الحوثي يستنفر أتباعه في حجة ويكثف حملاته الطائفية

كثفت الجماعة الحوثية من حملاتها الطائفية في مناطق سيطرتها مستغلة حلول ذكرى الهجرة النبوية لتحشيد المجندين، وذلك بالتوازي مع حالة متصاعدة من القلق دفعتها لاستنفار أتباعها في محافظة حجة الحدودية على وقع انهياراتها المتواصلة أمام تقدم قوات الجيش اليمني المسنودة بتحالف دعم الشرعية.
وأفادت مصادر مطلعة في محافظة حجة لـ«الشرق الأوسط» بأن محمد علي الحوثي وهو الرجل الثالث في الجماعة وابن عم زعيمها ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا للجماعة، وصل أول من أمس إلى مديرية عبس مستنفرا أتباع الجماعة وأعيان المحافظة لإسناد صفوف الميليشيات المتهاوية في مديريات حرض وحيران وفي أطراف مديريتي عبس ومستبأ. وذكرت المصادر أن الحوثي عقد اجتماعا حضره نحو 20 شخصا من أعيان مديرية عبس وشيوخها القبليين، وحضهم على استنفار أقاربهم وذويهم وأتباعهم إلى جبهات القتال لمنع تقدم قوات الجيش اليمني نحو المديرية التي توجد فيها ثاني أكبر مدينة في محافظة حجة (مدينة عبس) بعد أن وصلت القوات الحكومية إلى مشارفها الشمالية متجاوزة منطقة بني حسن.
ووعد محمد الحوثي المجتمعين معه - بحسب المصادر - بأن يمنحهم أسلحة شخصية ومبالغ مالية من أجل إغراء شباب المديرية بالالتحاق بصفوف الجماعة، بالتوازي مع وعيده من مغبة عدم الإخلاص في الولاء للجماعة أو التهاون في تبني مشروعها الانقلابي. وحاول الحوثي، وفق المصادر، تخويف أعيان مديرية عبس من الخطر المزعوم الذي سيواجهونه في حال سمحوا لقوات الجيش بتحرير المديرية، زاعما أنهم سيتعرضون لأعمال انتقامية من قبل جيش الشرعية. وذكرت المصادر أن الحوثي، ينوي التوجه إلى المديريات المجاورة لعبس من أجل استجداء المقاتلين، بخاصة من مديريات مستبأ وأسلم والمحابشة والشاهل، حيث باتت الجماعة في مأزق ميداني كبير بعد تحرير مركز مديرية حيران وحصار مديرية حرض والتقدم جنوبا نحو عبس وشرقا نحو مديرية مستبأ.
وكانت قوات الجيش اليمني مسنودة بتحالف دعم الشرعية، تمكنت من الالتفاف من ميدي نحو مديرية حيران، وقامت بتحريرها وقطع طرق الإمداد عن الميليشيات وحصر جيوبها المتبقية في مديرية حرض، قبل أن تواصل التقدم نحو عبس، وتقوم بتحرير أولى مناطقها وهي «عزلة بني حسن».
في غضون ذلك، قررت الجماعة الانقلابية تخصيص عشرة أيام من بداية السنة الهجرية الجديدة لتكثيف حملاتها الطائفية في صنعاء وحجة وذمار وريمة وعمران والمحويت، مستعينة بمعمميها الذين نشرتهم في المساجد لاستنفار السكان وحضهم على التجنيد وحمل السلاح والتبرع بالأموال في سبيل الجماعة ومشروعها الطائفي. وعممت الجماعة على كافة المساجد في المناطق التابعة لها من أجل إقامة المحاضرات وتكريس الخطب والأمسيات من أجل تحريض السكان ضد الحكومة الشرعية وإلقاء الفتاوى بوجوب القتال ضدها، اقتداء بما فعله «الأنصار» مع النبي الكريم بعد هجرته إليهم، في محاولة من الجماعة لإنزال زعيمها الحوثي في منزلة النبي.
وفي ذات السياق، أفادت مصادر محلية في مدينة حجة، بأن محافظ الميليشيات هلال الصوفي عقد اجتماعا ضم المسؤولين المحليين الموالين للجماعة، وحضهم على ضرورة تكثيف حملات التوعية الطائفية في المساجد والمدارس، من أجل استقطاب المجندين والدفع بهم إلى صفوف القتال. ومنذ انقلابها على الشرعية، تسعى الجماعة الحوثية إلى تسويق خطابها الطائفي وملازمها الخمينية في أوساط السكان من خلال المساجد والمدارس، ومن خلال فرض الدورات التثقيفية على الموظفين الحكوميين، في سياق حرص الجماعة على طمس هوية المجتمع وصبغه بثقافتها المستمدة من الحوزات الإيرانية. وتستغل الجماعة لاستقطاب الأتباع، نسبة الأمية المتفشية في الأوساط القبلية، إضافة إلى تركيز خطابها الطائفي على صغار السن، وبث الفتاوى الموجبة للقتال، بالتوازي مع أعمال الترغيب والترهيب لزعماء القبائل.