انطلاقة صعبة لمعرض دمشق الدولي... رغم حشد بارز من الفنانين العرب

عبثاً يحاول النظام السوري دفع الحياة الاقتصادية العادية في بلد أنهكته الحرب لثماني سنوات، فرغم كل الجهود التي جرى الحديث عنها وسائل الإعلام الرسمية لإعادة بعض الألق لمعرض دمشق الدولي في دورته الستين، فإن الواقع المتردي فرض نفسه، ولم تفلح وجوه نجوم الفن الذين دعتهم الحكومة كإلهام شاهين ومحمود حميدة من مصر، ووليد توفيق وجورج قرداحي وغيرهما من لبنان، من أن تمنع توقف القطار المخصص للمعرض في اليوم الثاني لانطلاق الفعاليات، وذلك بعد يوم واحد من إعادة تشغيل محطة القدم للقطارات في دمشق، المتوقفة منذ سبع سنوات.
وقد أظهر النظام احتفاء إعلامياً كبيراً في وسائل إعلامه الرسمية بإعادة تشغيل القطار لنقل زوار المعرض من دمشق إلى مدينة المعارض على طريق المطار، لكنها «فرحة» أو دعاية لم تكتمل، إذ أعلن مدير عام السكك السورية نجيب فارس، عن توقف الرحلات المخصصة إلى مدينة المعارض بسبب خلل فني في القطار، نتيجة قيام بعض الصبية من المناطق المحيطة لمسار الخط بوضع أحجار في ممر القطار، على حد قوله، مؤكداً أنه «حرصاً على سلامة الجميع تم توقيف الرحلات لحين إصلاح العطل الفني الذي طرأ على السكة، والتأكد من سلامة كامل المسار البالغ 18 كيلومتراً».
وعند توقف القطار كان الفنان اللبناني وليد توفيق يفتتح القسم الثاني من المهرجان الفني على هامش معرض دمشق الدولي، ويدعو «السوريين في الخارج للعودة إلى بلادهم»، ثم أهدي أغنيته الجديدة «شامي وسماره حلو» لسوريا والشعب السوري.
في حين كانت إلهام شاهين وحمود حميدة جورج قرداحي في مقدمة المحتفلين بافتتاح المعرض للتأكيد عبر حضورهم، على أن «النظام انتصر وسوريا بخير»، كانت الفنانة السورية سوزان نجم الدين في أروقة المعرض يتحلق حولها المعجبون في مظاهرة لا تحصل سوى في مهرجانات السينما والفنون.
إلا أن كل هذا الحضور الفني الذي رتبته إدارة المعرض، لم يحدَّ من الفوضى في التنظيم لمظاهرة من المفترض أنها اقتصادية، لا فنية سياحية، ونقل موقع «هاشتاغ سوريا» عن رجال أعمال مشاركين، قولهم إنه لم يسمح لرجال الأعمال بإدخال سياراتهم إلى حرم المعرض رغم حصولهم على تصريح.
كما لم يتم تقديم أية خدمات داخل جناح رجال الأعمال، بما فيها أعمال التنظيف، ما دفع بهم إلى التعاقد مع شركة تنظيف بشكل مستقل عن إدارة المعرض، كما لم يسمح للمشاركين منهم، بدعوة أكثر من عشرة أشخاص إلى المعرض.