معرض يستكشف أسرار صناعة النفط يطلق أعمال «مركز جميل للفنون» في دبي

تشهد مدينة دبي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل افتتاح مركز فني يعزز مكانة المدينة كنقطة تجمع للفعاليات والمؤسسات الفنية العالمية. ومع إعلان مؤسسة «فن جميل»، وهي مؤسسة تدعم التراث والفنون والتعليم في عموم أنحاء الشرق الأوسط، أمس، عن البرامج الافتتاحية لـ«مركز جميل للفنون»، الوجهة الثقافية المبتكرة المزمع افتتاحها يوم 11 نوفمبر. ويعد «مركز جميل للفنون» أول مؤسسة فنية غير حكومية من نوعها في دولة الإمارات.
ويرافق الافتتاح عدد من المعارض والبرامج المتميزة، منها سلسلة من أربعة عروض فردية؛ تحت مسمى «غرف الفنانين»، تحتضن فنانين مرموقين من الشرق الأوسط وآسيا، وتعتمد في جزء منها على مجموعة «فن جميل». يقدم المركز أيضاً معرضاً جماعياً منظّماً، (خام)، الذي يتناول موضوع النفط بتشعباته في السياقات التاريخية والمعاصرة من خلال عمل 16 فناناً ومعارض جماعية من المنطقة ومن خارجها؛ علاوة على مجموعة مختارة من التركيبات والمجسّمات كبيرة الحجم، والكثير منها تم تكليفها حديثاً لتزين شُرفة السطح وحدائق المركز.
أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية في «فن جميل»، علقت بالقول: «بعد سنوات من الاندماج مع المجتمعات في المنطقة وحول العالم من خلال برامج الحفاظ على التراث، والبرامج التعليمية والفنية، كلنا حماس لإطلاق أول مساحة متخصصة، هنا في الإمارات العربية المتحدة. حيث تقوم الفكرة وراء تأسيس مركز جميل للفنون على توسيع نطاق مشاركة وتفاعل الجمهور مع مجموعتنا ومكتبتنا المتنوعة، وكذلك تقديم معارض بجودة متحفية بالشراكة مع المتعاونين المحليين والإقليميين والعالميين. ومن خلال تكليفات جديدة للأعمال الفنيّة، ومساحة أبحاث متخصصة، وبرامج فنية عامة لمجموعات متنوعة من مختلف الأعمار، ويهدف «مركز جميل للفنون» إلى أن يكون مركزاً ثقافياً جديداً ومبتكراً، سواء في المنطقة أو خارجها».
- معارض «مركز جميل»
يمتد «خام»؛ المعرض الجماعي الافتتاحي، عبر خمس مساحات عرض تزيد على 500 متر مربع، ويجمع بين 17 فناناً ومجموعات فنية إقليمية وعالمية، بغية استكشاف أسرار النفط الذي يعد عنصراً فاعلاً في التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علاوة على كونه محركاً للتقلبات الجيوسياسية. ويتناول «خام»، الذي يشرف عليه القيّم مرتضى فالي، المقيم في الشارقة وفي نيويورك، الجوانب التاريخية المركبة للنفط، باعتباره بشير الحداثة في الشرق الأوسط وما حولها، عبر أفكار من قبيل الأرشفة والبنى التحتية والتكنولوجيا. ويقدم المعرض أعمال فنانين حداثيين ومعاصرين، أمثال: لطيف العاني، منال الضويان، منيرة القادري، أليساندرو بالتيو – يزبك، وغيرهم.
ومن بين أقدم الأعمال في هذا المعرض ما يقدمه الفنان لطيف العاني؛ أحد أشهر المصورين في العراق وأحد أوائل الفنانين الذين تفاعلوا مع شركات النفط في المنطقة. حيث تقدم مجموعة مختارة من الصور التي التقطها الفنان في خمسينات وستينات القرن العشرين، تلك التغيرات الاجتماعية والثقافية والبيئية التي أحدثتها الثروة النفطية الجديدة في البلاد. وتمتزج تلك الأعمال مع نظيراتها الحديثة التي تعود لتناول فترات متنوعة من تاريخ صناعة النفط في المنطقة، بما في ذلك تكوين أبدعه أليساندرو بالتيو - يزبك ويربط فيه بين غزو العراق في عام 2003 وتواريخ أوسع نطاقاً للفنون والدبلوماسية. كما يضم المعرض الكثير من التكليفات الجديدة، بما في ذلك أعمال الفنانة حيجرا وحيد التي تستعرض الشخصيات التاريخية في شركة «أرامكو»؛ وهناك مجسّمات زجاجية لمايكل ويلان صنعها من رمال جمعها من مواقع آبار النفط التاريخية عند ساحل أبوظبي التي اكتشفها جاك كوستو في أوائل الخمسييات؛ وتدخلات أدائية أبدعها لانتيان شيه لتفحص بعض الطقوس المعاصرة وثقافة السيارات.
يمتد معرض «خام» من نوفمبر إلى أبريل (نيسان) 2019، ويتعزز في ربيع 2019 بمطبوعة جديدة وسلسلة من الندوات والعروض السينمائية. وتغطي البرامج التعليمية المستمرة موضوعات تتعلق بالنفط وتأثيراته التاريخية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية والبيئية والمستقبلية.