اعتقال 12 شخصاً بشبهة الإرهاب في الجزائر

TT

اعتقال 12 شخصاً بشبهة الإرهاب في الجزائر

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، اعتقال 9 أشخاص بسبب حيازتهم أسلحة حربية، و3 آخرين بشبهة دعم الجماعات المتطرفة. ويكثف الجيش الجزائري من نشاطه في مناطق، كان يسيطر عليها متطرفون قبل سنوات، وتعهد نائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح الأسبوع الماضي، بـ«اقتلاع جذور آخر إرهابي في البلاد».
وذكرت وزارة الدفاع بموقعها الإلكتروني، أن الأشخاص التسعة تم اعتقالهم بمنطقتي عين قزام وتمنراست، بأقصى الجنوب قرب الحدود مع النيجر. وأوضحت أن الجيش ضبط بحوزتهم 8 قطع أسلحة نارية وبندقية صيد، و4 كيلوغرامات من البارود. مشيرة إلى مصادرة 14 كلغم من المتفجرات ومسدسين آليين، بمنطقة أخرى بالحدود الجنوبية. ولم تقدم وزارة الدفاع تفاصيل أخرى عن هذه العملية العسكرية، والمعروف أن الأماكن الحدودية تشهد نشاطا لافتا لمهربي السلاح وشبكات المتاجرة بالأشخاص والمخدرات، وشتى أنواع التهريب.
في نفس السياق، أفادت وزارة الدفاع بأن الجيش اعتقل ثلاثة أشخاص بسطيف (300 كلم شرق العاصمة) للاشتباه بتورطهم في دعم إرهابيين، من دون تقديم تفاصيل أخرى. وقالت الوزارة إن هذه العملية الإرهابية «تمت بفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات حول الإرهابيين». وظلت سطيف خلال سنوات الصراع مع المتطرفين بمنأى عن الأعمال الإرهابية، بعكس كثير من مناطق شرق البلاد.
من جهة أخرى، أعلن الجيش عن اعتقال أربعة منقبين عن الذهب و8 مهربين ومصادرة شاحنتين، و16 طنا من المواد الغذائية «موجهة للتهريب»، زيادة على حجز 5 مولدات كهربائية، بتندوف وتمنراست وعين قزام (جنوب).
وسلَم إرهابيان نفسيهما لقوات الأمن بتمنراست أول من أمس، وكان بحوزتهما مسدسان رشاشان من نوع كلاشنيكوف ومخزنا ذخيرة مملوآن، بحسب بيان لوزارة الدفاع، الذي أفاد بأن الأمر يتعلق بعبد الله كلغلغ يكنى «يعقوب حسن»، وعلي ولد بادي كلغلغ واسمه الحركي «ساعد». وأشار البيان إلى أن العملية تضاف إلى سلسلة النتائج النوعية المحققة ميدانيا، وتؤكد اليقظة العالية والحرص الشديد لقوات الجيش الوطني الشعبي المرابطة على الحدود في الحفاظ على سلامة ترابنا الوطني، وإحباط أي محاولة للمساس بأمن واستقرار البلاد.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».