المتطرفون البريطانيون العائدون يواجهون السجن 10 سنوات

خطط جديدة للتعامل مع المقاتلين الأجانب

TT

المتطرفون البريطانيون العائدون يواجهون السجن 10 سنوات

من شأن المتطرفين البريطانيين العائدين من سوريا ودول مشابهة أن يواجهوا عقوبة السجن لمدة 10 سنوات، بموجب خطط وزارة الداخلية البريطانية المعنية بالتعامل مع المقاتلين الأجانب.
وسوف تطرح القواعد الجديدة في صورة مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب، ويعني أن أي شخص يكتشف أنه قد سافر إلى بلد معين عند عودته إلى الوطن، حتى لو لم يكن عضواً في جماعة إرهابية محظورة، قد يواجه المحاكمة والسجن.
ويستثنى من ذلك أولئك العاملون في منظمات الإغاثة أو المنظمات الإعلامية المختلفة.
ومن شأن الخطة الجديدة تسهيل الأمر في سجن أولئك الذين يسافرون إلى الخارج بهدف القتال في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة.
ويصعب في الوقت الراهن تجريم المواطنين البريطانيين الذين يسافرون إلى سوريا ما لم يتم إثبات تورطهم في مساعدة إحدى المنظمات المحظورة، مثل «داعش» في العراق والشام.
وستدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ الفعلي على أيدي ماكس هيل، رئيس دائرة النيابة الملكية، الذي دعا في وقت سابق إلى إعادة تأهيل العائدين من الخارج، ولا سيما سوريا. ولقد تعرض لانتقادات شديدة بسبب تصريحاته، واتهم باتخاذ موقف شديد التخاذل حيال التهديدات الإرهابية على أمن البلاد، بحسب «الديلي تلغراف» أمس.
وقال هيل العام الماضي «يقال إن لدينا عدداً كبيراً بالفعل من الجهاديين الذين عادوا إلى البلاد والذين كانوا قد سافروا من قبل إلى العراق وسوريا. وهذا يعني أن السلطات قد فحصت ملفاتهم، وفحصتها بعناية فائقة، وقررت وفقاً لذلك أنهم لا يشكلون أي تهديدات تبرر ملاحقتهم قضائياً. وينبغي علينا النظر جدياً في برامج إعادة الاستيعاب، والابتعاد عن أي فكرة تتعلق بأننا سوف نفقد جيلاً كاملاً من شبابنا بسبب هذه الرحلات الخارجية».
من جهته، قال ساجد جاويد، وزير الداخلية البريطاني، في تصريحات رحب بها النشطاء والنواب من مختلف التوجهات «أولئك الذين يسافرون إلى الخارج للقتال في صراعات إرهابية يشكلون تهديداً كبيراً علينا جميعاً، ولا بد من إيقافهم. ومن شأن هذا التجريم أن يساهم في جعل شوارعنا أكثر أماناً».
ويحظى مشروع القانون المقترح بدعم كامل من الأجهزة الأمنية البريطانية ومن الشركاء في مجال إنفاذ القانون.
ولقد تم الإفصاح عن التجريم الجديد المقترح في تعديل مشروع قانون مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، الذي تم الكشف عنه في وقت سابق من العام الحالي.
وتقول الوثيقة «هذا البند الجديد ينص على المخالفة بموجب قانون الإرهاب لعام 2000 بشأن الدخول أو البقاء في منطقة خارج حدود المملكة المتحدة التي خضعت للتصنيف الأمني ضمن اللوائح الصادرة عن وزيرة الخارجية».
ومن شأن أن تُرفع القائمة إلى البرلمان للموافقة عليها. وتقدر الحكومة البريطانية أن أكثر من 900 شخص، ممن يشكلون قلقاً وتهديداً على الأمن القومي، قد سافروا من المملكة المتحدة للانضمام إلى القتال في سوريا. ومن بين هؤلاء، لقي الخُـمس منهم مصرعهم ونحو 40 في المائة قد عادوا أدراجهم إلى البلاد. وعاد هؤلاء في المراحل الأولى من الصراع المسلح هناك، وتم تقدير نسبة كبيرة منهم؛ لأنها لم تعد تشكل قلقاً على الأمن القومي للبلاد.
وقال جون وودكوك، عضو البرلمان البريطاني، والعضو في لجنة الشؤون الداخلية، الذي كان ينظم الحملات لدفع الحكومة لتبني مشروع القانون الجديد «هذه أخبار عظيمة، وينبغي أن تمنح قوات الأمن أخيراً الصلاحيات التي يحتاجون إليها لاعتقال المتطرفين البريطانيين الذين يتحركون بمطلق الحرية عندما يعودون إلى المملكة المتحدة بسبب عدم وجود أدلة مقبولة على اعتقالهم».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».