نيكي هيلي ترد على «المجهول»: عندما أتحدى الرئيس أفعل ذلك مباشرةً

TT

نيكي هيلي ترد على «المجهول»: عندما أتحدى الرئيس أفعل ذلك مباشرةً

عاشت واشنطن الأيام الماضية حالة من الدراما السياسية، والتي تدور أحداثها في مسرح البيت الأبيض، وأبطالها أعضاء الإدارة الأميركية، فيما يشاهد ويراقب الجمهور تفاصيل تلك الدراما التي لعب الإعلام دوراً مهماً في تأجيجها، وذلك بسبب مقالة انتقادية للرئيس ترمب في إدارته للحكومة من أحد كبار إدارته ولكن دونما اسم. المقالة التي نُشرت الأسبوع الماضي في صحيفة «نيويورك تايمز» بلغ عدد التعليقات عليها في موقع الصحيفة 15 ألف تعليق، وأثارت بلا شك استياء الرئيس ترمب الذي طالب بالكشف عن هوية كاتبها، وتغيير قوانين الكشف عن معلومات تمس الأمن القومي، إلا أن نيكي هيلي اختارت الرد على المقالة بمقالة أخرى، تحت عنوان: «عندما أتحدى الرئيس أفعل ذلك مباشرةً، على زميلي المجهول فعل ذلك أيضاً».
وفي مقالتها التي نُشرت في صحيفة «واشنطن بوست» أمس، قالت نيكي هيلي سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، إن لدى الولايات المتحدة الأميركية ما يكفي من القضايا للتعامل معها حول العالم، لذلك من المؤسف أن يستغرق الأمر وقتاً لكتابة هذه المقالة المجهولة، إذ قد يعتقد كاتبها أنه أو هي تقوم بخدمة في البلاد، «أنا لا أوافق بشدة، وهي إساءة خطيرة ليس فقط للرئيس ولكن للبلاد». وأكدت هيلي في مقالتها أنها لا تتفق مع الرئيس في كل شيء، ولذلك عندما يكون هناك خلاف بينهما، فإن الطريقة الصحيحة التي تراها هي الاتصال به مباشرةً عبر الهاتف، أو طلب لقائه، لا الانتقاد بطريقة خاطئة كما ترى، إذ لا يطلب ترمب من الجميع التوافق معه، معتبرةً أن ما فعله كاتب المقالة عضو إدارة الرئيس ترمب رفيع المستوى «المجهول» خطير للغاية، ولم يضع البلاد أولاً، إذ إن كل شخص في الحكومة مدين بالولاء للدستور أكثر من ولاء أي فرد من أعضاء المكتب. وأضافت: «إذا كان الكاتب المجهول حقاً مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة، فستكون لديه فرصة للوصول إلى الرئيس ومحاولة إقناع الرئيس بتغيير المسار، وإذا كان المؤلف محبطاً بسبب عدم القدرة على إقناع الرئيس، فله مطلق الحرية في الاستقالة، بدلاً من إلقاء ظلال الشك على الرئيس بطريقة لا يمكن دحضها مباشرة، لأنه لا يمكن الحكم على مصداقية ومعرفة الشخص المجهول، وهو يشجع خصوم الولايات المتحدة على الترويج لمطالبهم العدائية حول عدم استقرار حكومتنا، وبصفتي حاكماً سابقاً، أجد أنه من المخيف تماماً أن أتخيل أن أحد الأعضاء رفيعي المستوى في فريقي سيحاول سراً إحباط برنامجي. هذه ليست الطريقة الأميركية، وهو في الأساس خائن وجبان ومعادٍ للديمقراطية، ليس فقط للرئيس التنفيذي، بل لبلدنا وقيمنا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».