تل أبيب تنوي تصفية «الأونروا» في القدس أولاً

تلاميذ في مدرستهم التابعة لـ«الأونروا» في القدس (إ.ب.أ)
تلاميذ في مدرستهم التابعة لـ«الأونروا» في القدس (إ.ب.أ)
TT

تل أبيب تنوي تصفية «الأونروا» في القدس أولاً

تلاميذ في مدرستهم التابعة لـ«الأونروا» في القدس (إ.ب.أ)
تلاميذ في مدرستهم التابعة لـ«الأونروا» في القدس (إ.ب.أ)

قال رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، نير بركات، إنه يعتزم وضع خطة تستهدف إنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس.
وأكد بركات أنه أصدر تعليمات إلى موظفي البلدية المتخصصين، من أجل إعداد الخطة، بهدف تقديمها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمصادقة عليها. وأوضح بركات: «سنغلق مدارس الأونروا ونسمح باختيار أفضل (للأهالي) كما يفعل 99 في المائة من السكان». وتابع: «سنحل مكانها خدمات رعاية اجتماعية داخل السور».
ووصف بركات «الأونروا» بأنها عامل أجنبي وغير ضروري، فاشل بشكل ذريع ويعيق التقدم في المدينة. وأردف: «الهدف هو إزالة العامل الذي يعيق التطوير المستمر للقدس... نريد إنهاء الإشارة إلى اللاجئين وسنعاملهم كمقيمين».
وبحسب بركات، فإنه سيقوم أولاً، بإغلاق مدارس الوكالة، بما يسمح للطلاب بإيجاد الأمل في مدارس أخرى.
وادعى بركات أن «إزالة الأونروا من القدس سيخفض التحريض والإرهاب ويحسن الخدمات».
وتدير «الأونروا» مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، شمال القدس، وهو المخيم الوحيد في المدينة، ويزيد عدد سكانه على 20 ألفاً. وللوكالة 5 مدارس في القدس؛ في شعفاط وصور باهر وسلوان وواد الجوز، إضافة إلى مركز طبي رئيسي في المدينة. وتقدم «الأونروا» خدمات صحية للاجئين فيها، إلى جانب خدمات اجتماعية ومالية. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى «الأونروا» في القدس نحو 100 ألف.
وجاء القرار الإسرائيلي بإنهاء عمل «الأونروا» في القدس، بعد أيام من قرار الولايات المتحدة وقف تمويل الوكالة الدولية بشكل كامل.
وتخطط الولايات المتحدة لإنهاء عمل «الأونروا»، ضمن خطة تشمل شطب حق العودة والاعتراف بنحو 40 ألف لاجئ فقط، هم الذين بقوا أحياءً من نحو 700 ألف لاجئ خرجوا من قراهم عام 1948، رافضة الأرقام التي تقدمها «الأونروا» حول أكثر من 5 ملايين لاجئ.
وتبنت الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي القائل إن صفة اللجوء لا تورث، وبالتالي لا تنطبق هذه الصفة على أبناء اللاجئين وأحفادهم.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون أميركيون، إنه يجب ضم أجزاء من «الأونروا» لمفوضية اللاجئين الدولية التي تتعامل مع اللاجئين في مناطق مختلفة تحت الحروب.
وبررت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت، وقف تمويل «الأونروا» بقولها إن «توسع مجتمع المستفيدين أضعافاً مضاعفة وإلى ما لا نهاية، لم يعد أمراً قابلاً للاستمرار». ورفضت الأمم المتحدة والسلطة والأردن وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ودول أخرى قرار الولايات المتحدة وتعهدوا بدعم الوكالة الدولية.
وتأسست «الأونروا» عام 1948 بقرار من الأمم المتحدة. وقالت منظمة التحرير إن الأمم المتحدة هي الوحيدة التي يمكن لها إلغاء تفويض «الأونروا».
وأكد الناطق باسم «الأونروا» سامي مشعشع أن إدارته لم تتسلم أي إخطار بخصوص إنهاء وجود «الأونروا» في مدينة القدس. وقال مشعشع: «تؤكد الوكالة أن مدارسها وخدماتها الحيوية الأخرى في المدينة المقدسة ما زالت تعمل». لكن من المتوقع أن يصادق نتنياهو على خطة بركات، بعد أن أيد بشكل كبير قرار واشنطن. وقال نتنياهو إن قرار الولايات المتحدة وقف تمويل الوكالة الأممية «تغيير مرحب به ومهم جداً».
وكان نتنياهو أرسل قبل أسبوعين رسالة سرية إلى الرئيس الأميركي، أكد فيها أن إسرائيل غيرت موقفها السابق، وباتت تؤيد وقف التمويل الأميركي لوكالة «الأونروا».
وقالت القناة العاشرة إن نتنياهو لم يستشر أجهزة الأمن الإسرائيلية، خصوصاً حول قطاع غزة، خشية انهيار الوضع المعيشي هناك وحدوث تدهور أمني.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.