مصر: مقتل 11 «إرهابياً» بتبادل لإطلاق النار مع الشرطة في العريش

في إطار عملية سيناء الشاملة

TT

مصر: مقتل 11 «إرهابياً» بتبادل لإطلاق النار مع الشرطة في العريش

لقي 11 «إرهابياً» مصرعهم بالعريش (شمال سيناء)، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة المصرية، حسب مسؤول أمني. وذلك في إطار العملية العسكرية الواسعة ضد الفرع المصري لتنظيم «داعش» الإرهابي، والمسؤول عن شن عدد كبير من الاعتداءات الدامية ضد قوات الأمن والمواطنين في البلاد.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة متطرفة في شمال ووسط سيناء أوقعت مئات القتلى من الجانبين. وفي التاسع من فبراير (شباط) الماضي، بدأ الجيش المصري عملية عسكرية شاملة في شمال ووسط شبه جزيرة سيناء، للقضاء على تلك الجماعات «التكفيرية»، كما يسميها الجيش المصري.
وقال مسؤول أمني، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، إن معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني تفيد باتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية محطة وقود مهجورة في منطقة جسر الوادي دائرة قسم شرطة أول العريش، وكراً لهم استعداداً لتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات.
وأوضح أنه «باستهداف تلك العناصر، فوجئت قوات الأمن بإطلاق الأعيرة النارية من قِبلهم، حيث تم التعامل معهم، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً من بينهم اثنان من أخطر العناصر القيادية الإرهابية وهما (محمد إبراهيم جبر شاهين، وجمعة عياد مرشود) وعُثر بحوزتهم على 5 بنادق آلية وكميات كبيرة من الطلقات وبندقية خرطوش وعبوتين ناسفتين». وتابع في تصريحه أن الأجهزة الأمنية «اتخذت الإجراءات القانونية كافة حيال الواقعة».
وخلال الأشهر الماضية، أسفرت عملية سيناء عن القضاء على نحو 400 «تكفيري»، وما يزيد على 30 جندياً، حسب أرقام الجيش. كما تم ضبط وتدمير مئات العبوات الناسفة، وأكثر من 11 فتحة نفق على الشريط الحدودي.
من جهة أخرى، واصلت السلطات المصرية انتقاداتها بيان لمفوضية حقوق الإنسان الأممية، اعتبرت فيه إصدار محكمة مصرية 75 حكماً بالإعدام «لا يستند إلى محاكمة عادلة».
ودعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب طارق رضوان، في بيان أمس، إلى ضرورة التزام كل المنظمات والهيئات بالأعراف والمواثيق الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول، واحترام سيادتها وأحكامها القضائية.
وشدد رضوان، تعقيباً على بيان ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بشأن حكم إعدام 75 من المنتمين لجماعة الإخوان، على رفضه وإدانته للبيان الصادر عن باشليه، واعتبر رضوان أن هذا البيان يعد بمثابة إخلال بمبدأ عدم التدخل في شؤون مصر الداخلية وتدخّل سافر في أحكامها القضائية، وهو الأمر الذي ترفضه اللجنة شكلاً وموضوعاً، مؤكداً أن القضاء المصري يلتزم بما ورد في الدستور من ضمانات النزاهة والشفافية والاستقلالية للمحاكمات.
وأشار إلى أن الجرائم البشعة التي ارتكبها المتهمون كانت ستواجَه بأشد أنواع العقوبات إذا ما وقعت في أي دولة من دول الغرب، كما شدد على أن أحكام القضاء المصري تمثل ترسيخاً لاحترام حقوق الإنسان وردعاً لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على تلك الحقوق سواء بالقتل أو الترويع.
كانت وزارة الخارجية قد أكدت مساء أول من أمس، أن مصر «تدين وتستنكر بأشد العبارات، بيان باشليه، وتعتبرها بداية غير موفقة للمفوضة الجديدة في ممارسة مهام عملها، حادت من خلالها عن معايير الموضوعية والمهنية وصلاحيات منصبها الأممي».
وأضافت الوزارة أن مصر «ترفض كل ما ورد في البيان من ادعاءات مباشرة أو غير مباشرة تمس نزاهة القضاء المصري، والانسياق وراء أكاذيب جماعة الإخوان الإرهابية مغفلة تاريخها في ممارسة الإرهاب وقتل المواطنين الأبرياء وأعضاء سلطات إنفاذ القانون، واتهام السلطات المصرية بممارسة القمع ضدها في أحداث فض اعتصام رابعة المسلح، مع الاستهانة بخطورة الجرائم المنسوبة إلى المتهمين، الأمر الذي يؤشر إلى استمرار المفوضة السامية لحقوق الإنسان في اتباع نفس المنهج المعتاد من حيث تجاوز صلاحيات المنصب، والتشدق بعبارات وشعارات غير منضبطة، وإصدار أحكام تتعلق بالنظم القانونية والقضائية خارج صلاحيات المنصب الوظيفي دون امتلاك الولاية أو التخصص».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.