر، التي فقدت زوجها، رونالد، في هجوم 11 سبتمبر: «عندما تنظر إلى انعدام الكفاءة والفشل الذريع من جانب الحكومة الأميركية إزاء محاكمة الموجودين بالفعل قيد الاحتجاز في غوانتانامو، حيث لا يزالون في مرحلة ما قبل المحاكمة رغم مرور 17 عاماً على وقوع الحادث، لا تملك سوى التساؤل حول ما إذا كانت الحكومة الأميركية قد أجرت تحليلاً للفائدة والتكلفة وقررت أن الأمر لا يستحق تخصيص مزيد من الوقت له من أجل تقديم أي من إرهابيي (القاعدة) إلى العدالة أو تحقيق القليل من المحاسبة».
من بين المشتبه بهم الخطيرين الفارين أيضاً عبد الرؤوف جدي المعروف باسم فاروق التونسي، وهو طيار مدرب ويحمل جواز سفر كنديا ويقال إنه جرى اختياره لشن «موجة ثانية» من الهجمات الانتحارية بعد هجمات 11 سبتمبر. وقد ظهر في فيديوهات انتحارية جرى ضبطها في أفغانستان.
ويطرح «إف بي آي» مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يساعد في القبض على جدي مع صورة «معدلة» له لإظهار كيف ربما يبدو المشتبه به البالغ 53 عاماً اليوم. ومن بين الفارين كذلك ثلاثي زعماء «القاعدة» سيف العدل وعبد الله أحمد عبد الله وأيمن الظواهري. وظهرت أسماء الثلاثة على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين للعدالة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ولا يزالون طلقاء اليوم، رغم عرض 10 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تسهم في القبض على كل من العدل وعبد الله و25 مليون دولار إضافية لمن يسهم في القبض على الظواهري. وضاعفت الولايات المتحدة عروض المكافأة للعدل وعبد الله. تولى الظواهري قيادة تنظيم القاعدة في عام 2011 بعد أن قتلت القوات الأميركية أسامة بن لادن الذي ظل مختبئاً لسنوات في باكستان. وأعلن الظواهري عن خطط لتخطي داعش عالميا، وقد دعا مؤخرا أتباعه خلال خطاب مدته 17 دقيقة مسجل على شريط فيديو لمهاجمة المصالح الأميركية في كل مكان.
الجيل التالي لزعيم الانتحاريين محمد عطا على قائمة أكثر المطلوبين
بعد 17 عاماً ما زالت أولوية الـ«أف بي آي» ملاحقتهم والقبض عليهم
الجيل التالي لزعيم الانتحاريين محمد عطا على قائمة أكثر المطلوبين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة