السعودية تقترب من تنفيذ اتفاقيات الربط الكهربائي بعدد من دول الشرق الأوسط

هيئة الكهرباء تسعى للتأكد من مدى قدرة التقنيات لتغطية الطلب على الكهرباء

تسعى السعودية لتصدر قائمة الدول المنتجة والمصدرة للطاقة الكهربائية («الشرق الأوسط»)
تسعى السعودية لتصدر قائمة الدول المنتجة والمصدرة للطاقة الكهربائية («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تقترب من تنفيذ اتفاقيات الربط الكهربائي بعدد من دول الشرق الأوسط

تسعى السعودية لتصدر قائمة الدول المنتجة والمصدرة للطاقة الكهربائية («الشرق الأوسط»)
تسعى السعودية لتصدر قائمة الدول المنتجة والمصدرة للطاقة الكهربائية («الشرق الأوسط»)

أكدت هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج السعودية، اقترابها من تنفيذ اتفاقيات ربط البلاد بالكهرباء بعدد من دول منطقة الشرق الأوسط، منها تركيا ومصر، اعتمادا على دراسة أعدتها، في ظل المساعي المبذولة لتمكين المملكة من تصدر قائمة الدول المنتجة والمصدرة للطاقة.
وأوضح الدكتور ناصر القحطاني، نائب محافظ هيئة الكهرباء لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك مساعي مبذولة لجمع معلومات دقيقة، للتأكد من خلال تجارب محددة من قدرة التقنيات على تغطية الطلب على الكهرباء، وذلك من خلال رفع نسبة الطاقة المتجددة من احتياجات السعودية.
وقال القحطاني إن هناك تجارب نفذت في أماكن مختلفة، ستنعكس إيجابا على رفع مستوى إنتاج الطاقة، رابطا نتيجة ذلك بتأثيرات التغيرات المناخية على هذه التقنيات، سواء تلك التي تعتمد على الرياح أو الشمس، متوقعا زيادة التطور الذي يعزز هذا التوجه.
وجدد توجه هيئة تنظيم الكهرباء نحو استكمال الخصخصة واستجلاب استثمارات بقيمة 133.3 مليار دولار خلال الأعوام العشرة المقبلة، مؤكدا أن تكلفة القطاع الصناعي ثلاثة في المائة فقط من المصروفات التشغيلية.
وأشار نائب محافظ هيئة الكهرباء إلى أن هذا التوجه يرتكز على عدد من المسارات، منها امتلاك شبكة ربط كهربائي متعدد مع مجموعة من دول المنطقة تشمل تركيا، ما من شأنه تخفيض استهلاك الوقود، من خلال تفعيل كفاءة الطاقة واستهلاكها وإدخال عناصر أخرى كالطاقة الشمسية.
ولفت إلى أن الهيئة أعدت إطارا تنظيميا للطاقة المتجددة والذرية، يتعلق بالترخيص لها والتنسيق مع الجهات المختلفة، وجذب تقنية ومعرفة واستدامة، وهي عناصر أساسية لأي برنامج للطاقة الشمسية، حيث حدد حجم الإضافات التي تسهم في كل نوع من أنواع التقنية للاقتصاد المحلي.
وفي غضون ذلك، كشف تقرير أصدرته الهيئة، أن استهلاك الفرد في المملكة من الكهرباء سجل مستويات مرتفعة جدا خلال العام الماضي 2013، بلغت في مجملها ضعف متوسط استهلاك الفرد في العالم.
ولفت التقرير إلى أن الشركة السعودية للكهرباء، وفرت ما نسبته 6.8 في المائة عن عام 2012، حيث ارتفع عدد المشتركين الذين يتلقون الخدمة بنسبة 6.1 في المائة.
ووفق التقرير فإن القطاع السكني يحتل المركز الأول في عدد المشتركين الذين بلغت نسبة استهلاكهم 48 في المائة، فيما احتل القطاع التجاري المركز الثاني بنسبة استهلاك بلغت 14.8 في المائة.
واحتل القطاع الحكومي المركز الثالث بنسبة استهلاك 12.2 في المائة من الطاقة الكهربائية، أما القطاع الصناعي فجاء في المركز الرابع، حيث بلغت نسبة استهلاكه 21.2 في المائة.
ويهدف المركز السعودي لكفاءة الطاقة، بمساندة أكثر من عشرين جهة حكومية وأهلية، إلى تشجيع المواطنين والمقيمين على تبني مفهوم كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك في كل مناحي حياتهم، وجعله نمطا مستمرا.
وأكد التقرير أن مفهوم كفاءة الطاقة والترشيد لم يعد ترفا، بل ضرورة ملحة، لضمان استمرار الطاقة بأسعار منخفضة، وللمحافظة على المصادر الأولية «النفط والغاز».
وتعمل المملكة ممثلة في المركز السعودي لكفاءة الطاقة على جميع المستويات لخفض الهدر الهائل في مصادر الطاقة الأولية غير المتجددة والمحافظة عليها بتخفيض نسب الاستهلاك المرتفعة للطاقة، مع المحافظة على رفاهية المواطن، والتطور الصناعي والتجاري المتنامي في البلاد.
ويستهدف المركز، الحد من سوء استهلاك الطاقة في المملكة في صوره المتعددة، من خلال تعديل مواصفات الأجهزة الكهربائية المنزلية، وأجهزة الإضاءة، ومواد العزل في المباني، وكمية استهلاك وقود السيارات ومصانع الحديد والإسمنت والبتروكيماويات، وذلك من خلال خطط وبرامج وآليات مصممة خصيصا لذلك.
ونصح مختصون في الطاقة الجميع بتبني تغييرات بسيطة في حياتهم اليومية، مثل إطفاء الإنارة غير الضرورية، أو أجهزة التكييف عند مغادرة الغرفة، وإيقاف تشغيل الأجهزة تماما عندما لا تكون قيد الاستعمال، واستخدام المصابيح والأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة.
وشددوا على أهمية اقتصار استخدام الطاقة على قدر الحاجة لها، حيث أثبتت الدراسات أنه يمكن تخفيض الاستهلاك بنسبة تزيد على 30 في المائة، حال التزم الجميع بترشيد الاستهلاك في منازلهم.
يشار إلى أنه في عام 2009 ارتفع استهلاك المواطن من الكهرباء ليصل إلى أكثر من سبعة آلاف كيلو وات / ساعة، وهو يشكل ثلاثة أضعاف الاستهلاك العالمي، وفق بعض التقارير الصادرة في هذا الشأن.



«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.