لاعبون ينتظرون الفرصة للتألق وتدعيم المنتخب الإنجليزي

المدير الفني غاريث ساوثغيت يمتلك خيارات رائعة لتطوير الفريق الحاصل على المركز الرابع في كأس العالم الأخيرة

ديماراي غراي (رويترز)
ديماراي غراي (رويترز)
TT

لاعبون ينتظرون الفرصة للتألق وتدعيم المنتخب الإنجليزي

ديماراي غراي (رويترز)
ديماراي غراي (رويترز)

يدرك المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت جيدا أن سقف التوقعات بات أعلى بكثير بعد حصول منتخب الأسود الثلاثة على المركز الرابع في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا. وقد أعلن كل من غاري كاهيل وجيمي فاردي اعتزال اللعب الدولي، وهو ما يعني أن خروج اثنين من الثلاثة لاعبين الذين تتجاوز أعمارهم 30 عاما من تشكيلة المنتخب الإنجليزي سوف تفتح الباب أمام لاعبين من الجيل القادم.
وقد يضم ساوثغيت فيل فودين وجادون سانشو، وكلاهما في الثامنة عشرة من العمر، لقائمة الفريق استعدادا للمبارتين المقبلتين أمام إسبانيا وسويسرا، لكن هناك الكثير من الأسماء التي تتألق في الدوري الإنجليزي الممتاز وتسعى للحصول على فرصة للانضمام للمنتخب الإنجليزي.

جو غوميز:21 عاما

لم يشارك غوميز في نهائيات كأس العالم الأخيرة بسبب الإصابة، لكنه عاد للمشاركة في المباريات ويقدم مستويات جيدة للغاية مع ليفربول خلال الموسم الحالي. وخاض اللاعب البالغ من العمر 21 عاما جميع الدقائق التي لعبها ليفربول هذا الموسم إلى جانب النجم الهولندي فيرجيل فان دايك، بالإضافة إلى أنه قدم أداء لافتا للأنظار في أول مشاركة له مع المنتخب الإنجليزي أمام البرازيل، عندما لعب ناحية اليمين في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين.
ويشعر اللاعب الشاب براحة شديدة في اللعب بطريقة ساوثغيت التي تعتمد على تقدم المدافعين من الخلف للأمام والمساهمة في بناء الهجمات. ووصل متوسط تمريرات اللاعب في كل مباراة من مباريات ليفربول خلال الموسم الحالي إلى 77.7 تمريرة بدقة بلغت 89.7 في المائة.

لوك شو: 23 عاما

بدأ مانشستر يونايتد الموسم الحالي بشكل سيء وخسر مباراتين من أول ثلاث مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن شو كان أفضل لاعب في الفريق. وسجل شو أول هدف في مسيرته الكروية في مرمى ليستر سيتي في المباراة الافتتاحية للموسم، وهو الهدف الذي كان كافيا لمنح مانشستر يونايتد نقاط المباراة الثلاثة.
ورغم أن مانشستر يونايتد قد خسر على ملعبه في الجولة الثالثة على ملعب «أولد ترافورد» بثلاثية نظيفة أمام توتنهام هوتسبر، فقد كان شو هو أفضل لاعب في مانشستر يونايتد أيضا، وكان أكثر لاعب يقطع الكرات من الفريق المنافس (سبع مرات)، ووصل عدد مراوغاته الناجحة إلى ست مراوغات، ليأتي في المركز الثاني من حيث عدد المراوغات الناجحة خلف الفرنسي بول بوغبا. ويبدو أن اللاعب الشاب قد استعاد ثقته في نفسه مرة أخرى.
جيمس تاركوفسكي: 25 عاما

انضم تاركوفسكي في البداية إلى القائمة الأولية التي أعلن عنها ساوثغيت قبل بداية كأس العالم، ويسعى للانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي مرة أخرى. ويعني اعتزال غاري كاهيل أن الباب أصبح مفتوحا أمام مدافع قوي البنية مثل تاركوفسكي، البالغ من العمر 25 عاما.
قدم تاركوفسكي أداء رائعا مع نادي بيرنلي في بداية الدوري الإنجليزي الممتاز وسجل هدفين، رغم أن فريقه يعاني من نقاط ضعف واضحة في الخط الخلفي، ربما بسبب تشتيت انتباه اللاعبين بسبب المشاركة في الدوري الأوروبي.
ويعد تاركوفسكي هو أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز قطعا للكرات (29 مرة)، بعد مرور ثلاث جولات، كما يعد الأكثر تفوقا في الكرات الهوائية، حيث تفوق في 21 كرة من أصل 24 كرة هوائية مع لاعبي الفرق المنافسة.

بن تشيلويل: 21 عاما

يعد تشيلويل هو الخيار الأول بالنسبة للمدير الفني لليستر سيتي كلود بويل في مركز الظهير الأيسر، ويسعى اللاعب الشاب لجذب أنظار ساوثغيت خلال هذا الموسم، خاصة وأنه يقدم مستويات رائعة في الفترات الأخيرة.
ويتميز تشيلويل بقدرته على تقديم الدعم اللازم لخط الهجوم، وهو ما يجعله خيارا مناسبا في طريقة اللعب التي تعتمد على لاعب واحد يقوم بمهام الظهير والجناح في نفس الوقت. وقد صنع تشيلويل أربع فرص وأكمل خمس مراوغات ناجحة في أول ثلاث مباريات لفريقه في الموسم الجديد، ويعمل جاهدا على تطوير مهاراته فيما يتعلق بالألعاب الهوائية.

ديماراي غراي: 22 عاما

تمكن غراي من إقناع كلود بويل بالاعتماد عليه بصفة أساسية في تشكيلة ليستر سيتي، ويقدم اللاعب الشاب ثنائيا متفاهما للغاية مع تشيلويل على الجهة اليسرى. ويسعى اللاعب البالغ من العمر 22 عاما للظهور بشكل أفضل خلال الموسم الحالي بعدما دخل في التشكيلة الأساسية للفريق منذ الانضمام للنادي قادما من برمنغهام سيتي في 2016. ويعد غاري أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز إكمالا للمراوغات الناجحة خلال الثلاث جولات الماضية (10 مراوغات).

ويل هيوز: 23 عاما

كان ينظر إلى هيوز على أنه أحد أبرز اللاعبين الصاعدين في كرة القدم الإنجليزية عندما شارك للمرة الأولى مع نادي ديربي كاونتي، لكنه لم يرتق حتى الآن لحجم التوقعات. لكن اللاعب بدأ في جذب الأنظار إليه مرة أخرى من خلال الأداء القوي الذي يقدمه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريق واتفورد.
وترك اللاعب الشاب بصمة كبيرة في المباريات التي لعبها واتفورد حتى الآن، وشارك في التشكيلة الأساسية بجميع مباريات فريقه. وسجل هيوز هدفا في ثاني مباراة لواتفورد وساهم في فوز الفريق في المباريات الثلاثة التي لعبها حتى الآن.

كالوم ويلسون: 26 عاما

قدم ويلسون أداء جيدا للغاية في دوري الدرجة الأولى، لكنه لم ينجح في تقديم نفس الأداء في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنه بدأ في الظهور بشكل أقوى هذا الموسم. وغاب ويلسون عن الملاعب لفترات طويلة بسبب الإصابة ولم يشارك كأساسي خلال المواسم الثلاثة الماضية سوى في 48 مباراة سجل خلالها 19 هدفا، لكنه شارك في جميع الدقائق التي لعبها فريقه في الموسم الحالي وسجل هدفين وصنع هدفا آخر، وجاء في المركز الرابع بين جميع لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث التسديد على المرمى (13 تسديدة)، وفي المركز السادس من حيث المراوغات الناجحة (سبع مراوغات).



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».