اليمين الإسرائيلي والأوروبي ينتقدان رفض موغيريني استقبال مستوطنين

TT

اليمين الإسرائيلي والأوروبي ينتقدان رفض موغيريني استقبال مستوطنين

تعرضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغيريني، لانتقادات هجومية لاذعة، من اليمين الإسرائيلي المتطرف وحلفائه في الاتحاد الأوروبي، بعد تجاهلها طلباً تقدم به وفد من المستوطنين اليهود، برئاسة رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني في شمال الضفة الغربية المحتلة، يوسي داغان، لقائها. وكان وفد المستوطنين قد وصل إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، كجزء من الجهود الدعائية التي يقوم بها نشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف في الخارج، لمجابهة ما يسميه «الحملة الدعائية الفلسطينية العنصرية ضد إسرائيل واليهود»، و«لمكافحة نزع الشرعية والمقاطعة التي تستهدف الدولة العبرية». وقد طلب الوفد لقاء موغيريني فتجاهلت طلبه ولم ترد. فتوجه إلى حلفائه من مناصري اليمين الإسرائيلي طالبا تدخلهم. فأعلن النائب بستيان بلدر، أن قيام موغيريني بدعم حل الدولتين يلزمها بالحديث مع الطرفين، فلا يعقل أن تجتمع مع النائب العربي أيمن عودة ولا تلتقي اليهود. وقال النائب ستيف وولفي، إنه يأسف لهذا التحيز ضد الوفد الإسرائيلي. وقال النائب ياجي فاين التشيكي، إن سياسة موغيريني مقلقة. وقال برانيسلاف شكريفاك، إن نفوذ اليسار في الاتحاد الأوروبي لم يعد يعبر عن واقع المجتمعات الأوروبية.
وقد رد رئيس وفد المستوطنين، دجان، قائلا إن موقف موغيريني لم يفاجئه. وفي تل أبيب، اقترح النائب أمير أوحانا (الليكود)، على رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يولي إدلشتاين، إرسال وفد برلماني إلى بروكسل للاجتماع مع موغيريني ووزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، «لتفنيد حملة الأكاذيب والقذف بإسرائيل التي تقوم بها القائمة العربية المشتركة» في الكنيست ضد قانون القومية، على حد تعبيره. وجاء اقتراح أوحانا، في أعقاب الاجتماعات التي عقدها نواب القائمة المشتركة، مع موغيريني وأسيلبورن، في الأسبوع الماضي، في بروكسل، لإقناعهما بإدانة قانون القومية. وكان أوحانا قد ترأس لجنة الكنيست الخاصة التي صاغت ووافقت على قانون القومية، وكتب إلى إدلشتاين أنه سيشرفه رئاسة وفد برلماني كهذا.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».