مرسي وقادة الإخوان إلى «الجنايات» بتهمتي التخابر والإرهاب

جمع من طلاب جامعة عين شمس خلال تظاهرهم أمس أمام جامعتهم القريبة من مقر وزارة الدفاع وسط القاهرة (رويترز)
جمع من طلاب جامعة عين شمس خلال تظاهرهم أمس أمام جامعتهم القريبة من مقر وزارة الدفاع وسط القاهرة (رويترز)
TT

مرسي وقادة الإخوان إلى «الجنايات» بتهمتي التخابر والإرهاب

جمع من طلاب جامعة عين شمس خلال تظاهرهم أمس أمام جامعتهم القريبة من مقر وزارة الدفاع وسط القاهرة (رويترز)
جمع من طلاب جامعة عين شمس خلال تظاهرهم أمس أمام جامعتهم القريبة من مقر وزارة الدفاع وسط القاهرة (رويترز)

فيما عده مراقبون واحدة من أكبر قضايا التخابر في تاريخ مصر، ومؤشرا جديدا ينذر بتوقيع أحكام مشددة ربما تصل إلى الإعدام، أمر المستشار هشام بركات، النائب العام المصري، بإحالة الرئيس السابق محمد مرسي و25 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها إلى محكمة الجنايات، بتهم من بينها «التخابر مع منظمات أجنبية»، و«إفشاء أسرار الدفاع» و«تمويل الإرهاب»، وغيرها.
وقال حمدي الأسيوطي، المحامي بالنقض، مستشار الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط» إن أغلب التهم الموجهة إلى مرسي ومن معه من قادة الإخوان عقوبتها الإعدام.. لكن أطرافا قانونية من جماعة الإخوان نفت هذه التهم، وقالت إنها «تهم سياسية».
ومن بين المحالين للمحاكمة مع مرسي كل من المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، ونائبي المرشد خيرت الشاطر ومحمود عزت، ورئيس مجلس الشعب السابق محمد سعد الكتاتني، ومحمد البلتاجي وعصام العريان وسعد الحسيني أعضاء مكتب الإرشاد، ومحمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، ونائبه أسعد الشيخة، وأحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس السابق وعضو التنظيم الدولي للإخوان، وآخرين من قيادات الجماعة وأعضاء التنظيم الدولي للإخوان.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين، وفقا لما بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، تهم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، بغية ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها، وتمويل الإرهاب، والتدريب العسكري لتحقيق أغراض التنظيم الدولي للإخوان، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.
وكانت محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية أصدرت حكما الشهر الماضي في القضية المعروفة إعلاميا بـ«قضية وادي النطرون»، والخاصة بهروب عدد من قيادات الإخوان من سجن وادي النطرون وسجون أخرى إبان أحداث ثورة 25 يناير 2011. وقررت المحكمة إعادة ملف القضية إلى النيابة العامة للتحقيق من جديد في كيفية هروب السجناء، كما دعت المحكمة مطلع هذا العام، النيابة للتحقيق في تورط عناصر خارجية وداخلية في اقتحام السجن، واستدعاء 35 من قيادات جماعة الإخوان وعلي رأسهم مرسي للتحقيق في عملية هروبهم، وذلك أثناء وجود مرسي على كرسي الحكم. وكان مرسي قد قال في وقت سابق إن من أخرجوه من سجن وادي النطرون يوم 28 يناير 2011 «كانوا أهالي نزلاء السجن، وليس حركة حماس الفلسطينية»، كما تشير الاتهامات.
ويحاكم مرسي، المحتجز حاليا في سجن برج العرب بالإسكندرية، في تهم معروفة إعلاميا باسم «أحداث قصر الاتحادية» بتهم «تحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، واستخدام العنف والبلطجة وفرض السطوة وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء والقبض على المتظاهرين السلميين واحتجازهم دون وجه حق وتعذيبهم».
من ناحية أخرى، قضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة بمعاقبة المتهم أحمد عرفة، عضو حركة حازمون، حضوريا بالسجن المؤبد لاتهامه بحيازة سلاح آلي وطلقات نارية. وتعرف حركة «حازمون» بأنها ينضوي تحت لوائها أنصار المحامي والداعية السلفي المعروف حازم صلاح أبو إسماعيل، والمحتجز في سجن بجنوب القاهرة على ذمة التحقيقات أيضا. وقال المحامي حمدي الأسيوطي إن عقوبة التهم الموجهة لمرسي وجماعة الإخوان يمكن أن تصل إلى الإعدام، خاصة لو ثبتت عليهم تهم التخابر وإفشاء الأسرار لدولة أجنبية. مشيرا إلى أنه «في الجرائم المتعددة تطبق العقوبات الأشد وفقا للمادة 32 من قانون العقوبات». إلا أن أطرافا قانونية من الإخوان أبلغت «الشرق الأوسط» بأن التهم الموجهة للرئيس السابق وقيادات الجماعة «غير صحيحة»، وقالت إن القضايا المنظورة «قضايا سياسية». وأضاف محمد طوسون، عضو الهيئة القانونية لجماعة الإخوان، في تصريحات لموقع «اليوم السابع» إنه لا يوجد دليل في القضية على التخابر مع حماس.
في غضون ذلك، واصل طلاب الإخوان وأنصارهم المظاهرات بعدة جامعات مصرية، بهدف شل العام الدراسي، وتعطيل امتحانات نصف العام، إضافة لمطالبهم السياسية بعودة مرسي للحكم ورفض خارطة المستقبل التي أقرها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية مدنية ودينية عشية الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو (تموز) الماضي. وشهدت جامعة الأزهر صباح أمس وجودا أمنيا مكثفا أمام البوابة الرئيسة، وحاول طلاب الإخوان بالجامعة عرقلة دخول طلاب كلية العلوم والتجارة والتربية بنين وهندسة ميكانيكا من الدخول للحرم الجامعي، وبعد حدوث مناوشات بين الطلاب، تمكن طلاب الكلية من الدخول. وقالت الدكتورة راجية طه، عميدة كلية الصيدلة بالجامعة، إن العشرات من الطالبات بجامعة الأزهر من أنصار جماعة الإخوان حاولن تعطيل الامتحانات في عدد من الكليات، منها كلية الصيدلة والهندسة والدراسات الإسلامية، تحقيقا لدعوتهم إلى الإضراب عن الدراسة.



غروندبرغ يغادر صنعاء ويحض الحوثيين على خفض التصعيد وإطلاق المعتقلين

غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
TT

غروندبرغ يغادر صنعاء ويحض الحوثيين على خفض التصعيد وإطلاق المعتقلين

غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)
غروندبرغ لحظة وصوله إلى مطار صنعاء (أ.ف.ب)

حض المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ قادة الجماعة الحوثية على خفض التصعيد المحلي والإقليمي وإطلاق المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية، مؤكداً تصميمه على حماية التقدم المحرز في خريطة الطريق اليمنية التي تجمدت بعد تصعيد الجماعة البحري منذ نهاية 2023.

وجاءت تصريحات المبعوث غروندبرغ، الخميس، عقب اختتام زيارة إلى صنعاء هي الأولى له منذ منتصف 2023، وسط آمال أممية بأن تقود مساعيه إلى التوصل إلى إحلال السلام وطي صفحة الصراع المستمر منذ انقلاب الجماعة الحوثية على التوافق الوطني في سبتمبر (أيلول) 2014.

وقال غروندبرغ في بيان إنه أجرى مناقشات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لتجديد المشاركة في العملية السياسية، مع التركيز على معالجة التحديات واستكشاف إمكانيات تعزيز السلام في سياق المنطقة المعقد.

وأكد المبعوث الخاص غروندبرغ خلال اجتماعاتهِ مع قادة الحوثيين على أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار. وحث -بحسب البيان- على ضرورة الاتفاق على إجراءات ملموسة لدفع الحوار إلى الأمام بعملية سياسية لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء اليمن.

المبعوث الأممي إلى اليمن بعد وصوله إلى صنعاء يستعد لاستقلال السيارة (رويترز)

كما سلطت المناقشات الضوء على أهمية اتخاذ تدابير لمعالجة التحديات الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية، وفي الوقت نفسه تعزيز الاستعدادات لوقف إطلاق النار، وهي مكونات أساسية لخريطة الطريق والتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات اليمنيين.

وقال غروندبرغ: «أنا مصمِّم على حماية التقدم المحرز حتى الآن على خريطة الطريق والتركيز على آفاق السلام في اليمن».

وأوضح البيان أن المناقشات حول ملف المعتقلين المرتبطين بالصراع استندت إلى التقدم المحرز خلال المفاوضات التي عقدت في سلطنة عُمان في يوليو (تموز) 2024، حيث أكد المبعوث الخاص أن الملف حيوي لبناء الثقة بين الأطراف والمضي قدماً في تنفيذ الالتزامات السابقة.

وشدد على أهمية إعطاء الأولوية لهذه القضية الإنسانية كخطوة نحو تعزيز الثقة التي يمكن أن تساعد في تمكين اتفاقات أوسع نطاقاً وتظهر الالتزام بجهود السلام.

حماية المجتمع المدني

أفاد البيان الصادر عن مكتب غروندبرغ بأنه استهل زيارته إلى صنعاء بزيارة منزل عائلة أحد الموظفين في مكتبه كان الحوثيون اعتقلوه تعسفياً في يونيو (حزيران) 2024.

وأعرب المبعوث عن خالص تعاطفه ومواساته لما تكبدته عائلة الموظف في هذه الفترة العصيبة، عارضاً دعمه لهم. وأطلع غروندبرغ العائلة -بحسب البيان- على جهود الأمم المتحدة لإطلاق سراح جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً. كما أعرب عن تضامنه مع عائلات المعتقلين الآخرين، مدركاً لمعاناتهم المشتركة والحاجة الملحة للإفراج عن أحبائهم.

سيارة أممية ضمن موكب المبعوث الأممي غروندبرغ في صنعاء (إ.ب.أ)

وفي جميع مناقشاته، أكد غروندبرغ أنه حث الحوثيين بشدة على إطلاق سراح الأفراد المعتقلين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية فوراً ودون قيد أو شرط. وأكد أن الاعتقالات التعسفية غير مقبولة وتشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

وشدد غروندبرغ بالقول «يتعين علينا حماية دور المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني. فهم يقدمون مساهمات حيوية لتحقيق السلام وإعادة بناء اليمن».

وقبل زيارة صنعاء كان المبعوث اختتم نقاشات في مسقط مع مسؤولين عمانيين، ومع محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

أجندة الزيارة

في بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحمّل مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».