الاحتفاء بالعنب بمهرجان في إقليم بنسليمان المغربي

انطلقت مساء أول من أمس في إقليم بنسليمان (جنوب شرقي الرباط) فعاليات مهرجان العنب.
وقال سعيد الزيدي، رئيس جمعية رواد لتنمية قطاع العنب، ورئيس جماعة الشراط، إن الجمعية التي يقودها تسعى وراء تحقيق إشعاع أكبر للمنطقة المعروفة بإنتاج العنب، وعبّر عن طموحه في أن يصبح مهرجان العنب «قبلة للزوار المختصين، وقاطرة لتطوير قطاع الكروم بالمنطقة». وذكر الزيدي في كلمته الافتتاحية للدورة 11 من مهرجان العنب، إن التظاهرة السنوية أضحت تمثل جزءاً من الموروث الثقافي والذاكرة الجماعية للمنطقة، مشيداً بالأهداف التي حققتها الجمعية في هذا المجال، بتعاون مع السكان والقطاعات الحكومية المختصة.
وأفاد الزيدي الذي يرأس في الآن ذاته جماعة الشراط القروية، بأن أصل فكرة المهرجان تعود إلى والده السياسي الراحل أحمد الزيدي، والذي انطلق سنة 2008 بالتزامن مع اعتماد المخطط الأخضر بالمغرب.
واعتبر المتحدث أن التظاهرة التي تنظم هذه السنة تحت شعار: «العنب في خدمة التنمية المحلية»، تؤكد فخر منخرطي وأعضاء الجمعية بما سماه «تنزيل استراتيجية المخطط الأخضر على الصعيد المحلي، عبر سلسلة إنتاج العنب في الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً».
وأشار الزيدي إلى أن الجمعية على المستوى الاقتصادي، نجحت في الرفع من المساحات الزراعية المخصصة لإنتاج العنب؛ حيث أوضح أن جهود التأطير والتكوين أثمرت «تحويل أراض كانت مخصصة لإنتاج الحبوب وذات مردودية ضعيفة، إلى مساحات خاصة بإنتاج العنب».
وذكر رئيس جمعية رواد لتنمية قطاع العنب، أن التطور الحاصل على مستوى اتساع مساحات زراعة العنب، أعطى نفساً جديداً للقطاع الفلاحي بالمنطقة، من خلال الرفع من المردودية وتحسين دخل الفلاحين.
وأبرز الزيدي أن المهرجان نجح، حسب تقديره، في «توسيع قاعدة المنخرطين، وهو ما ساعد على إحداث فرص شغل، ومكّن من استقرار الأسر في أراضيها».
وأشار الزيدي إلى أن تمكين الفلاحين من تقنيات الري الحديثة (تقنية التنقيط أو التقطير): «مكّن من عقلنة تدبير الموارد المائية بالمنطقة وترشيدها»، مشدداً على أهمية هذه المسألة في بعدها البيئي، بالنظر لما اعتبره تحدياً تواجهه البلاد على مستوى تدبير الثروة المائية. وتستمر أشغال المهرجان الذي يضفي أجواء احتفالية كبيرة على المنطقة ومميزاتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، حتى 11 سبتمبر (أيلول) الجاري، من خلال إحياء سهرات فنية متنوعة، ومعارض لمنتجات وأنواع العنب لهذه السنة، فضلاً عن عدد من التظاهرات الثقافية والرياضية الأخرى، التي تندرج ضمن برنامج ثقافي متكامل يحتفي بتاريخ المنطقة وإرثها الثقافي وتراثها اللامادي.