{حماس} تجهز فريق قانونيين دوليين للدفاع عنها

إسرائيليون رفعوا دعاوى ضد الحركة أمام المحاكم الدولية

TT

{حماس} تجهز فريق قانونيين دوليين للدفاع عنها

كشفت مصادر فلسطينية، عن اتصالات تجريها حركة حماس، لإعداد فريق من قانونيين دوليين، للدفاع عنها أمام المحاكم الأوروبية والدولية، في ظل دعوات ترفعها جهات إسرائيلية ضدها، تتهمها بـ«الإرهاب»، على خلفية هجمات نفذتها، ووقوفها خلف المسيرات الأخيرة على حدود قطاع غزة.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن رئيس الدائرة القانونية في حماس، محمد الجماصي، يجري اتصالات، بالتنسيق مع قيادات من الحركة في الداخل والخارج، مع جهات قانونية لتشكيل فريق للدفاع عن حماس أمام تلك المحاكم.
وبينت المصادر، أن حماس تواصلت مع فريق قانوني من لندن، شارك مع قيادة الحركة في إعادة صياغة وثيقتها السياسية، التي أعلنت عنها في مايو (أيار) 2017.
وأشارت المصادر، إلى أن حماس تسعى لتشكيل موقف قانوني واضح من الدعوات التي رفعت ضدها، وخاصة ما يتعلق بالمسيرات على حدود قطاع غزة. مبينة أنه سيجري إعداد أوراق قانونية للدفاع عن كل قضية بشكل مستقل، وذلك في حال جرى قبول الدعاوى، وتلقت حماس اتهامات رسمية من قبل المحاكم، التي ستنظر في القضايا.
وذكرت المصادر أن حماس ستعتمد في دفاعها، في حال قبول تلك الدعاوى، على كون المسيرات طابعا شعبيا، وأن كل الأساليب والأدوات التي استخدمت من قبل المتظاهرين، كانت سلمية ولم تكن مسلحة، كما ادعت جهات إسرائيلية رفعت دعوى في محكمة الجنايات الدولية «لاهاي».
ووفقا للمصادر، فإن حماس ستقدم أدلة على ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم متعمدة، بقنص المتظاهرين السلميين، رغم أنهم لم يشكلوا أي خطر واضح على الجنود الإسرائيليين الذين كانوا مدججين بالأسلحة. كما ستثبت أن إطلاق الطائرات الحارقة، وغيرها من الأساليب التي تم اعتمادها من قبل الشبان خلال المسيرات، كانت ذات طابع سلمي وليس مسلحا. وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية، ذكرت أن مزارعين إسرائيليين يقيمون في مدن وبلدات غلاف غزة، رفعوا دعوى قضائية في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد قادة حماس، مطالبين بتعويضات مالية بسبب الحرائق التي تسببت بها الطائرات الورقية الحارقة. وأشارت إلى أن منظمة «شورات هدين» الإسرائيلية، ستقدم وثائق تظهر حجم الأضرار التي تسببت بها تلك الحرائق.
فيما ذكرت القناة الإسرائيلية السابعة، أن الإدارة القانونية في «معهد القدس للعدالة» الإسرائيلي، قرر تقديم شكوى رسمية، ضد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمام محكمة الجنايات الدولية «لاهاي»، بتهمة استخدام الأطفال لأغراض الحرب وارتكاب جرائم حرب بحقهم.
وقال مدير الدائرة القانونية بالمركز «أوري مراد»، إنهم «سيطالبون بفتح تحقيق كامل ضد هنية لدوره في استغلال الأطفال في العمليات القتالية وهو ما يندرج ضمن جرائم الحرب». وفي حال قبلت تلك الدعوات، فإن حماس ستعمل للدفع بالفريق القانوني للدفاع عنها أمام تلك المحاكم، وأي محاكم دولية ترفع فيها قضايا ضد الحركة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم حماس فيها فرقا قانونية للدفاع عنها في قضايا رفعت ضدها. وكانت اعتمدت على فريق قانوني من دول غربية، للدفاع عنها أمام المحكمة الابتدائية الأوروبية، التي كانت تنظر في طلب للاتحاد الأوروبي بإبقاء حركة حماس ضمن «لائحة الإرهاب»، حيث حكمت المحكمة لصالحها، وقررت رفعها من القائمة في ديسمبر (كانون الأول) 2014.
واستأنف ممثلو الاتحاد الأوروبي أمام المحكمة العليا الأوروبية ضد قرار المحكمة الابتدائية. حيث اتخذت المحكمة العليا قرارا في يوليو (تموز) 2017. بإعادة القضية للمحكمة الابتدائية للنظر فيها مجددا، وما يزال فريق الدفاع عن حماس، الذي ترأسه محامية دولية، يتابع القضية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.