الاتحاد الأوروبي يرفض ضغوط إسرائيل ويصغي لشكاوى النواب العرب

نائب يهودي متطرف هاجمهم في المطار وتمنى لهم «روحة بلا رجعة»

TT

الاتحاد الأوروبي يرفض ضغوط إسرائيل ويصغي لشكاوى النواب العرب

رفضت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، طلبات الحكومة الإسرائيلية مسانديها من قبل أوروبا والولايات المتحدة، بالامتناع عن لقائها المقرر مع وفد «القائمة العربية المشتركة» في بروكسل، تمهيداً لتقديم مشروع قانون لإلغاء «قانون القومية» العنصري، والمطالبة بتدخل دولي للجم سياسة الحكومة الإسرائيلية المندفعة نحو «الأبرتهايد». وأوضح مكتب موغيريني، في بيان صحافي، أنها تجتمع مع الوفد على غرار الاجتماعات التي عقدتها مع أحزاب أخرى في الكنيست، وستناقش معه قضايا تتعلق بالفلسطينيين في أراضي الـ48، مشيراً إلى أن النائب أيمن عودة كان قد طلب قبل أشهر عقد الاجتماع.
وقد عقد وفد نواب «القائمة المشتركة»، في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل ولوكسمبورغ، أمس (الثلاثاء)، لقاءين مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي ووزير خارجية لوكسمبورغ، لبحث «قانون القوميّة». وفي بروكسل، اجتمع رئيس «القائمة المشتركة»، النائب أيمن عودة، مع الوزيرة موغيريني. وخلال اللقاء، أعرب عودة عن «قلقه من إسقاطات قانون القومية على الأقلية القومية العربية داخل إسرائيل، والمس الخطير بمبدأ المساواة»، وطالب الاتحاد الأوروبي بـ«إدانة قانون القومية، وتوجيه دعوة لإسرائيل لإلغائه». كما شدّد عودة، خلال الجلسة، على أنّ التعبير الأساسي الذي يفتتح القانون هو «أرض إسرائيل»، الذي «يعبّر بالضرورة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وليس عن دولة إسرائيل بحدود 67. وبهذا، فإن قانون القومية يمسّ، بشكل مباشر، بإمكانية التوصل للسلام العادل بين الشعبين». وتطرّق عودة وموغيريني، خلال حديثهما، لمواضيع عدّة، من ضمنها التمييز الاقتصادي والاجتماعي ضد المواطنين العرب في إسرائيل، وهدم البيوت في النقب، وتحريض رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو ووزرائه ضد المواطنين العرب داخل إسرائيل.
وبخصوص رفض موغيريني الطلب الإسرائيلي، بعدم لقاء أعضاء «المشتركة»، قال عودة: «نقدّر موغيريني على إصرارها على عقد اللقاء، على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي مورست عليها لإلغاء مقابلتها معي»، وأضاف عودة أنه يرى ببالغ الاهتمام «دعم الاتحاد الأوروبي لنضالنا لإلغاء قانون القومية، حيث لا يمكن اعتباره نضالاً داخلياً، في ظل الهجوم على حقوق أقلية قومية في دولة ديمقراطية».
وأضاف عودة أن النضال ضد «قانون القومية سيكون في جميع المستويات، وفي أساسه سيكون داخل إسرائيل، بالمشاركة الفعّالة بين المجتمع العربي والقوى اليهودية الديمقراطية. وفي الوقت ذاته، لشركائنا في المحافل الدولية هنالك مساهمة كبيرة وفعّالة في دعم نضالنا ضد قانون القومية، الذي سنته حكومة اليمين العنصري المتطرفة، ويسيء لجميع المواطنين عبر مأسسة التمييز والتفرقة والعنصرية».
وفي لوكسمبورغ المجاورة، دعا وفد «القائمة المشتركة»، خلال لقائه وزير خارجيّة لوكسمبورغ، إلى اتخاذ قرار إدانة لـ«قانون القوميّة» في الاتحاد الأوروبي، وإلى دعم قرار في الأمم المتحدة يدين القانون. وشارك في الوفد كل من رئيس الكتلة، النائب جمال زحالقة، ونائب رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أحمد الطيبي، ود. يوسف جبارين ومسعود غنايم وطلب أبو عرار.
وقال بيان صادر عن «المشتركة» إنّ النواب أكدوا «على أن قانون القومية يخلق واقعاً قانونياً وسياسياً جديداً، ويمنح الشرعية للاحتلال والتوسع الاستيطاني والعنصرية والتمييز والاضطهاد، ويدشن مرحلة جديدة من الممارسات الاستعمارية والفاشية». وطلب النواب، وفقاً للبيان، أن تقوم أوروبا بتفعيل البند الثاني من اتفاقيتها مع إسرائيل، الذي ينص على احترام حقوق الإنسان، والذي قامت إسرائيل بخرقه بالجملة، «وهي اليوم تعلن بوضوح أنها تتبع سياسات عنصرية معلنة في قانون أساس».
وطرح النواب الواقع التمييزي الذي يعاني منه المواطنون العرب، بالإضافة إلى طرحهم قضايا العرب في النقب، والتمييز في مجالات الحياة كافة، وطالبوا بالاعتراف بالجماهير العربية كأقلية قومية وثقافية هي جزء من الشعب الفلسطيني، ودعوا إلى أن تقيم أوروبا علاقة مباشرة مع القيادة السياسية العربية في إسرائيل، وتقديم دعم لمشاريع تطوير اقتصادي واجتماعي للأقلية العربية، خصوصاً في القرى غير المعترف بها. وشدّد النواب على أن «(قانون القومية) ينسف الأسس التي جرى قبول إسرائيل وفقها في الأمم المتحدة، ما يشكل أساساً متيناً لإدانة إسرائيل، وحتى طلب تجميد عضويتها في الأمم المتحدة».
ووعد الوزير، وفقاً لبيان «المشتركة»، بفحص المقترحات والطلبات التي تقدم بها الوفد، وأكد دعمه الكامل لإنهاء الاحتلال، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن على أوروبا أن تبني سياساتها على أساس القيم، وليس فقط على أساس المصالح، كما عبّر عن دعمه لكل مطالب حقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة، بحسب البيان.
يذكر أن وفد «القائمة المشتركة» قد وصل يوم أول من أمس (الاثنين) إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل. وقبل إقلاع الطائرة، اصطدم به عضو كنيست من اليمين المتطرف، موطي يوغيف، فراح يشتم ويصرخ ويقول لهم: «روحة بلا رجعة، فهذه ليست بلادكم». ورد عليه النائب الطيبي: «لقد سبق وطلبت منك أن تتناول الدواء، فهل نسيت مرة أخرى؟».



الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر، وذلك خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة، اليوم (الثلاثاء).

من جهته، دعا الرئيس المصري إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري خلال لقائه الشرع. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد في لقائه مع الشرع حرص مصر على دعم الشعب السوري «ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية». وأضاف أن السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة «لا تقصي طرفاً». وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدّد على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وعلى «رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية».

وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس السوري أكّد حرصه على «بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية، وخاصة مصر».