رئيس البرلمان الجزائري يهاجم المطالبين بتنحي بوتفليقة

المعارضة تنتقد «سياسة تفقير الشعب»

TT

رئيس البرلمان الجزائري يهاجم المطالبين بتنحي بوتفليقة

هاجم رئيس البرلمان الجزائري سعيد بوحجة، تنظيمات المعارضة التي تدعو إلى تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الحكم، بحجة أنه «عاجز بدنياً عن أداء وظيفة الرئيس»، وقال إن «الإنجازات التي حققتها الجزائر في عهد الرئيس بوتفليقة، بارزة للعيان في جميع الميادين، ولا سبيل لإنكارها».
وذكر بوحجة أمس، في خطاب بمناسبة انطلاق أشغال دورة عادية لـ«المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة الأولى للبرلمان)، أن «جزائر جديدة خرجت إلى النور، وهذا ما تؤكده المقارنة بين الجزائر التي كانت قبل 20 عاما والجزائر التي أصبحت اليوم»، في إشارة إلى فترة ما قبل وصول بوتفليقة إلى الحكم (1999)، التي اتسمت بصراع مرير مع إرهاب خلّف 150 ألف قتيل، بحسب بوتفليقة نفسه. وقال بوحجة، الذي ينتمي للأغلبية الموالية للرئيس: «هذه الجزائر الجديدة هي الكفيلة بتقديم الإجابة الشافية والمفحمة لكل الأصوات التي تمتهن التشكيك والتشويه»، ويقصد بكلامه أحزابا معارضة تنتقد سياسات بوتفليقة، بخاصة في المجال الاقتصادي، على خلفية العجز المالي الخطير الذي تعاني منه البلاد بسبب تراجع إيرادات النفط والغاز. ومن أهم هذه الأحزاب «حركة مجتمع السلم» الإسلامي، و«جيل جديد» الليبرالي.
وأفاد بوحجة بأن «عهد المراحل الانتقالية قد ولى في الجزائر، التي ضحى عشرات الآلاف من شهداء الواجب الوطني من أجل إنقاذ مؤسساتها السياسية»، في إشارة إلى أحزاب تطالب بـ«مرحلة انتقالية»، تؤسس بحسبها لعهد جديد، لا يكون فيه للرئيس بوتفليقة ورجاله أي أثر. وتتعامل الحكومة مع هذا الطرح من زاوية التشكيك في شرعية الرئيس، لذلك ترد على أصحابه بحساسية بالغة.
وأضاف بوحجة مهاجما أنصار «الفترة الانتقالية»: «إن الخيار الديمقراطي راسخ في بلادنا، والوصول إلى السلطة يتم عبر المواعيد المنصوص عليها في الدستور، ومن خلال إرادة الشعب الذي لا جدال في سيادته». وتابع: «إن الجزائر التي انتصرت على التقتيل والتخريب وخرجت من العزلة الدولية، وولى فيها زمن المخاوف والمتاهات الانتقالية، هي اليوم دولة مؤسسات، من حيث إنها استجمعت تماما سيادتها الشعبية، عن طريق الاحتكام إلى إرادة الشعب دون سواه».
وبحسب بوحجة، فإن «واجب العرفان يقتضي أن نقر بمنتهى الفخر وعظيم الاعتزاز، وبكل صدق وإخلاص، بالفضل لرئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، وأن نشهد له بجليل أعماله، حيث تسجل له الأمة والتاريخ أنه سخر كل مراحل العمر مدافعاً عن حرية الشعب الجزائري وعزته وكرامته وسيادة قراره». وأشار إلى أن بوتفليقة «لبى النداء لتخليص بلادنا من مأساة مؤلمة، كادت أن تعصف بكيان الدولة، وقد أكرمه الله بالحكمة ونفاذ البصيرة، ويسره إلى وأد الفتنة وتجفيف منابعها، فكان الوئام المدني الذي التف الشعب حوله مرحبا ومؤيدا».
و«الوئام» مشروع أمني بأبعاد سياسية، صدر بقانون عام 2000، تضمن عفوا لصالح 6 آلاف متطرف مسلح، عادوا كلهم إلى الحياة العادية بعد فترة طويلة قضوها في معاقل الإرهاب.
وأعلنت ثلاثة أحزاب إسلامية، ممثلة في البرلمان، هي «حركة النهضة» و«جبهة العدالة والتنمية» و«حركة البناء الوطني»، في بيان مشترك، عن مسعى لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، في وضعية قطاع الصحة الذي يدعو إلى القلق والحيرة والخوف لدى المواطنين، نتيجة التسيب وعدم التحكم في الوضع القائم، وبروز حالات من أمراض الحروب والفقر، التي ظن الجزائريون أنهم تخلصوا منها نهائيا، يقصد ضمنا وباء الكوليرا، الذي خلف ثلاثة قتلى في الأسابيع الأخيرة، والذي أثار جدلا كبيرا حول قدرة الحكومة على التصدي لـ«أمراض تنتمي لعهد بائد».
وأكدت الأحزاب الثلاثة أنها ترفض أي زيادة في الرسوم والضرائب، في حال تضمنها قانون المالية لسنة 2019. وانتقدت «سياسة الحكومة التي تزيد الجزائريين فقرا، وتزيد من تغول بعض رجال المال من غير المستثمرين الحقيقيين. وسنستمر في التعاون مع كل من يعمل على الإصلاح السياسي الحقيقي، ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.