ترحيب مصري بتأييد تغريم «بي إن» القطرية 800 مليون جنيه

رئيس «حماية المنافسة» لـ {الشرق الأوسط}: الحكم واجب النفاذ

TT

ترحيب مصري بتأييد تغريم «بي إن» القطرية 800 مليون جنيه

رحّب «جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية» في مصر بالحُكمين اللذين أصدرتهما المحكمة الاقتصادية، أول من أمس، بتأييد تغريم مجموعة قنوات «بي إن» القطرية 800 مليون جنيه مصري (نحو 45 مليون دولار أميركي)، بعد إدانة القناة بتهمة الإضرار بسوق الأقمار الصناعية، فضلاً عن إجبار المشتركين على الاشتراك بباقات كاملة، دون ترك حرية الاختيار لتحديد البطولات التي يرغب المشاهد في متابعتها.
وجاء قرار التأييد للدعويين القضائيين ليلزم مجموعة القنوات، ورئيس مجلس إدارتها ناصر الخليفي، بسداد الغرامة المستحقة بشأن المخالفتين.
وتسيطر شبكة «بي إن سبورت» الرياضية، المولودة من رحم قنوات «الجزيرة» الإخبارية القطرية، على أسواق البث الحي المباشر لبطولات متعددة، يتقدمها كأس السوبر الأفريقي والدوري الإنجليزي، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي والإسباني، إضافة إلى الحدث الأبرز، المتمثل في مباريات كأس العالم للمنتخبات والأندية، وكذلك كأس الاتحاد الأوروبي، وكأس الأمم الأفريقية والأوروبية والآسيوية وكوبا أميركا، إضافة إلى دوري أبطال آسيا.
وقال الدكتور أمير نبيل، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكم القضائي بتأييد الغرامة في الاتهامين يؤيد مساعي الجهاز لإصلاح سوق الإعلام الرياضي، في إطار القوانين واللوائح المحلية، والقواعد القانونية الدولية المستقر عليها».
وعدّ نبيل أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم، «بي إن» القطرية حق البث لفترات زمنية طويلة، في ظل غياب آليات المنافسة، ساعد على «ارتكاب ممارسات احتكارية غير قانونية، وكبّد المستخدمين خسائر مادية غير مستحقة».
وشهدت سلسلة التقاضي بشأن ممارسات القناة القطرية عدة درجات، تضمنت الحكم في يناير (كانون الثاني) الماضي بتغريم رئيس مجلس إدارتها 400 مليون جنيه مصري بتهمة مخالفة قوانين حماية المنافسة ومنع الاحتكار، ثم أصدرت المحكمة في مارس (آذار) الماضي حكماً آخر ضد القناة، ورئيس مجلس إدارتها بتغريمه مبلغاً مماثلاً بتهمة «مخالفة قانون حماية المنافسة المصري».
وبشأن ما إذا كان الحكم الأخير يتناقض مع الحصانة الممنوحة لقرارات الاتحادات الرياضية الدولية والمحلية وكذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قال نبيل إن «الحصانة الممنوحة تتعلق بعدم التدخل في انتخابات الأعضاء، والعمل الداخلي. غير أن الأنشطة الاقتصادية التي تمارسها تخضع للوائح وقوانين الدول التي تعمل بها».
واستشهد رئيس جهاز حماية المنافسة المصري بالإجراءات الأوروبية في حق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لوقف القرارات، التي تساند الممارسات الاحتكارية، وكذلك التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية (إف بي آي) بشأن اتهامات الفساد المتعلقة بـ«فيفا».
وبشأن ما إذا كانت هناك درجات أخرى للتقاضي بشأن حكم الغرامة الأخير بحق «بي إن»، أوضح نبيل أن «الحكم واجب النفاذ، حتى وإن قررت الشركة التقدم بطعن أمام محكمة النقض، التي ستنظر ما إذا كانت هناك إجراءات قانونية خاطئة شابت إصدار الحكم. لكنها لا تنظر الموضوع إلا إذا قبلت الطعن».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.