ردود فعل متفاوتة حول إعلان تخفيض أسعار الحليب في المغرب

ردود فعل متفاوتة حول إعلان تخفيض أسعار الحليب في المغرب
TT

ردود فعل متفاوتة حول إعلان تخفيض أسعار الحليب في المغرب

ردود فعل متفاوتة حول إعلان تخفيض أسعار الحليب في المغرب

رحب نشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي بقرار مجموعة «دانون» تخفيض أسعار الحليب في المغرب، فيما اعتبر آخرون الإعلان مجرد مناورة لوقف حركة مقاطعة منتجات الشركة التي تتواصل منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي. ورأى آخرون أن نسبة تخفيض السعر ضئيلة مقارنة مع سقف مطالب المقاطعين. وأعلنت شركة «سانترال دانون» الفرع المغربي لمجموعة «دانون» الفرنسية، خلال لقاء صحافي بالدار البيضاء، تخفيض سعر الحليب الطازج إلى 3.2 درهم (0.34 دولار) لعلبة 47 سنتيلترا، بدلا من 3.5 درهم (0.37 دولار) سابقا. وقال إيمانويل فابير، رئيس مجموعة «دانون» الفرنسية، إن هذا التخفيض جاء تنفيذا لالتزامه السابق خلال زيارة للمغرب في يونيو (حزيران) الماضي، والذي تعهد خلاله ببيع الحليب الطازج بتكلفة الإنتاج، وإن الشركة لن تحقق أي أرباح من بيع الحليب في المغرب. وأكد فابير أن هامش ربح منتجي الحليب الذين يمونون الشركة لن يتأثر نتيجة هذا التخفيض، وكذلك هامش ربح التجار الموزعين، مشددا على أن شركة «سانترال» وحدها ستتحمل عبء التخفيض.
وأضاف فابير أن هذا التخفيض سيدخل حيز التطبيق ابتداء من يوم الجمعة. وقال: «تتبعت حركة المقاطعة لمنتجاتنا التي تستمر منذ خمسة شهور، وجئت شخصيا إلى المغرب في يونيو للاستماع إلى المغاربة ولفهم ما يقع من أجل تغيير الأمور. والتزمت بثلاثة أشياء: أولها بيع الحليب الطازج بسعر التكلفة والتخلي عن هامش ربح الشركة بالنسبة لهذا المنتج، ثانيا، اعتماد الشفافية التامة في جميع مراحل الإنتاج والتوزيع بالنسبة لجميع منتجاتنا، ثالثا، السعي إلى وضع معادلة جديدة للأسعار، من خلال حوار شامل وتشاور مع جميع الأطراف المتدخلة في سلسلة إنتاج الحليب ومشتقاته بالمغرب».
وأشار فابير إلى أن الأسابيع الماضية شهدت حملة نقاش وتشاور واسعة مع جميع الأطراف، من منتجين وموزعين ومستهلكين، وكذلك من الشباب والمقاطعين. وأوضح أن الشركة تواصلت خلال هذه الحملة مع أكثر من 100 ألف مواطن مغربي، عبر تنظيم ندوات في مختلف المدن ونقلها مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتلقت آراءهم واقتراحاتهم، والتي أخذتها بعين الاعتبار في صياغة عرضها الجديد.
كما أعلن فابير عن قرب إطلاق منتج جديد للحليب الطازج المبستر، يحتوي على نصف محتوى الحليب العادي من الدهنيات، بسعر 2.5 درهم (0.27 دولار) لعلبة 47 سنتيلترا.
وتوقع فابير أن تعيد هذه التخفيضات الأمور إلى نصابها، مشيرا إلى أن الشركة تكبدت خسائر فادحة بسبب المقاطعة، إذ نزلت مبيعاتها خلال النصف الأول من العام بنحو 40 في المائة.
واعتبر بعض المعلقين في شبكات التواصل الاجتماعي، أن قرار الشركة استجاب لمطالب المقاطعين من خلال تخفيض الأسعار، ووصفوا تعاملها مع الوضع بالحكيم. غير أن معلقين آخرين وصفوا قرار الشركة بالمناورة، مشيرين إلى أن الشركة لم تخفض السعر فحسب؛ بل خفضت أيضا حجم علبة الحليب من 50 سنتيلترا إلى 47 سنتيلترا.

وأضاف التعليق: «إذا أخدنا بالاعتبار تخفيض حجم محتوى العلبة، فإن نسبة التخفيض الحقيقي للسعر هي 2.5 في المائة فقط، وليس 8.5 في المائة كما حاولت الشركة إيهامنا». واعتبر آخرون أن مبلغ 0.30 درهم (0.032 دولار) مبلغ زهيد، مقارنة مع سقف مطالب المقاطعين، داعين إلى مواصلة حملة المقاطعة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).