غضب سيرينا «يطغى» على احتفالات أوساكا بلقب فلاشينغ ميدوز

اللاعبة الأميركية تتعرض لعقوبة وغرامة لوصفها الحكم باللص... واليابانية تحتفي بأول لقب لبلادها في الغراند سلام

سيرينا تحتد على الحكم كارلوس راموس بغضب بعد معاقبتها بشوط (رويترز)  -  أوساكا تحتفل بكأس فلاشينغ ميدوز (أ.ف.ب)
سيرينا تحتد على الحكم كارلوس راموس بغضب بعد معاقبتها بشوط (رويترز) - أوساكا تحتفل بكأس فلاشينغ ميدوز (أ.ف.ب)
TT

غضب سيرينا «يطغى» على احتفالات أوساكا بلقب فلاشينغ ميدوز

سيرينا تحتد على الحكم كارلوس راموس بغضب بعد معاقبتها بشوط (رويترز)  -  أوساكا تحتفل بكأس فلاشينغ ميدوز (أ.ف.ب)
سيرينا تحتد على الحكم كارلوس راموس بغضب بعد معاقبتها بشوط (رويترز) - أوساكا تحتفل بكأس فلاشينغ ميدوز (أ.ف.ب)

باتت الشابة ناومي أوساكا أول يابانية تحرز لقب إحدى البطولات الكبرى للتنس، بفوزها على المخضرمة سيرينا ويليامز في المباراة النهائية لبطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية، لكن الأضواء تركزت على اللاعبة الخاسرة بسبب غضبها غير المعهود ووصفها الحكم بـ«اللص».
وتفوقت ابنة العشرين عاما على منافستها البالغة من العمر 36 عاما، وحاملة 23 لقبا في البطولات الكبرى، بنتيجة 6 - 2 و6 - 4 في النهائي، الذي طغى عليه خلاف سيرينا والحكم كارلوس راموس، الذي بدأ في المجموعة الثانية بعدما وجه إليها تحذيرا على خلفية ما اعتبره تلقيها نصائح تدريبية من المنطقة المخصصة للمقربين منها في مدرجات الملعب.
وزادت وتيرة غضب الأميركية بعدما قام الحكم بتغريمها بحذف نقطة من رصيدها في المباراة على خلفية قيامها بتحطيم مضربها على أرض الملعب، لتطالبه بمزيج من الدموع والغضب بالاعتذار، متهمة إياه بأنه «لص» و«كاذب» وأنها ستحرص على ألا يدير أيا من مبارياتها المقبلة، وصولا إلى حد التلميح بعد المباراة بأنها تعرضت لتمييز من الحكم على أساس الجنس.
وعند هذا الحد، قام الحكم بمعاقبة سيرينا للمرة الثالثة، وهذه المرة بغرامة شوط كامل، ما منح أوساكا التقدم 5 - 3 وجعلها على بعد شوط واحد من الفوز بالمباراة وإحراز اللقب. واللافت أن اليابانية التي أحرزت في وقت سابق هذه السنة أول لقب في مسيرتها (دورة إنديان ويلز الأميركية)، حافظت على هدوئها على رغم فوز سيرينا بالشوط التالي وتقليص النتيجة إلى 4 - 5، قبل أن تفوز بالشوط العاشر والمباراة على إرسالها.
وعكرت احتفال أوساكا صافرات استهجان المشجعين في الملعب، ما تطلَّب تدخل سيرينا للطلب منهم بالكف عن ذلك وتهنئة اليابانية على إنجازها.
وقالت أوساكا بعد فوزها على اللاعبة التي تؤكد أنها بمثابة مثالها الأعلى: «لا أعرف بما أشعر فعليا حاليا. ربما خلال أيام سأدرك فعلا ما حققته»، مؤكدة أنها لم تكن على دراية كاملة بما حصل بين سيرينا والحكم.
وأضافت: «عندما التفتّ ووجدت أن النتيجة باتت 5 - 3 لم أفهم تماما ماذا جرى، شعرت بأنني أحتاج إلى التركيز. هي بطلة كبيرة وأعرف أنها قادرة على العودة إلى المباراة من أي نقطة كانت». وفشلت سيرينا للمرة الثانية في معادلة الرقم القياسي المطلق لعدد ألقاب البطولات الكبرى الذي تحمله الأسترالية مارغريت كورت (24)، وذلك بعدما خسرت أيضا في يوليو (تموز) نهائي بطولة ويمبلدون الإنجليزية أمام الألمانية أنجيليك كيربر. وفشلت سيرينا في إحراز لقب فلاشينغ ميدوز للمرة السابعة والانفراد بالرقم القياسي الذي تتشاركه حاليا مع مواطنتها كريس إيفرت.
وتبحث سيرينا عن لقبها الأول في البطولات الكبرى منذ عودتها على الملاعب بعدما وضعت مولودتها الأولى في سبتمبر (أيلول) 2017.
وقالت سيرينا ردا على صافرات الاستهجان في الملعب، بالتأكيد إن أوساكا «لعبت بشكل جيد وهذا أول لقب لها في الغراند سلام. لنجعل هذه اللحظة من أفضل ما يمكن (بالنسبة لليابانية)».
أما أوساكا فقالت من جهتها: «كان حلمي دائما أن أواجه سيرينا في نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة»، قبل أن تلتفت إلى الأميركية وتقول لها: «أنا ممتنة فعلا لأنني تمكنت من اللعب معك. شكرا لك». وطغت جدلية سيرينا مع الحكم على ما قدمته اللاعبتان منذ بداية المباراة، ولا سيما في المجموعة الأولى التي بدا مع انطلاقها أن اللاعبتين دخلتا أرض الملعب مع بعض التوتر، نظرا لما ترغب كل منهما في تحقيقه.
وتمكنت أوساكا من نيل الأفضلية بعد خطأ مزدوج من سيرينا في الشوط الثالث على إرسالها، أتاح لليابانية التقدم 2 - 1. أتبعته بكسر ثانٍ سمح لها بالتقدم 4 - 1، وسط صمت هيمن على المشجعين في الملعب.
وحظيت سيرينا في الشوط التالي بفرصة لكسر الإرسال، إلا أن أوساكا ردت بإرسال قوي قاربت سرعته 190 كم/ ساعة. ولم يشفع لسيرينا فوزها بإرسالها التالي، لأن أوساكا فازت أيضا بإرسالها وأنهت المجموعة 6 - 2.
وبدأت «الإثارة» في المباراة من الشوط الثاني للمجموعة الثانية، حين تلقت الأميركية تحذيرا من الحكم على خلفية اعتبار أنها تتلقى تعليمات من المدرب المتواجد بالمدرجات. وردت سيرينا بنبرة حاسمة: «أنا لا أغش لكي أفوز، أفضل أن أخسر».
وبعد تقدمها 2 - 1، ولدى تبديل جهة الملعب، قامت سيرينا بالتحدث مجددا إلى الحكم راموس، وهذه المرة بنبرة بدت قريبة إلى محاولة طي صفحة الجدل. وفي الشوط التالي، كسرت الأميركية إرسال أوساكا وتقدمت 3 - 1. إلا أن الهدوء لم يدم طويلا، وعادت الأمور إلى التوتر في الشوط الخامس الذي خسرته سيرينا على إرسالها، بعدما ارتكبت خطأين مزدوجين وأصابت الشبكة، وقامت تعبيرا عن غضبها بتحطيم مضربها على أرض الملعب.
وقام الحكم بمعاقبة سيرينا لارتكابها المخالفة الثانية في المباراة، وذلك باتخاذ قرار بحذف نقطة من رصيدها في الشوط التالي. وتوجهت سيرينا الذي بدا عليها الغضب والتأثر، إلى الحكم بالقول: «أنا لا أغش، أنا لم أغش أبدا في حياتي. لدي طفلة، وأدافع عما هو صحيح. عليك أن تعتذر لي».
وكسرت أوساكا إرسال سيرينا مجددا لتتقدم 4 - 3. ولدى تبديل جهة الملعب، عادت الأميركية لتتجادل مع الحكم وقالت: «إنك تهاجم شخصي. لن تتولى تحكيم أي من مبارياتي بعد الآن. إنك أنت الكذاب» قبل أن تصفه بـ«اللص»، فعاقبها بشوط، ما منح أوساكا التقدم 5 - 3.وشهدت المراحل الأخيرة من المباراة أيضا تدخل مشرفين على البطولة بعد شكوى سيرينا بحق الحكم والدموع في عينيها.وأشارت سيرينا في مؤتمرها الصحافي بعد المباراة، إلى أنها تحدثت أيضا إلى الحكم بشكل هادئ، وقالت له إنها تتفهم لماذا اعتقد أنها تتلقى «تعليمات من المدرب»، إذ إنها عندما نظرت إلى الزاوية المخصصة لها في المدرجات، بدا أن مدربها باتريك مراد أوغلو يقوم بحركات بيديه بدت بمثابة توجيهات خاصة.
وتمت معاقبة سيرينا بغرامة 17 الف دولار. وشدد مسؤولو البطولة على أن الحكم كارلوس راموس «شاهد المدرب وهو يوجه تعليماته لسرينا» ما يتعارض مع اللوائح. واعترف أوغلو لاحقا بأنه كان يوجه تعليماته الفنية لسرينا، مشيرا إلى أن مدرب أوساكا قام بالشيء نفسه.
ولكن سيرينا قالت إن أوغلو لم يعطها تعليمات فنية، وقالت بعد المباراة: «أحاول أن أفهم لماذا قال مراد أوغلو ذلك»، لأنها وفريق العمل التابع لها لا يستخدمون إشارات اليد، حتى إنها لم تطلب استشارة الطاقم التدريبي لها داخل الملعب خلال المباريات عندما كان يسمح بذلك، حيث تنص اللوائح على حصول اللاعبات على نصائح فنية من المدربين خلال بطولات فئة السيدات ولكن ليس في بطولات الغراند سلام. وقالت سيرينا: «لا أحتاج إلى الغش للفوز، فزت بما فيه الكفاية، وهذا الأمر لم أقم به مطلقا». وشددت الأميركية على أن منافستها قدمت مباراة مذهلة وتستحق الفوز، إلا أنها قالت ردا على سؤال: «رأيت رجالا يطلقون صفات أخرى بحق الحكام. أنا هنا، أقاتل من أجل حقوق النساء والمساواة، قلت إنه لص وقام بأخذ شوط مني، لم يسبق له أن عاقب رجلا بأخذ شوط منه لأنه قال عنه لص».وأضافت بتأثر: «لكنني سأواصل القتال من أجل النساء، وأقاتل من أجل أن تكون لنا حقوق متساوية» على وقع التصفيق في قاعة المؤتمر الصحافي.
في المقابل احتفى اليابانيون بمواطنتهم أوساكا في نبأ سار بعد صيف شهد سلسلة كوارث طبيعية، آخرها زلزال الأسبوع الماضي الذي أدى إلى مقتل 35 شخصا على الأقل وإصابة المئات، وحصول انهيارات في التربة طمرت كثيرا من المنازل.
وهنأ رئيس الوزراء شينزو آبي اللاعبة المولودة من أم يابانية وأب هايتي، بفوزها على سيرينا قائلا: «تهاني على فوزك في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة. أول لاعبة يابانية تحرز لقب بطولة غراند سلام. شكرا لأنك منحتي الطاقة والإلهام لكل اليابان».


مقالات ذات صلة

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

رياضة عالمية ستيسي أليستر ستتنحى عن منصب مديرة بطولة أميركا المفتوحة العام المقبل (أ.ب)

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

أعلن الاتحاد الأميركي للتنس أن ستيسي أليستر مديرة بطولة أميركا المفتوحة ستتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025 من البطولة الكبرى وستتولى دوراً استشارياً بالاتحاد.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية من تجهيزات كرات المضرب في لندن (أ.ب)

اتحاد التنس البريطاني يمنع مشاركة المتحولات لضمان العدالة

قال اتحاد التنس البريطاني الأربعاء إنه أجرى تحديثاً لقواعده لمنع النساء المتحولات جنسياً من المشاركة في عدد من بطولات للسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جانب من مواجهات بطولات التحدي للتنس (رويترز)

زيادة قيمة الجوائز المالية في سلسلة بطولات التحدي للتنس 2025

أعلن اتحاد لاعبي التنس المحترفين الأربعاء جوائز مالية قياسية قدرها 28.5 مليون دولار في سلسلة بطولات التحدي موسم 2025، بزيادة 6.2 مليون دولار عن هذا العام

«الشرق الأوسط» (بنغالورو)
رياضة عالمية البيلاروسية أرينا سابالينكا (أ.ب)

البيلاروسية سابالينكا أفضل لاعبة تنس 2024

حصلت البيلاروسية أرينا سابالينكا على جائزة لاعبة العام لدى اتحاد لاعبات التنس المحترفات للمرة الأولى في مسيرتها.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية الأسترالي نيك كيريوس يعود لبطولة أستراليا المفتوحة (أ.ب)

«دورة أستراليا»: عودة كيريوس وبنتشيتش

أعلن منظمو بطولة أستراليا المفتوحة أن الأسترالي نيك كيريوس والسويسرية بليندا بنتشيتش سيشاركان بتصنيف محمي في البطولة.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.