«أطوار العمران» معرض للفن المعاصر تشهده طرابلس في 22 الحالي

معرض للفن المعاصر يحمل اسم «أطوار العمران» ستشهده مدينة طرابلس بدءاً من 22 الحالي، يشارك فيه فنانون لبنانيون ومكسيكيون، بحيث تعرض أعمالهم في مكانين لهما رمزيتهما، وهما معرض رشيد كرامي الذي صممه المهندس البرازيلي الشهير أوسكار نيماير، ويعتبر تحفة معمارية تستحق بحد ذاتها الاكتشاف. أما المكان الثاني فقلعة سان جيل الصليبية التي تُعدّ واحدة من أكبر القلاع في المنطقة التي تعود لتلك الحقبة.
ونظمت مؤسسة Studiocur / art ومتحف BEMA لقاءً حوارياً، في معرض رشيد كرامي الدولي - في طرابلس، أمس، للإعلان عن المعرض الذي يُقام، برعاية وزارة الثقافة و«اليونيسكو»، ويمتدُّ لمدة شهر. وحضر اللقاء فعاليات من المدينة وفنانون وسياسيون ورئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين.
افتتحت المسؤولة الإعلامية للمعرض اللقاء الحواري متحدثة عن أهدافه وأهمية المعرض، وهو الأول من نوعه في عاصمة الشمال الزاخرة بالآثار والتراث وبالطاقات والإمكانات الثقافية.
كما تحدث رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي أكرم عويضة عن دعم المعرض الذي يستقطب فنانين من جميع أنحاء العالم، ويهدف إلى تفعيل دوره في استقطاب العارضين والزائرين من أنحاء العالم.
وتحدثت ساندرا أبو ناضر العضو المؤسس لمتحف «BEMA» وقالت: «رسمنا أهدافاً غير كلاسيكية تنطلق من رفض التسليم بأن هناك فئات لا تكترث للثقافة والفن ووضعنا لأنفسنا مهمة تحريكها بهدف اكتشاف طاقات جديدة؛ فطرابلس مدينة تستحق استعادة مكانتها كثاني المدن اللبنانية، ومشاركتنا في هذا المشروع هدفها إشراك المجتمع الطرابلسي بمختلف مكوناته ومؤسساته التربوية والثقافية في إعادة إحياء دينامية ثقافية فنية تربوية مستمرة تستحقها هذه المدينة».
وأضافت: «إن اختيار معرض رشيد كرامي الدولي وما يرمز إليه كقيمة سيكون محور تفاعل فني وثقافي بين فنانين لبنانيين ومكسيكيين، وبين مختلف فئات ومؤسسات المجتمع المحلي، وإننا على ثقة بأن هذه التجربة ستلقي الضوء على أهمية طرابلس كساحة لقاء وحوار تجتمع فيها ذاكرة الماضي وتراثه بالطاقة الإبداعية للحاضر كل ذلك داخل خطوط روعة هندسية تجسد عالمية لبنان الصغير في حجمه والشاسع في انفتاحه».
كما تحدثت كارينا الحلو فقالت: «الغرض من هذا المعرض هو الحث على التفكير في الوضع الذي تجد فيه الإنسانية نفسها اليوم بعد سنوات من الأوهام التقدمية، التي يمكن أن تؤدي إلى الانهيار المرتقب إذا استمرت الإنتاجية الزائدة بالوتيرة ذاتها، وقد دام الاستعداد لهذا المعرض مدة 18 شهراً، حيث تم تنظيم حلقات فنية في بيروت والمكسيك للسماح لبعض الفنانين من هاتين الدولتين بتبادل وجهات النظر حول هذا الموضوع».
وتابعت: «يجمع المعرض أعمال 18 فناناً لبنانياً ومكسيكياً ويسعدنا الإعلان عن تنفيذ 11 عملاً جديداً أنتجت خصيصا لطرابلس من بينها استخدام زياد ملتقى القبة في موقع نيماير (DOME) مع ترتيبات صوتية مستوحاة من أسطورة شمس الإزتيك الخامسة، التي تشير إلى انهيار حضارتنا، كما تستخدم جوانا حاجي توما وخليل جريج (متحف الفضاء) في عمل مسرحي وسيحول الفنان المكسيكي غبريال ريكو (الهرم) إلى خريطة السماء، وانعكاسها على ارتباطنا بعالم الحيوانات، كما ستقوم ستيفاني سعادة بتقديم عمل حول ارتباطنا البيولوجي بالدورات القمرية».
وتحدثت مسؤولة المواقع الأثرية والتاريخية في الشمال في المديرية العامة للآثار سمر كرم عن دور وزارة الثقافة ومديرية الآثار في دعم هذا المعرض حيث يجري التحضير لتأمين نقل الزائرين ذهاباً وإياباً بين القلعة ومعرض رشيد كرامي، واتخاذ كل التدابير الأمنية واللوجيستية مع بلدية طرابلس والجهات المعنية لتوفير كل إمكانيات النجاح لهذا النشاط النوعي. وسيكون الدخول إلى القلعة التاريخية مجاناً أثناء أيام المعرض، وكذلك في أيام الآحاد تمكينا للجميع من الاستفادة من هذه الأنشطة النوعية.