ترجيحات باستبعاد بن حبتور وفائقة السيد من وفد الحوثيين إلى المشاورات

مصادر حزبية في صنعاء تستعرض أسماء أبرز المفاوضين

TT

ترجيحات باستبعاد بن حبتور وفائقة السيد من وفد الحوثيين إلى المشاورات

ذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن خلافاً نشب بين قادة الميليشيات الحوثية على تسمية ممثلي وفدها في مشاورات جنيف المرتقبة بعد 4 أيام برعاية الأمم المتحدة.
ودفعت الخلافات بين قادة الجماعة - بحسب المصادر - رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط إلى توجيه خطاب إلى المبعوث الأممي مارتن غريفيث لتعديل الدعوة التي وجهها إلى الجماعة من أجل زيادة عدد ممثلي الوفد الذي تريد الجماعة أن يترأسه المتحدث باسمها محمد عبد السلام، الذي يعده مراقبون وزير الخارجية الفعلي للجماعة.
وذكرت المصادر أن الجماعة بصدد تعيين وزير خارجيتها الصوري هشام شرف ضمن أعضاء الوفد، في سياق مكافأته على خيانة الرئيس السابق علي عبد الله صالح والاستمرار في ولائه للميليشيات.
ولقيت مساعي الجماعة لتسمية هشام شرف ضمن الوفد الحوثي معارضة من قبل نائبه القيادي في الجماعة حسين العزي الذي عينته الجماعة في بادئ الأمر مشرفاً لها على الخارجية في صنعاء ومراقباً لتحركات هشام شرف، لتسميه لاحقاً نائباً لوزير الخارجية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً. والمشرف هو منصب استحدثه الحوثيون للتسلط على موظفي الدولة الكبار والصغار على حد سواء في مختلف قطاعات الدولة التي انقلبت عليها الميليشيات منذ سبتمبر (أيلول) 2014 وعاد منها ما يربو على 85 في المائة للحكومة الشرعية بإسناد التحالف.
وكان شرف من أبرز القيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» التي استمرت في العمل تحت إمرة الحوثيين ابتداء من اليوم الثاني لمقتل صالح برصاص مسلحيها في 4 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على الرغم من أن واحداً من أسباب إذكاء الخلاف بين صالح والجماعة كان دفاعه عن القيادي هشام شرف جراء الإهانات اليومية التي كان يتعرض لها من قبل الميليشيات، كما أن هناك ترجيحات بأن الجماعة أوكلت إلى شرف بعد إثبات ولائه لها استقطاب عناصر المؤتمر وتوزيع الأسلحة عليهم مقابل شراء ولائهم.
في السياق نفسه، رجحت المصادر أن تضم عضوية وفد الميليشيات القيادي في الجماعة حسن زيد المعين وزيراً للشباب والرياضة، الذي كانت الميليشيات أوكلت إليه مهمة استنساخ تكتل أحزاب «اللقاء المشترك»، وهو الشهير بتغريدته التي سلطت وسائل الإعلام العالمية عليها والتي تدعو إلى وقف الدراسة والمدارس وإرسال الطلبة والمعلمين إلى القتال.
ويعد زيد من أكثر الشخصيات داخل الجماعة التي حرضت على قتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحل حزب «المؤتمر الشعبي»، كما أنه من ضمن الشخصيات المدرجة على لائحة الـ40 ضمن المطلوبين للتحالف الداعم للشرعية.
وبسبب الخلاف الذي اندلع بين الشخصيات الجنوبية الموالية للجماعة الحوثية في صنعاء على تمثيل النسخة الحوثية من مكون «الحراك الجنوبي» في مشاورات جنيف، لجأ مهدي المشاط إلى عقد لقاء قبل أيام مع رئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها عبد العزيز بن حبتور لحسم المرشحين الجنوبيين ضمن عناصر الوفد.
واستبعدت الجماعة - بحسب المصادر - بن حبتور من عضوية الوفد لخوفها من أن ينقلب عليها بعد مغادرة صنعاء، خصوصاً أنه لا ينتمي إلى سلالة الحوثي، إضافة إلى إدراكها طبيعة تقلباته في ولاءاته خلال تاريخه السياسي.
ومن المرجح أن يتم الاتفاق على تسمية القيادي الجنوبي الموالي للجماعة خالد باراس ضمن أعضاء الوفد، إضافة إلى وزير الجماعة للإعلام عبد السلام جابر.
إلى ذلك، أفادت المصادر بأن الجماعة تسعى إلى ضم القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» الموالي لها ووزيرها للتعليم العالي ضمن لائحة الأسماء المشاركة، مع استبعاد القيادية المؤتمرية الموالية للرئيس السابق فائقة السيد، التي كانت الجماعة أطاحت بها أخيراً من منصبها وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة الانقلاب.
وإلى جانب المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، من المتوقع أن يضم الوفد الحوثي المفاوض، القيادي في مكتبها السياسي عبد الملك العجري، وهو من أصهار زعيم الجماعة، كما يعد من أبرز منظريها السياسيين لمشروع الولاية الطائفي.
وذكرت مصادر أخرى في حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة الحوثية بادرت إلى إعادة الدعوة التي كان غريفيث وجهها إليها فقط لحضور اجتماع جنيف واشترطت عليه أن يزيد من عدد المشاركين في المفاوضين الرئيسيين إلى 8 أشخاص، كما اشترطت أن يوجه الدعوة إليها باسم حكومة الانقلاب غير المعترف بها لتشمل بذلك بقية المكونات الموالية لها، بما في ذلك القيادات الخاضعة لها من حزب «المؤتمر الشعبي».


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».