بطولة أستراليا فرصة جديدة لدي يونغ للتغلب على ماضٍ مؤلم

جسد اللاعب الهولندي الموهوب بدا عاجزاً عن مواكبة ذكائه الكروي في الدوري الإنجليزي

سييم دي يونغ يتطلع لبداية جديدة مع سيدني في النصف البعيد من العالم
سييم دي يونغ يتطلع لبداية جديدة مع سيدني في النصف البعيد من العالم
TT

بطولة أستراليا فرصة جديدة لدي يونغ للتغلب على ماضٍ مؤلم

سييم دي يونغ يتطلع لبداية جديدة مع سيدني في النصف البعيد من العالم
سييم دي يونغ يتطلع لبداية جديدة مع سيدني في النصف البعيد من العالم

كان ستيف مكلارين مدرب نيوكاسل يونايتد السابق يحضر جنازة أحد أقربائه وأبقى على هاتفه مغلقاً لبعض الوقت، وعندما أعاد تشغيل هاتفه، توالت عليه سلسلة من الرسائل اليائسة التي تسعى بقوة للتواصل معه.
وبالفعل، أجاب المدرب على الهاتف ليقول الصوت القادم من الطرف المقابل: «لقد وقع حادث في ملعب التدريب، ويبدو الوضع سيئاً». وتساءل مكلارين: «من؟، قبل أن يضيف سريعاً: لا، ليس من جديد. ماذا حدث لسييم الآن؟»
وأثناء توجهه بالسيارة إلى مقر النادي، علم مكلارين أن لاعباً آخر ضرب سييم دي يونغ في عينه. وذكر التشخيص المبدئي أن صانع ألعاب «أياكس» والمنتخب الهولندي السابق من الممكن أن يفقد بصره بسبب الحادث.
ولحسن الحظ، تلاشت تلك المخاوف نهاية الأمر، رغم خضوع دي يونغ لجراحة ظل يعاني بعدها لشهور من تشوش الرؤية قبل أن يستعيد عافيته من جديد، لكن هذا الحادث أكد على شكوك متزايدة بخصوص اللاعب. لقد بدا أن جسد دي يونغ مصمم ليكون صاحبه ممثلا تلفزيونيا وليس لاعب كرة قدم يرتدي القميص رقم 10 في صفوف نيوكاسل يونايتد. وإذا حاول شخص ما جاهداً تحديد هوية الشخص الأسوأ حظاً بمجال كرة القدم، فإن اللاعب الهولندي سيأتي على رأس المرشحين دون شك.
خلال السنوات الثلاث التي قضاها في الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يشارك دي يونغ مع الفريق الأول لنيوكاسل سوى 22 مرة فقط، وسجل هدفاً واحداً. وقد جرى استبعاده من المشاركة لبضعة شهور بسبب تردي حالة رئتيه، كانت المرة الثانية في مسيرته الكروية، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات القلقلة حول مدى تناسب قدراته الجسمانية مع المستوى النخبوي المحترف للاعبي كرة القدم.
أما السبب الأكبر وراء الشعور بالإحباط فيكمن في أن دي يونغ، الذي عانى كذلك من تمزق في فخذه أثناء مشاركته في الدوري الإنجليزي، يملك بما لا يدع مجالاً للشك ذكاءً ونشاطاً وتفوقاً فنياً، وقبل كل ذلك رؤية ثاقبة لتغيير مسار المباريات.
وخلال مباراة ودية خاضها «نيوكاسل يونايتد» أمام «هارتس» في اسكوتلندا قبل انطلاق الموسم، قدم دي يونغ استعراضا نموذجياً لمهاراته. جدير بالذكر أنه عندما ضم المدرب آلان باردو، دي يونغ بناءً على تعاقد يستمر ست سنوات، تحدث المدرب عن إعادة بناء الفريق بأكمله وإصلاح الخطة التكتيكية بالاعتماد على صانع ألعاب. من جانبه، يتميز دي يونغ بمهارته في الوصول إلى المرمى والعمل كحلقة ربط بين زملائه داخل الملعب. وعليه، جرت الإشادة بدي يونغ باعتباره «العبقري الهولندي» و«تيدي شيرنغهام الجديد».
وبحلول وقت عمل المدرب رافاييل بينيتيز الذي حل محل مكلارين، كانت جميع هذه الألقاب قد اختفت وطواها النسيان. ومثل باردو، تحدث بينيتيز بود وحسرة عن مهارة دي يونغ، لكنه خلص إلى أن جسد اللاعب هش للغاية على نحو لا يسمح بخوضه منافسات الكرة الإنجليزية حامية الوطيس.
من جهته، يروق لبينيتيز اللعب معتمدا على صانع ألعاب مهاجم يرتدي القميص رقم 10 لكن ثمة دلالات عميقة عندما يختار واحد من أبرز المدربين عالمياً الاعتماد على لاعبين آخرين أقل موهبة في هذا المركز، ويترك اللاعب الأنسب لهذا الدور داخل فريقه.
وقال دي يونغ لحظة رحيله عن «نيوكاسل يونايتد» عام 2017: «أشعر بالإحباط حيال السنوات القليلة الماضية، فقد كانت إصابات الرئة والعين مخيفة بعض الشيء، لكنني أرغب في كتابة قصة جديدة اليوم».
وانتقل اللاعب على سبيل الإعارة إلى آيندهوفن الهولندي قبل أن يعود بصورة دائمة إلى «أياكس» والذي أعار اللاعب الذي كان قائده المتوج ذات يوم إلى ناد يقع على الجهة المقابلة من العالم كي يبدأ فصلاً جديداً في حياته في الدوري الأسترالي.
وبمقدور نادي سيدني ومدربه ستيف كوريكا والدوري الأسترالي الثقة في أن المناخ الجديد سيعين جسد دي يونغ على مواكبة سرعة وقوة عقله والتي تفوق أي لاعب كرة قدم آخر في أي من الملاعب التي شارك بها.


مقالات ذات صلة

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: ما زال بإمكاننا التحسن

تلقى أتلتيكو مدريد دفعة معنوية هائلة بعد الفوز في ست مباريات متتالية، لكن المدرب دييغو سيميوني قال إن فريقه لا يزال لديه مجال كبير للتحسن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية محمد صلاح سينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم (إ.ب.أ)

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

لمدة عقد تقريباً، كان أحد ألمع النجوم في سماء الدوري الإنجليزي، ويُصنف على أنه ربما يكون أفضل لاعب في جيله.

The Athletic (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.