بينما دافع مسؤول عن «إذاعة أوروبا الحرة» الأميركية عن نزاهة الصحافيين العاملين فيها، قالت صحافية من أذربيجان إن حكومتها اعتقلتها لعام ونصف عام، واتهمتها بالعطف على منظمات إرهابية. في الوقت نفسه، قالت منظمات أميركية لحقوق الإنسان إن حكومة أذربيجان تستغل الحرب ضد الإرهاب لكبت معارضيها. وقال المسؤول في مجلس إدارة الإذاعات (بي بي جي) في واشنطن، والذي يشرف على «إذاعة أوروبا الحرة»، وإذاعات أخرى موجهة إلى خارج الولايات المتحدة، إن هذه الإذاعات «تتوخى الحياد، وتحرص على نزاهة صحافييها».
وأضاف بأن إجراءات حكومة أذربيجان، وحكومات أخرى، ضد صحافيين محليين يعملون في هذه الإذاعات «تستغل شهرة بعض مذيعينا، وتتهمهم باتهامات باطلة (منها العطف على إرهابيين)، وذلك بهدف قمع أي معارضة لهذه الحكومات». وأشار المسؤول إلى أن الأذربيجانية خديجة إسماعيلوف كانت تعمل في إذاعة «أوروبا الحرة»، وأنها، ومكتب الإذاعة في باكو، عاصمة أذربيجان، تعرضا لمضايقات وقضايا في المحاكم من قبل حكومة أذربيجان. وقال المسؤول إن القضايا لم تكن عن الإرهاب، لكنها كانت عن مخالفات لقانون الضرائب في أذربيجان، وقوانين محلية أخرى. وأضاف المسؤول: «واضح أنهم (حكومة أذربيجان) يمكنهم أن يوجهوا أي تهمة ضد أي شخص، أو أي مؤسسة»، حتى إذا كانت التهم عن نشاطات إرهابية، بهدف إسكات معارضي الحكومة. في الوقت نفسه، قالت منظمات لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة إن حكومة أذربيجان تستغل الحرب ضد الإرهاب لكتم أنفاس معارضيها.
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأحد إلى خديجة إسماعيلوف، وقالت إن حكومة أذربيجان أطلقت سراحها تحت ضغوط أميركية وأوروبية، بعد أن اعتقلتها لعام ونصف عام. ووصفت الصحيفة حكومة الرئيس الأذربيجاني إلهام عليوف بأنها «واحدة من أكثر حكومات العالم كبتا لحريات الصحافيين، والناشطين، وغيرهم».
وقالت خديجة إسماعيلوف للصحيفة إن الحكومة «تقوم باعتقال معارضيها، وتعذبهم، بل تقتلهم وهم في سجونها. نحن الصحافيون نعاني من كبت لا وصف له. حتى المحامين الذين يدافعون عنا، نزعت الحكومة رخص ممارستهم لمهنتهم». ونفت خديجة إسماعيلوف أي صلة لها بأي منظمة إرهابية، وقالت إن ذنبها وذنب صحافيين آخرين هو أنهم يكشفون فساد حكومة الرئيس عليوف. حسب تقرير أصدرته لجنة حماية الصحافيين (سي بي جي)، تأتي أذربيجان في أعلى قائمة الدول التي تسجن الصحافيين. وحسب تقرير أصدرته منظمة أمنستى إنترناشيونال، من بين 158 معتقلا سياسيا في أذربيجان، يوجد تسعة صحافيون. وقبل أسبوعين، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تتابع اعتقال ايغغار محمدوف، من قادة المعارضة في أذربيجان، والذي يظل في السجن منذ 5 أعوام.
وقالت هيثر نيوريت، المتحدة باسم الخارجية الأميركية: «بسبب سجن محمدوف، تواجه حكومة أذربيجان اتهامات حقيقية بانتهاك حرية مواطنيها». وكانت محكمة في أذربيجان أعلنت براءة محمدوف، وطالبت الخارجية الأميركية من حكومة أذربيجان بألا تستأنف الحكم، وأن تسقط الاتهامات السياسية ضده. وكانت حكومة أذربيجان اتهمت محمدوف، زعيم حزب الخيار الجمهورية (ريال)، بالقيام بنشاطات تخريبية وإرهابية.
وكان مركز «فريدوم هاوس» في نيويورك اتهم حكومة أذربيجان بأنها تنتهك حرية الصحافة، مع انتهاك حريات أخرى. وأنها تستغل الحرب ضد الإرهاب لاعتقال معارضيها. وقال التقرير إن «أعدادا كبيرة» من المعارضين هناك اعتقلوا خلال الأعوام القليلة الماضية. وكان تقرير أصدره البرلمان الأوروبي قال إن أذربيجان «تعاني أكثر من أي دولة أخرى في أواسط آسيا من هبوط المقاييس الديمقراطية».
«إذاعة أوروبا الحرة» الأميركية تدافع عن العاملين فيها
صحافية أذربيجانية اتهمتها حكومة بلادها بالتعاطف مع المتطرفين
«إذاعة أوروبا الحرة» الأميركية تدافع عن العاملين فيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة