ظريف فجأة في دمشق قبل قمة طهران وهجوم إدلب

مقتل مسلحين موالين للنظام في غارة جوية قرب التنف

أطفال سوريون في مخيم بقرية الغدفة في محافظة إدلب (أ. ف. ب)
أطفال سوريون في مخيم بقرية الغدفة في محافظة إدلب (أ. ف. ب)
TT

ظريف فجأة في دمشق قبل قمة طهران وهجوم إدلب

أطفال سوريون في مخيم بقرية الغدفة في محافظة إدلب (أ. ف. ب)
أطفال سوريون في مخيم بقرية الغدفة في محافظة إدلب (أ. ف. ب)

مع تواصل العد العكسي لمعركة إدلب، وحال الترقّب التي يعيشها السوريون في انتظار التطورات الميدانية، وقبل أيام من قمة طهران الإيرانية – الروسية – التركية، وصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اليوم (الاثنين) الى دمشق، لاجراء محادثات حول الهجوم الذي تحضر له قوات النظام السوري بدعم من ايران وروسيا على آخر أبرز معاقل المعارضة في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي إن ظريف غادر طهران فجرا "ويجري محادثات حاليا مع مسؤولين سوريين". وأضاف أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل دعم الحكومة السورية في جهودها لاستئصال الارهابيين من أراضيها وستواصل تقديم النصح ومساعدة الحكومة السورية في حملتها المقبلة في إدلب. وهذه المسائل ستكون بين تلك التي سيبحث فيها ظريف خلال محادثاته في سوريا اليوم".
وفي وقت لاحق، أفادت وزارة الخارجية السورية عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" أن المعلم التقى ظريف، وجرى خلال اللقاء "البحث في آخر التطورات السياسية والميدانية (...) في ضوء الاتصالات والتحركات السياسية الجارية تحضيراً للقمة الثلاثية لضامني عملية آستانا".
وأشارت الوزارة إلى أن "وجهات النظر كانت متطابقة حول أهمية تعزيز التنسيق الثنائي والتشاور السياسي بين الجانبين في المرحلة المقبلة".
ونقلت الوكالة الإيرانية للأنباء (ارنا) عن ظريف قوله إن "سوريا تقوم حالياً بتطهير كل أراضيها من الإرهاب. وبقية الإرهابيين، بمن فيهم (هيئة) تحرير الشام، يجب أن يغادروا إدلب". وأوضح أنه "في اجتماع القمة الذي سيعقد في طهران الجمعة المقبل واستمراراً للعملية السياسية الثلاثية، سيجري البحث في سبل التصدي للجماعات المتطرفة والإرهابية، بما فيها تحرير الشام".
وأضاف ظريف، وفق "إرنا": "بعد الانتصار الذي حققته جبهة المقاومة ضد الجماعات المتطرفة والإرهاب في سوريا، حان الوقت لإعادة بناء هذا البلد، ودول التحالف الاستراتيجي السوري تساهم في هذا الأمر".
وترسل قوات النظام السوري تعزيزات منذ أسابيع الى أطراف المحافظة التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها، فيما تنتشر في مناطق متفرقة فصائل أخرى أبرزها تلك المنضوية في تحالف "الجبهة الوطنية للتحرير" وعلى رأسها حركة أحرار الشام.
يذكر أن طهران تستضيف الجمعة قمة بين الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان تخصص للوضع في سوريا. وكان ظريف قد زار انقرة في 29 أغسطس (آب) الماضي والتقى إردوغان وبحث معه في الملف السوري.
ويرى محللون أنه لا يمكن التحرك عسكرياً في إدلب من دون التوافق بين روسيا وإيران وتركيا التي تخشى أن يتسبب أي هجوم بموجة جديدة من اللاجئين إليها.
وكونها صاحبة النفوذ الأكبر في إدلب، طلبت روسيا من تركيا إيجاد حل لإنهاء وجود هيئة تحرير الشام المصنفة "إرهابية" لتفادي عملية واسعة.

مقتل مسلحين موالين
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم بأن ثمانية مسلحين موالين للنظام، بينهم إيراني، قتلوا في غارة جوية استهدفت قافلتهم نهاية الأسبوع الماضي قرب منطقة التنف في سوريا وحيث تقع قاعدة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ويستخدم التحالف القاعدة القريبة من الحدود العراقية والأردنية في جنوب شرق البلاد، لتنفيذ عمليات ضد "داعش". واستخدمها سابقاً لتدريب مقاتلين سوريين معارضين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "استهدفت ضربات جوية ليل السبت - الأحد رتلاً لقوات إيرانية وميليشيات تابعة لها شمال منطقة التنف"، مما أسفر عن مقتل "إيراني وأربعة سوريين وثلاثة عراقيين أو أفغان". وأضاف: "لا نعرف ما اذا كانت طائرات التحالف الدولي شنت تلك الضربات".
وصرّح المتحدث باسم التحالف الدولي شون ريان: "تعرضت التنف السبت لنيران قوات مجهولة لم تتسبب بأضرار، وقوات التحالف لم ترد".
ويقيم التحالف الدولي منطقة امنية بقطر 55 كيلومترا حول التنف يعتبر اي توغل فيها تهديداً. وقد استهدف مرات عدة قوات النظام والمسلحين الموالين لها قرب المنطقة.
وفي يونيو (حزيران) ، قُتل جندي سوري على الاقل وأصيب سبعة آخرون بجروح في غارة قال المرصد السوري ان التحالف الدولي شنها ضد موقع عسكري سوري على مسافة نحو 20 كيلومتراً من منطقة التنف.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.