حسين فهمي: «الكويسين» أعاد أفلام العائلة الكوميدية إلى السينما المصرية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن مسلسل «بالحب هنعدي» يحمل روائح الزمن الجميل

حسين فهمي: «الكويسين» أعاد أفلام العائلة الكوميدية إلى السينما المصرية
TT

حسين فهمي: «الكويسين» أعاد أفلام العائلة الكوميدية إلى السينما المصرية

حسين فهمي: «الكويسين» أعاد أفلام العائلة الكوميدية إلى السينما المصرية

فنان صاحب تاريخ فني كبير، له رصيد هائل من الأعمال الدرامية والسينمائية، قدم من خلالها جميع أنواع الدراما... أحد أبطال السينما المصرية في فترة السبعينات والثمانينات، اشتهر بأدوار «الفتى الوسيم»، و«الرومانسي»، لكن بعد غيابه عن السينما لمدة 10 سنوات عاد إليها من جديد. إنه الفنان الكبير حسين فهمي الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط» عن أحدث أفلامه السينمائية فيلم «الكويسين» الذي عُرض في موسم عيد الأضحى السينمائي، وحقق مردوداً إيجابياً منذ عرضه حتى الآن، كما تحدث عن رأيه في السينما المصرية في الوقت الراهن، وكشف عن أسباب اعتذاره عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي.
تحدث حسين فهمي على أسباب تحمسه للعودة إلى السينما من خلال فيلم «الكويسين» قائلاً: «أنا أعشق الكوميديا التي تقدَّم في إطار اجتماعي، فهي تستهويني جداً، لذا عندما عُرض عليّ السيناريو الذي كتبه المؤلف أيمن وتار، جذبني كثيراً، وكنت عندما أقرأ مشهداً أضحك من قلبي، لأنه أعاد فكرة الفيلم الكوميدي المقدم للأسرة أو العائلة بعيداً عن الأفلام الكوميدية التي تضحك عليها وعندما تخرج من السينما تنساها، لأن هناك أعمالاً كوميدية لا توجد بها قصة من الأساس أو حبكة درامية». ولفت: «فيلم (الكويسين) كوميديا مقدمة في إطار قصة خفيفة الظل عن عائلة (الكويسين) التي تفقد أحد أبنائها (مظهر كويس) منذ سنوات عديدة، ويحاول شخص نصاب يدعى (مفتاح) الذي يقوم بدوره (أحمد فهمي) أن يدخل في العائلة على أنه (مظهر كويس) ويحدث العديد من المفارقات والأحداث، وأنا أقوم بدور كبير هذه العائلة (عارف كويس)، ولأن هذا العمل بعيد كل البعد عن الابتذال قررت الاشتراك به دون أي تردد».
وحول مدى توقعه لحجم النجاح الذي حققه العمل عند عرضه في موسم عيد الأضحى يقول: «العمل الذي تتوافر به جميع العناصر الفنية لا بد أن يحقق نجاحاً، وفيلم (الكويسين) كنت متوقعاً أن ينال إعجاب المشاهدين، ولكن ردود الأفعال الإيجابية عن العمل فاقت جميع توقعاتي».
وعن مدى اعتبار الإيرادات مؤشراً على نجاح الأفلام السينمائية يقول: «في بعض الأحيان فقط تكون الإيرادات مؤشراً، ولكن لا يمكن تعميم ذلك، فإقبال الجمهور على مشاهدة عمل سينمائي محدد يدل على نجاحه، ولكنّ هناك العديد من العوامل الفنية الأخرى التي نقيّم من خلالها نجاح أي عمل سينمائي».
وأوضح حسين فهمي أسباب غيابه عن السينما طوال هذه السنوات قائلاً: «بالفعل لم أشارك في أي عمل سينمائي منذ تقديمي فيلم (لمح البصر)، ولم أكن مقاطعاً للسينما، ولكني كنت أبحث عن العمل المختلف والمكتوب بشكل جيد حتى أعود من خلاله، وهذا ما وجدته في فيلم (الكويسين)».
وتابع حديثه عن المنافسة بين العديد من الأفلام في موسم عيد الأضحى، قائلاً: «المنافسة مهمة جداً، ففي هذا الموسم تم تقديم مجموعة من الأفلام المتنوعة والمختلفة، مما جعل المنافسة جيدة وتصب في النهاية في مصلحة الجمهور».
وحول رأيه في الأفلام الكوميدية التي تم تقديمها في الآونة الأخيرة قال: «بعضها جيد وبعضها ينتمي إلى الأفلام التجارية، وفي الحقيقة نحن نفتقر إلى الاهتمام بالأعمال الكوميدية، لأن عدد كتاب الكوميديا قليل جداً، فمؤلف الأفلام الكوميدية لا بد أن يكون حسه فكاهياً أولاً، ولديه العديد من الأفكار الكوميدية الجديدة والتي تحمل في طياتها قصة وحكاية مسلية، بل وهادفة أيضاً».
وفي إطار مختلف، أكد أن انفصال ابنته عن بطل فيلم «الكويسين» أحمد فهمي لا يؤثر نهائياً على علاقته به كفنان، مؤكداً أن مسألة الانفصال «نصيب» لا أكثر، وأردف قائلاً: «أحمد فهمي فنان صاحب تفكير ذكي في اختيار أدواره الفنية، وكونه مؤلفاً قبل أن يكون فناناً هذا أثّر كثيراً على اختياره لما يقدمه جيداً سواء في الدراما أو السينما، وأتنبأ له بمستقبل كبير، وتربطني به علاقة صداقة حتى الآن».
وحول أسباب اعتذاره عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الجديدة أكد قائلاً: «اعتذرت لأنني قدمت كل ما عندي خلال الدورات السابقة». ولفت: «للأسف المهرجان يحتاج إلى دعم مادي كبير حتى يستطيع رئيس المهرجان أن يقدمه بشكل جيد، وأتمنى أن يتحقق هذا في الدورات القادمة».
إلي ذلك، تحدث فهمي عن أسباب تأخر عرض مسلسل «السر» حتى الآن، رغم انتهاء تصويره منذ فترة طويلة، وقال: «ميعاد عرض العمل أمر يخص جهة الإنتاج، ولكن من وجهة نظري أرى أن السبب أنه مسلسل طويل (60 حلقة)، ولكن أتوقع أن يتم عرضه قريباً، لأنه يعد من أروع الأعمال الدرامية في مصر خلال الفترة الأخيرة، وقصته مختلفة كثيراً، حيث إن كل شخصية في العمل تحمل سراً ما، وينكشف هذا السر عبر الأحداث، كما أن فريق العمل والكواليس كانت أكثر من رائعة مع الفنانة وفاء عامر، وريم البارودي، ومايا نصري، ونضال الشافعي الذي أقوم بدور والده في العمل».
أما عن مسلسل «بالحب هنعدي» فأكد أنه يجري حالياً الاستعداد لبدء تصويره في الأيام القادمة، وقال: «العمل سيعيد المشاهد إلى الزمن الجميل، وسعيد جداً بهذه التجربة، حيث يشارك في هذا العمل العديد من الفنانين الكبار مثل الفنانة سميرة أحمد ويوسف شعبان وكثيرين، وهو من تأليف يوسف معاطي وإخراج رباب حسين».
يشار إلى أن الفنان حسين فهمي قدم الكثير من الأعمال السينمائية البارزة، أهمها فيلم «العار»، و«الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«أميرة حبي أنا»، و«جري الوحوش»، و«اللعب مع الكبار». و«خلّي بالك من زوزو».
وحصل على جوائز أحسن ممثل عن أفلامه «دمي ودموعي وابتساماتي»، و«الإخوة الأعداء»، و«الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«انتبهوا أيها السادة».


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».