أزمة بين العراق والجزائر بسبب هتافات «تمجد» صدام حسين

بغداد استدعت السفير الجزائري... وعبد الخالق مسعود هدد بالاستقالة إن لم يتخذ الاتحاد العربي للكرة قراراً «منصفاً»

أزمة بين العراق والجزائر بسبب هتافات «تمجد» صدام حسين
TT

أزمة بين العراق والجزائر بسبب هتافات «تمجد» صدام حسين

أزمة بين العراق والجزائر بسبب هتافات «تمجد» صدام حسين

أعلنت وزارة الخارجية العراقية اليوم (الاثنين) أنها استدعت السفير الجزائري في بغداد، على خلفية انسحاب فريق عراقي من مباراة لكرة القدم إثر إقدام مشجعين جزائريين على إطلاق هتافات «تمجد الرئيس الأسبق صدام حسين».
وقالت الخارجية العراقية، في بيان اطلعت «الشرق الأوسط» عليه «تعرب وزارة الخارجية العراقية عن استنكارها لسلوك بعض المغرضين من المتواجدين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية في مباراة نادي القوة الجوية العراقي المشارك في البطولة العربية، والتي أساءت بدورها إلى عمق العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين». وأضافت: «وإذ تطالب الوزارة بتوضيح من الجهات ذات العلاقة عن هذا التصرف المدان، فإنها تستدعي سفير الجمهورية الجزائرية لدى بغداد لإبلاغه ومن خلاله إلى الحكومة الجزائرية برفض واستياء العراق حكومة وشعباً، وتذكّره بمسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين في الجزائر، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة شعبنا العزيز في تلميع الوجه القبيح للنظام الديكتاتوري الصدامي البائد».
وتوقفت مباراة القوة الجوية العراقي واتحاد العاصمة الجزائري أمس (الأحد) في الدقيقة 75 بعد انسحاب الفريق العراقي الذي كان متأخرا بهدفين، إثر هتاف الجماهير من مدرجات ملعب عمر حمادي في الجزائر: «الله أكبر، صدام حسين»، بحسب فيديوهات من المدرجات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره، هدد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عبد الخالق مسعود، بالاستقالة من منصبه كنائب لرئيس الاتحاد العربي، فضلاً عن انسحاب الأندية العراقية من البطولة العربية، في حال لم يتخذ الاتحاد العربي قرارا «منصفا يعيد للكرة العراقية وجودها واحترامها»، حسب قوله.
وذكر بيان صادر عن الاتحاد أن «اتحاد الكرة العراقي، تابع الأحداث التي رافقت مباراة نادي القوة الجوية العراقي واتحاد العاصمة الجزائري والتي استضافتها العاصمة الجزائرية، وما شابها من إساءات من الجمهور الجزائري اتجاه العراق وشعبه، أدت إلى انسحاب الفريق العراقي من المباراة».
وأضاف البيان: «وإذ يعبر اتحادنا العراقي عن أسفه الشديد لما حصل، تابع رئيس الاتحاد السيد عبد الخالق مسعود اتصالاته الهاتفية مع مسؤولي الاتحاد العربي وعبر عن رفضه التام لما حصل من إساءة للفريق العراقي منتظرا وصول الفريق إلى البلاد وتقديم اعتراض شديد اللهجة معززا بالوثائق والإثباتات لما حصل».
وأعرب البيان عن رفضه ما سماها «الهتافات العنصرية والطائفية التي تفرق ولا تجمع».
في المقابل، اتهم مدرب فريق القوة الجوية العراقي باسم قاسم اتحاد العاصمة الجزائري وجمهوره بالتصرف بأفكار بعيدة عن الرياضة والروح الرياضية.
وقال قاسم في لقاء مصور مع أفراد من البعثة الإعلامية التي رافقت الفريق في رحلته إلى الجزائر: «كنّا نخوض المباراة بروح رياضية بعيدة عن التشنج لكنهم تعمدوا الإساءة لنا».
وبحسب وكالة الأنباء العراقية، فقد قررت شبكة الإعلام العراقي مقاطعة أخبار الأندية الجزائرية لحين اعتذار الجزائر عما بدر من جمهورها من إساءة بحق العراق، حسب ما قالت.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.