القاهرة تترقب تسمية السفير الأميركي الجديد... وساترفيلد الأبرز

وفد أميركي ينتهي من مراجعة تأمين مطار العاصمة

TT

القاهرة تترقب تسمية السفير الأميركي الجديد... وساترفيلد الأبرز

في الوقت الذي أنهى فيه وفد أميركي مراجعة إجراءات تأمين مطار القاهرة، أمس، تترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية في مصر الإعلان رسمياً عن اسم السفير الأميركي الجديد بالقاهرة، وذلك بعد أكثر من عام على إنهاء السفير السابق روبرت ستيفن بيكروفت خدمته في يونيو (حزيران) 2017.
وفي حين شهدت العلاقات المصرية - الأميركية، أخيراً، انفراجة نسبية (بعد توتر دام لنحو 3 سنوات)، بإعلان واشنطن في يوليو (تموز) الماضي السماح لمصر باستخدام 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية التي كانت مجمدة، يرى خبراء ودبلوماسيون سابقون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الفترة المقبلة التي ستعقب تولي السفير الجديد ستكون كاشفة لمدى التحرك في مستوى العلاقات بين البلدين، وما إذا كانت ستعقبها خطوات أخرى.
ونقلت وكالة «رويترز»، عن مسؤولين أميركيين، نهاية الأسبوع الماضي، أن القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد «يتصدر المرشحين لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى مصر».
ويتم تسيير أعمال السفارة الأميركية بالقاهرة الآن عن طريق نائب رئيس البعثة الأميركية في مصر، توماس جولدبيرجر، الذي تولى مهام القائم بأعمال البعثة منذ أكثر من عام.
وعدّت مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، السفيرة منى عمر، أن وضع اسم ساترفيلد كمرشح بارز قد يشي برغبة أميركية في «دفع ودعم العلاقات مع القاهرة، خصوصاً بعد نحو عام من التمثيل على مستوى القائم بالأعمال».
وقالت عمر لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن التاريخ المهني للمرشح البارز يعطي صورة عن الملفات الأهم في مهمة عمله المرتقبة، حال الموافقة عليه، فهو من جانب يتمتع بخبرة في ملف العلاقات مع إسرائيل، فضلاً عن العمل بقطاع القوات متعددة الجنسيات في سيناء، وكذلك شغل مواقع مهمة في الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع، وجميعها ملفات حيوية في العلاقة بين القاهرة وواشنطن».
وأشارت إلى أن «التعجيل بمسألة اختيار سفير، وتمريره من الكونغرس، سيزيل حالة البرود في العلاقات نتيجة التذبذب في مواقف واشنطن من التعامل مع القاهرة، التي ظهرت في مسألة تجميد المعونة العسكرية لفترة، ثم إصدار قرارات تطال المصريين المسافرين إلى أميركا، تتعلق بإجراءات منع اصطحابهم لأجهزة إلكترونية».
وشغل ساترفيلد من قبل مناصب مختلفة، منها نائب قائد البعثة الأميركية في العراق، وسفير الولايات المتحدة لدى لبنان، ومدير شؤون الشرق الأدنى في مجلس الأمن القومي، إضافة لعمله في سوريا وتونس والسعودية.
مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور جمال عبد الجواد، تحدث لـ«الشرق الأوسط» وقال إن «ساترفيلد، حال اختياره بشكل نهائي، سيكون على مستوى تحقيق المهمات الموكلة إليه اختياراً مميزاً، حيث إنه خدم بلاده في المنطقة عبر عدة مناصب، فضلاً عن أن تنقله بين الإدارات الأميركية، من الدفاع إلى الأمن القومي والخارجية، يشير إلى معرفة ودراية بماكينة صنع السياسات الأميركية، بما يعطي فرصة أوسع لتعزيز الإجراءات التي ربما ستعقب استئناف منح المعونة».
وأشار عبد الجواد إلى أن «من بين النقاط المهمة والقوية في ملف عمل ساترفيلد، توليه المدير العام للقوة متعددة الجنسيات والمراقبين في سيناء، وهو ما يعني ارتباطه الوثيق بمسؤولي وزارة الدفاع المصرية، وخبرته بشأن مسألة المعونة العسكرية للقاهرة، التي تعد المكون الرئيسي للعلاقات بين الجانبين».
وفي غضون ذلك، أنهى وفد أمني أميركي مراجعة «إجراءات التأمين بمطار القاهرة الدولي، التي تتم داخل صالات السفر والوصول مع الركاب وشحن الحقائب». وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، بينها صحف مملوكة للدولة، فإن الوفد الأميركي «نفذ إجراءات المراجعة على مدار يومين في المطار، وتضمن عمله تفقد المهبط وقرية البضائع، وإجراءات الأمن بالمطار، وتابع تأمين الركاب والبضائع والطائرات، وتفقد إجراءات تأمين الراكب وحقائبه، منذ دخوله إلى صالة السفر حتى صعوده إلى الطائرة، وكذلك تأمين الطرود وحاويات الطعام الخاصة بركاب الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.