الرئيس بوتفليقة يحيّي اعتراف فرنسا بتضحيات الجزائريين في الحرب العالمية الأولى

في رسالة تهنئة بمناسبة اليوم الوطني

الرئيس بوتفليقة يحيّي اعتراف فرنسا بتضحيات الجزائريين في الحرب العالمية الأولى
TT

الرئيس بوتفليقة يحيّي اعتراف فرنسا بتضحيات الجزائريين في الحرب العالمية الأولى

الرئيس بوتفليقة يحيّي اعتراف فرنسا بتضحيات الجزائريين في الحرب العالمية الأولى

حيا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقية، أمس، فرنسا على اعترافها بـ«تضحيات الشعب الجزائري في الحرب العالمية الأولى»، حسب ما أورته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي رسالة تهنئة وجهها إلى الرئيس فرنسوا هولاند بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، قال بوتفليقة إن «إقدامكم، بمناسبة احتفالات 14 يوليو (تموز)، على تكريم الآلاف من الضحايا الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، اعتراف بتضحيات الشعب الجزائري، وبتمسكه بمثل الحرية، التي مكنته من استرجاع استقلاله وسيادته، مقابل ثمن باهظ، ومن المشاركة في استرجاع حرية الشعب الفرنسي».
وسبب الإعلان عن مشاركة الجزائر، المستعمرة السابقة لفرنسا (1830 - 1962) في احتفالات الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى والعيد الوطني الفرنسي في باريس، جدلا كبيرا في البلدين، إذ وصف عدد من الإسلاميين هذه المشاركة بأنها محاولة لطمس ذاكرة شهداء الحرب. وكانت السلطات الفرنسية قد وجهت دعوة للجزائر للمشاركة في هذه الاحتفالات، في سابقة تعد الأولى من نوعها، وهو ما أثار غضب عدد من الحقوقيين والسياسيين بسبب حساسية العلاقات التاريخية الثنائية.
وقال الرئيس الجزائري إن «هذا الإقرار بتضحيات الشعب الجزائري يعزز رغبتنا المشتركة في بناء شراكة نموذجية بين بلدينا تستجيب لمصالحنا المتبادلة ولتطلعات شعبينا». وأكد الرئيس بوتفليقة أنه منذ زيارة نظيره الفرنسي للجزائر في ديسمبر (كانون الأول) 2012 «تسنى لنا تجنب الحزازيات الناجمة عن ماض أليم، من خلال فتح كل الملفات المتعلقة بالذاكرة المشتركة بين شعبينا بروح بناءة».
واستطرد بوتفليقة «يروقني والشعب الفرنسي يحتفل بعيده الوطني، الذي يتزامن هذا العام مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، والذكرى السبعين للإنزال بمنطقة بروفانس، أن أتقدم إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة، وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وصادق التمنيات باطراد الرقي والازدهار لفرنسا تحت قيادتكم».
وكان هولاند قد اعترف خلال هذه الزيارة «بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي في الجزائر»، وذلك في خطابه التاريخي أمام أعضاء البرلمان الجزائري، لكن الجزائريين ما زالوا ينتظرون اعتذارا رسميا من الدولة الفرنسية «بجرائمها» خلال فترة الاستعمار.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».