«حزب الله» يدعو إلى الفصل بين تشكيل الحكومة والطموحات الرئاسية

نائب عن «الاشتراكي» يعزو «استعصاء التشكيل» إلى «الاستئثار والتحكم»

TT

«حزب الله» يدعو إلى الفصل بين تشكيل الحكومة والطموحات الرئاسية

وجّه «حزب الله» اللبناني، أمس، رسالةً للمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية بالقول: «إن من يعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيئ له أن يكون رئيساً للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم»، في وقت أرجع «الحزب التقدمي الاشتراكي» على لسان النائب وائل أبو فاعور «الاستعصاء في تشكيل الحكومة» إلى «عقدة الاستئثار والتحكم والاحتكار والسيطرة».
ويكرر الحزب خلال الأسبوعين الأخيرين أن جهود تشكيل الحكومة غير مرتبطة بملفات أخرى، مثل التطبيع مع النظام السوري والملفات الداخلية المرتقبة، لكن خبراء يعتقدون أن هذا التبسيط لعملية التشكيل سيُواجه بتعقيدات في مراحل لاحقة، مثل مرحلة إعداد البيان الوزاري الذي تأخذ الحكومة على أساسه الثقة في البرلمان، ما لم يتمَّ حل العقد في سلة كاملة أثناء مناقشات تشكيل الحكومة.
وتكتسب هذه الحكومة أهمية بارزة، كون مدتها الدستورية ستكون أربع سنوات، ويفترض أن تنتهي ولايتها في عام 2022 بعد نهاية ولاية مجلس النواب المنتخب هذا العام وإجراء انتخابات نيابية جديدة في العام نفسه، أو مع نهاية ولاية الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في خريف العام نفسه.
ورأى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أمس، أن «الحكومة هي ضرورة ملحَّة في هذه المرحلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وقد ضاق الوقت، ويجب أن ننتهي وننجزها لمصلحة الناس»، وقال: «إذا كان البعض يظن أن ربط تأخير تشكيل الحكومة بالخارج أو بأزمات الخارج يؤدي إلى حل، فنقول له: لا، إنما ذلك يؤدي إلى مزيد من التعطيل». وأضاف قاسم: «إذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيئ له أن يكون رئيساً للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي، فهو واهم»، مؤكداً أن «رئاسة الجمهورية لم تكن يوماً في لبنان مرتبطة بتشكيل الحكومة، فقبل انتخاب رئيس الجمهورية كانت دائماً تحصل تداخلات محلية وإقليمية ودولية، وأحياناً يكون الحل غير متوقع قبل 5 أشهر من موعدها، وبالتالي رئاسة الجمهورية لها مسار آخر عندما يحين وقتها. فلا تضيعوا الوقت على أحلام لا يمكن أن تتحقق من خلال الحكومة».
وتراوح جهود تشكيل الحكومة في مكانها منذ مائة يوم على تكليف الرئيس سعد الحريري بتأليفها، وسط تنامي الحديث عن دخول «صراع المحاور» في جهود تأليف الحكومة.
وقال وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون، أمس، إن «محطات تأليف الحكومة تمتحن التزامنا بـ(اتفاق الطائف)، وحسن تطبيق الدستور إضافة إلى التسويات السياسية التي رافقت الاستحقاق الرئاسي، بما فيه النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الملفات العربية والإقليمية الساخنة». ورأى في بيان، أنه «في المقابل، لا نستطيع أن نفصل بعض المواقف والمطالب عن صراع المحاور على الرغم من أن هناك مطالب محقَّة ومنطقية، فالحوار الخارجي يسهل التأليف أما التشنج الخارجي الحالي فيعقده».
وفي السياق نفسه، استغرب مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان، التأجيل في تأليف الحكومة متسائلاً، إن كان هناك من ينتظر حصول متغيرات خارجية. وقال حمدان في حديث إذاعي، إن «الرئيس بري يعمل بالموقع المسهل للتأليف أولاً عبر الحصّة التي طالب بها الثنائي الشيعي بالحصول على ست وزارات، من ضمنها وزارة المال، معتبراً أن العنوان الذي يجب أن يحكم هذه المرحلة هو التوافق والحوار.
وأضاف: «إن الرئيس بري، يرى أن تجاوز عقدة الحزب الاشتراكي سهل في حال تجاوز الرئيس سعد الحريري عقدة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية».
ولا تزال عقد «التمثيل الدرزي» تراوح مكانها، إذ جدد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، أمس، رفضه الحديث عن عقدة درزية، وقال: «نرفض منطق المحاصصة والمسألة بالنسبة إلينا هي مسألة حقوق وحقنا الأدنى كلقاء ديمقراطي، هي أن نتمثل بثلاثة وزراء». وأضاف: «عيننا على الواقع الاقتصادي الاجتماعي وعلى مستقبل البلد، وقلبنا على الناس والشباب الذي لا تعنيه الحصص بقدر ما يعنيه مستقبله، إلا أن هذا الواقع لن يمنعنا من التمسك بحقوقنا، خصوصاً أن البيئة الحاضنة للحزب التقدمي الاشتراكي ترفض التنازل عن هذا الحق».
ويردّ الاشتراكي العقبات إلى ما سَمّاه «الاستئثار في الحكم»، إذ أكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، أن «الاستعصاء الحالي في تشكيل الحكومة مرده إلى قضية واحدة وعقدة واحدة تمنع تشكيل الحكومة هي عقدة الاستئثار والتحكم والاحتكار والسيطرة، لمن ظن أن مشروعه السياسي لا يقوم إلا على إلغاء الموقع للقوى السياسية التي لا تعجبه ولا تؤيده ولا تسير مساره ولا تنحني لمشيئته».
في هذا الوقت، أكد وزير المال علي حسن خليل أنه «أصبح من الواجب علينا وعلى كل القوى السياسية والأحزاب والكتل النيابية، مقاربة الملف الحكومي بمنطق جديد واستثنائي يلاقي التحديات الكبرى التي نواجهها على الصعيد الاقتصادي والمالي». وأضاف: «أصبح من الملحّ أن نخرج من منطق المراوحة، وأن نخرج من منطق رفع الأسقف والتحديات لكي نضع المصلحة الوطنية على الطاولة، أن نضع المسألة في إطار النقاش الجاد والمسؤول ومقاربة الملفات كل الملفات التي تعيد ترميم أوضاعنا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.