التصويت على يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية اليوم وقمة تبحث في القيادات الجديدة غدا

النساء قادمات.. الحسناء هيلي شميث مرشحة لرئاسة الاتحاد الأوروبي والإيطالية فيدريكا لخلافة أشتون

رئيس الوزراء اللوكسمبورغي السابق جان كلود يونكر المرشح لرئاسة الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام في العاصمة بروكسل قبل التصويت على اختياره اليوم (أ.ب)
رئيس الوزراء اللوكسمبورغي السابق جان كلود يونكر المرشح لرئاسة الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام في العاصمة بروكسل قبل التصويت على اختياره اليوم (أ.ب)
TT

التصويت على يونكر رئيسا للمفوضية الأوروبية اليوم وقمة تبحث في القيادات الجديدة غدا

رئيس الوزراء اللوكسمبورغي السابق جان كلود يونكر المرشح لرئاسة الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام في العاصمة بروكسل قبل التصويت على اختياره اليوم (أ.ب)
رئيس الوزراء اللوكسمبورغي السابق جان كلود يونكر المرشح لرئاسة الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام في العاصمة بروكسل قبل التصويت على اختياره اليوم (أ.ب)

يصوت اليوم (الثلاثاء) أعضاء البرلمان الأوروبي على مقترح لقادة دول التكتل الأوروبي الموحد، بترشيح رئيس الوزراء اللوكسمبورغي السابق جان كلود يونكر، لرئاسة الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، وذلك في أعقاب قرار حول هذا الصدد اتخذته قمة بروكسل التي انعقدت نهاية الشهر الماضي، رغم معارضة بريطانيا والمجر لهذا القرار.
يأتي ذلك وسط توقعات من جانب المراقبين هنا في بروكسل بأن يصوت البرلمان الأوروبي خلال جلسة عامة ضمن جلسات الأسبوع الحالي في ستراسبورغ، على تكليف يونكر بمنصب رئيس المفوضية الأوروبية خلفا للبرتغالي جوزيه مانويل باروسو الذي تنتهي مهامه رسميا في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأوضحت مصادر برلمانية في بروكسل أن المجموعات النيابية الرئيسة الثلاث (المحافظين والاشتراكيين والليبراليين) متفقة على التصويت لصالح يونكر بعد الاستماع إلى برنامجه خلال جلسة عامة. كما أجرى يونكر خلال الأسبوع الماضي مشاورات مع قيادات الكتل الحزبية المختلفة داخل البرلمان الأوروبي لضمان الأغلبية اللازمة له في التصويت وللمفوضية الجديدة التي سيترأسها. وفي اليوم التالي (غدا الأربعاء) يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي مع المرشح يونكر للاستماع منه إلى أبرز ملامح خطة عمل المفوضية الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، وأجندة الأولويات خلال المرحلة المقبلة.
وفي نفس الاجتماع، يسعى القادة للتوصل إلى إجماع وتسويات حول تسمية شاغلي أرفع مناصب التكتل ضمن تعديل القيادة بعد الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) الماضي. ومن المقرر أن يغادر رئيس الاتحاد هيرمان فان رومبوي ومسؤولة الشؤون الخارجية كاثرين أشتون منصبيهما بنهاية العام، كما أن هناك تكهنات بأن يتم تغيير رئيس مجموعة اليورو لوزراء مالية منطقة اليورو.
وباختيار يونكر، يكون قادة الاتحاد قد تغلبوا على معارضة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ومنذ حسم ذلك، تحولت المفاوضات التي تدور من وراء الأبواب المغلقة إلى خليفة فان رومبوي وأشتون.. وعقب انتخاب الألماني مارتن شولتز لرئاسة البرلمان الأوروبي، وفي انتظار التصويت المقرر على ترشيح يونكر لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية، أصبح الاتجاه القوي حاليا في الدول الأعضاء هو الدفع بمرشحات لشغل باقي المناصب الكبرى في المؤسسات الاتحادية. وبحسب وسائل الإعلام في عدة عواصم أوروبية ومن بينها بروكسل وروما وغيرهما، تلقى رئيسة وزراء الدنمارك هيلي شميث تأييدا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتتولى منصب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي خلفا للبلجيكي هرمان فان رومبوي. ويأتي هذا الترشيح رغم أن الحسناء شميث تلقى معارضة من فرنسا على أساس أن بلدها ليس عضوا في منطقة اليورو، ورغم أن شميث أعلنت في وقت سابق أنها لم تتقدم بطلب للترشح للمنصب وأنها تعطي الأولوية في الوقت الحالي للفوز في الانتخابات المقبلة في بلادها وقيادة حكومة الدنمارك.
كما طرحت روما اسم وزيرة الخارجية الإيطالية فيدريكا موغريني لتخلف البريطانية كاثرين أشتون في منصب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة لعضوية المفوضية الأوروبية تناولت الترشيحات في الساعات القليلة الماضية إمكانية شغل وزير الاقتصاد الفرنسي السابق بيير موسكوفيسي لمنصب المفوض الأوروبي للشؤون المالية والاقتصادية خلفا للفنلندي أولي رين، بينما تسعى إسبانيا إلى البحث عن منصب قيادي في الاتحاد الأوروبي من خلال طرح إمكانية تعيين وزير المالية السابق لويس غندوس في منصب رئيس مجموعة اليورو ليخلف الهولندي جيروين ديسلبلوم الذي يترأس حاليا مجموعة اليورو التي تضم الدول الـ18 الأعضاء في منطقة اليورو التي تتعامل بالعملة الأوروبية الموحدة من بين 28 دولة هي إجمالي الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكانت مدريد هي الوحيدة التي صوتت ضد ديسلبلوم احتجاجا على استبعاد إسبانيا من المناصب القيادية في الاتحاد.
وتطمح دول أوروبا الشرقية إلى انتزاع منصب رفيع ضمن هذا التعديل. وعلى صعيد خلافة أشتون، ظل ينظر إلى وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي منذ فترة على أنه من سيحل محل أشتون. إلا أن مراقبين يقولون إن فرصه تراجعت بسبب فضيحة في بولندا بعد تسريب تسجيلات واستخدام وارسو كلمات شديدة ضد روسيا بشأن أزمة أوكرانيا. ومن المتوقع أن تتم تسمية خليفة أشتون، الأربعاء، بينما الأمر ليس مؤكدا بالنسبة للمناصب الأخرى.
وقال فان رومبوي في وقت سابق من هذا الشهر «يستعد الاتحاد الأوروبي لفتح دورة مؤسسية جديدة بقيادة جديدة.. نفكر منذ فترة في مستقبل الاتحاد وتحدياته وأولوياته.. والبديهة تقول إنه عندما تكون هناك إرادة فهناك طريق». ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى التعلم من دروس الانتخابات، التي رآها كثيرون رفضا للأوضاع القائمة بعد المكاسب التي حققها المتشككون في جدوى الاتحاد الأوروبي والأحزاب المناهضة للمؤسسة. ورغم أن المشاورات حول تغييرات القادة ستسيطر على الاجتماع، فإنه من الممكن أن يتم التباحث بشأن الأزمة الأوكرانية. وكان قادة الاتحاد قد أعربوا في اجتماعهم في يونيو (حزيران) الماضي عن إحباطهم من عدم إحراز تقدم في هذا الملف. ويقول المحلل الأوروبي أولريش شبيك «مصداقية الاتحاد الأوروبي كفاعل موحد وقوي على الساحة الدولية على المحك.. فالاتحاد لا يزال مترددا في التحرك بقوته الكاملة نحو مواجهة مع روسيا».



ماسك يسحب دعمه لفاراج ويعزّز انتقاده للحكومة البريطانية

صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)
صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)
TT

ماسك يسحب دعمه لفاراج ويعزّز انتقاده للحكومة البريطانية

صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)
صورة تجمع نايجل فاراج وإيلون ماسك وتبدو خلفهما لوحة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (من حساب فاراج على إكس)

في تطور مفاجئ يعكس تدخلاً زائداً في السياسة البريطانية، دعا الملياردير الأميركي إيلون ماسك السياسي البريطاني نايجل فاراج إلى التنحي عن قيادة حزب الإصلاح اليميني.

وقال ماسك، الذي سيقود إدارة الكفاءة الحكومية بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عبر منصته الاجتماعية «إكس» إن «حزب (الإصلاح) يحتاج إلى قائد جديد. فاراج لا يملك المقومات اللازمة». ويمثّل هذا التصريح انقلاباً في موقف ماسك، الذي صرّح مراراً بأن فاراج وحده قادر على «إنقاذ بريطانيا»، ونشر صورة معه الشهر الماضي. كما لمّح ماسك إلى احتمال تقديمه دعماً مالياً كبيراً لحزب «الإصلاح» لمساعدته في منافسة حزبي «العمال»، و«المحافظين» المهيمنيْن في بريطانيا، قد يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني (124 مليون دولار).

فاراج ينأى بنفسه

يشنّ ماسك منذ أسابيع حملة مكثفة ضد الحكومة البريطانية التي يقودها رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، الذي يتّهمه بتقييد حرية التعبير. كما يطالب ماسك بإطلاق سراح ستيفن ياكسلي - لينون، مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة، المعروف باسم تومي روبنسون، والمناهض للهجرة وللإسلام. ويقضي روبنسون حالياً حكماً بالسجن لمدة 18 شهراً بتهمة ازدراء المحكمة.

ونأى فاراج بنفسه عن تصريحات أدلى بها ماسك دعماً لروبنسون. وقال زعيم حزب «الإصلاح» تعليقاً على أحد منشورات ماسك: «حسناً، هذا مفاجئ! إيلون شخصية استثنائية، لكنني للأسف أختلف معه في هذا. موقفي لا يزال أن تومي روبنسون غير مناسب لحزب (الإصلاح)، ولن أتخلى أبداً عن مبادئي».

ماسك «مخطئ في تقديره»

يستند ماسك في حملته ضد الحكومة البريطانية والإعلام التقليدي، والدعوات للإفراج عن روبنسون، إلى تعامل الحكومة مع فضيحة تاريخية تتعلق باستغلال الأطفال. وفي الأيام الأخيرة، شارك ماسك وتفاعل مع منشورات على منصته «إكس» تنتقد الحكومة البريطانية بعد رفضها الدعوة لإجراء تحقيق عام في فضيحة الاستغلال، بمدينة أولدهام شمال إنجلترا. كما اتّهم ماسك ستارمر بالفشل في تحقيق العدالة فيما يسميه البعض «عصابات الاغتصاب»، عندما كان مدير النيابة العامة بين عامي 2008 و2013. ووصف ماسك الفضائح بأنها تمثل «جريمة هائلة ضد الإنسانية».

وبينما وصف وزير الصحة، ويس ستريتنغ، آراء ماسك بأنها «مخطئة في تقديرها ومُضلّلة بالتأكيد»، إلا أنه دعا أغنى رجل في العالم والمقرب من الرئيس الأميركي المنتخب للعمل مع الحكومة في معالجة قضية الاستغلال الجنسي للأطفال. وقد جادلت الحكومة بأنه يجب على أولدهام أن تحذو حذو المدن الأخرى، وتُكلّف لجنة خاصة بها للتحقيق في الاعتداءات التاريخية التي طالت الفتيات بشكل رئيس.

وخلص تقرير صدر عام 2022، حول إجراءات حماية الأطفال في أولدهام بين عامي 2011 و2014، إلى أن الوكالات المحلية خذلت الأطفال، لكنه لم يجد أدلة على تستر رغم وجود «مخاوف مشروعة» من أن اليمين المتطرف سيستغل «الإدانات عالية المستوى لمجرمين من أصول باكستانية في جميع أنحاء البلاد».

وقال ستريتنغ، في مقابلة مع شبكة «آي تي في» الإخبارية إن الحكومة تأخذ قضية الاستغلال الجنسي للأطفال «على محمل الجد للغاية»، وإنها تدعم إجراء تحقيق في فضيحة أولدهام، لكن يجب أن يُدار محلياً. وأضاف: «بعض الانتقادات التي وجهها إيلون ماسك، أعتقد أنها خاطئة في تقديرها ومضللة بالتأكيد، لكننا مستعدون للعمل مع إيلون ماسك، الذي أعتقد أن له دوراً كبيراً يلعبه مع منصته الاجتماعية لمساعدتنا، والدول الأخرى، في معالجة هذه القضية الخطيرة. لذا، إذا أراد العمل معنا (...) فسوف نرحب بذلك».

مظاهرات اليمين المتطرّف

يبدي ماسك اهتماماً كبيراً بالمشهد السياسي البريطاني منذ فوز حزب «العمال» اليساري بأغلبية ساحقة في انتخابات يوليو (تموز) 2024، التي أنهت 14 عاماً من حكم المحافظين.

وقد أعاد ماسك نشر انتقادات لستارمر، ووسم TwoTierKeir - وهو اختصار لادعاء بأن بريطانيا لديها «نظام شرطة من مستويين»، حيث يتم التعامل مع المتظاهرين اليمينيين المتطرفين بشكل أكثر صرامة من المتظاهرين في قضايا دعم حقوق للفلسطينيين، أو حركة «حياة السود مهمة»، أو حتى قضايا حماية النساء من العنف.

كما قارن ماسك المحاولات البريطانية لمواجهة المعلومات المضللة عبر الإنترنت بممارسات الاتحاد السوفياتي، ووصل به الأمر إلى ترجيح اندلاع «حرب أهلية» في المملكة المتحدة خلال أعمال العنف المناهضة للمهاجرين، الصيف الماضي.

ودعا ماسك، يوم الجمعة، أيضاً إلى إجراء انتخابات عامة في المملكة المتحدة، بعد ستة أشهر فقط من الانتخابات الأخيرة. وكتب: «الشعب البريطاني لا يريد هذه الحكومة على الإطلاق. انتخابات جديدة»، ملتمساً الملك تشارلز الثالث لحلّ البرلمان.

غضب ألماني من تدخلات ماسك

تثير تدخلات ماسك الخارجية، ولا سيّما في أوروبا، غضباً متصاعداً. وقبل أيام، ندّد المستشار الألماني أولاف شولتس بـ«التصريحات المتنافرة» التي صدرت عن ماسك، وبدعم الأخير لحزب اليمين المتطرّف «البديل من أجل ألمانيا».

وفي مقابلة مع مجلّة «شتيرن»، صدرت السبت، عدّ شولتس أنه «لا بدّ من التسلّح بالهدوء» في وجه تصريحات ماسك، الذي نعت المسؤول الأميركي بـ«المجنون» في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، و«المخبول غير الكفؤ» في 20 ديسمبر (كانون الأول) قبل أن يهاجم الرئيس الألماني فرنك - فالتر شتاينماير، واصفاً إيّاه بـ«الطاغية».

وقبل شهر ونصف الشهر من انتخابات تشريعية مبكرة في 23 فبراير (شباط)، قال المستشار الألماني: «في ألمانيا، تجري الأمور وفق إرادة المواطنين، لا وفق تصريحات متنافرة لملياردير أميركي». وشدّد شولتس في المقابلة على أن «الرئيس الألماني ليس طاغية مناهضاً للديمقراطية، وألمانيا ديمقراطية متينة ومستقرّة، مهما قال ماسك». وبالنسبة إلى المستشار الاشتراكي الديمقراطي، يُعدّ الدعم الذي يقدّمه ماسك لحزب «البديل من أجل ألمانيا»، الذي «يدعو إلى التقارب مع روسيا بوتين، ويريد إضعاف العلاقات الأوروبية - الأميركية، أكثر جدلية بكثير من إهاناته».

وأقرّ «البديل من أجل ألمانيا»، الذي يحتّل المرتبة الثانية في استطلاعات الآراء مع 19 في المائة من نيات التصويت، خلف المحافظين (33 في المائة)، في تصريحات لـ«دير شبيغل» بأنه على تواصل منتظم مع طاقم الملياردير الأميركي. وسيعقد ماسك (53 عاماً) دردشة مع الرئيسة المشاركة للحزب، أليس فايدل، عبر «إكس» الخميس المقبل. وقال شولتس، ردّاً على سؤال من مجلّة «شتيرن» حول نيّته دعوة ماسك إلى محادثة: «لا أظنّ أنه ينبغي خطب ودّ السيد ماسك. وأترك الأمر لعناية آخرين». وذكّر المستشار الألماني بأنه التقى إيلون ماسك في مارس (آذار) 2022، في مناسبة افتتاح مصنع «تسلا» في براندنبورغ قرب برلين، «في فترة كان الفرع المحلي لحزب (البديل من أجل ألمانيا) يحتجّ على إقامة المصنع».