نتنياهو يهدد حلفاءه في اليمين بـ«شفط» مقاعدهم إذا دفعوه إلى تبكير موعد الانتخابات

متظاهرون إسرائيليون يحتجون على وجود مهاجرين وطالبي لجوء أفارقة في تل أبيب أول من أمس الخميس (أ.ف.ب)
متظاهرون إسرائيليون يحتجون على وجود مهاجرين وطالبي لجوء أفارقة في تل أبيب أول من أمس الخميس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يهدد حلفاءه في اليمين بـ«شفط» مقاعدهم إذا دفعوه إلى تبكير موعد الانتخابات

متظاهرون إسرائيليون يحتجون على وجود مهاجرين وطالبي لجوء أفارقة في تل أبيب أول من أمس الخميس (أ.ف.ب)
متظاهرون إسرائيليون يحتجون على وجود مهاجرين وطالبي لجوء أفارقة في تل أبيب أول من أمس الخميس (أ.ف.ب)

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس (الجمعة)، أنه سيحصد مئات آلاف الأصوات الجديدة في الانتخابات القادمة لترتفع حصته في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من 30 نائباً حالياً إلى 40 نائباً. وجاء هذا البيان المتبجح بعد إعلان الشرطة الإسرائيلية، أن نتنياهو ليس الوحيد في عائلته المشتبه في تورطه في شبهات الفساد وتلقي رشى، بل هناك أيضاً زوجته وابنه.
وهدد نتنياهو في بيانه، أمس، حلفاءه من أحزاب اليمين المتطرف، الذين يختلفون فيما بينهم ولم ينجحوا بعد في التوصل إلى تفاهمات بخصوص القانون الذي يعفي الشبان اليهود المتدينين المتزمتين من الخدمة العسكرية الإجبارية. وقال رئيس الوزراء، إن عليهم أن ينهوا هذا الملف بتفاهم ودي بحلول منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فإذا لم يفعلوا يكونون قد دفعوه دفعاً إلى تبكير موعد الانتخابات. وهددهم قائلاً «إذا ذهبنا لانتخابات مبكرة، فإنني سأشرب الأصوات منكم وسأشفط من مقاعدكم عشرة».
وقد أثار هذا التصريح غضب حليفه رئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، نفتالي بنيت، الذي قال إن «حصول ليكود على 40 مقعداً ليس في صالح إسرائيل». وقال مقرب من وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، إن «الحلفاء لا يتكلون هكذا».
وكان مندوب للشرطة الإسرائيلية قد أعلن بشكل رسمي في جلسة للمحكمة، أن «رئيس الحكومة ليس وحده مشتبه بتلقي الرشى في قضية («بيزك» – «واللا») والمعروفة بـ(الملف4000)، بل أيضاً زوجته سارة وابنه يائير، يُشتبه في تورطهما أيضاً». وأكد أن هناك دليلاً دامغاً لدى الشرطة على أن هؤلاء الأفراد الثلاثة من عائلة نتنياهو، بالإضافة إلى مالك شركة «بيزك» وموقع «واللا»، شاؤول ألوفيتش وزوجته آيريس، كانوا جميعهم على علم بالتأثير والأبعاد الاقتصادية للأفعال التي أقدموا عليها؛ لذلك جميعهم مشبوهون. وبحسب مصدر في الشرطة، فإن الشبهات هي أن نتنياهو، عندما كان وزيراً للاتصال، قدّم تسهيلات غير واقعية أدت إلى أرباح بمئات ملايين الدولارات، لصاحب شركة الهواتف «بيزك»، وبالمقابل حصل هو وزوجته وابنه على تغطية إيجابية ودية من موقع «واللا»، علماً بأن ألوفيتش يملك «بيزك» وكذلك «واللا». وتشتبه الشرطة في أن يائير نتنياهو تلقى رشى وحصل على منافع، وعرقل مجرى التحقيق، في إطار هذا الملف، وجرى التحقيق معه في أكثر من مناسبة بهذا الشأن.
وينبع الشعور بالقوة، الذي يبثه نتنياهو للإعلام رغم هذه الشبهات القوية، من اقتناعه بأن التحقيق سيطول أكثر وأكثر، وأن النيابة من جهة والمستشار القضائي للحكومة من جهة ثانية، يسيران بتباطؤ مقصود في خدمته، وأنه سيخوض خلال هذه الفترة الانتخابات من جديد ويعود إلى الحكم أقوى؛ مما قد يردع النيابة عن تقديم لائحة اتهام ضده.
وقد أشارت ممثلة الادعاء الإسرائيلي العام نيتسان فولكن، خلال جلسة المحكمة المذكورة، إلى أن «التحقيق في القضية، بات جلياً منذ ستة أشهر»، واعتبرت أن التحقيق يجري «بسرعة وكفاءة ورضا منا». وأضافت فولكن، أن «التحقيق في مراحله المتقدمة، رغم أن هناك إجراءات تحقيق إضافية مطلوبة». وقدّرت أن «يتم نقل القضية إلى مكتب المدعي العام للدولة في غضون الأشهر الستة المقبلة». ويعني هذا أن البت في محاكمة نتنياهو أو إغلاق الملف ضده سيؤجل إلى بداية سنة 2020 على الأقل. وقد تذمرت أوساط في الشرطة من أن الأمور تسير ببطء غير طبيعي في ملفات نتنياهو. وحسب صحيفة «معريب»، فإن الشرطة حصلت على شبهات أخرى في قضايا أخرى ضد نتنياهو، لكنها فضّلت تجاهلها خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من المماطلة لدى المستشار القضائي، ابيحاي مندلبليت، المعروف بتقربه من نتنياهو شخصياً.
ويذكر أن نتنياهو حاول تسخيف الشبهات التي أشار إليها مندوب الشرطة، وقال في بيان صدر عن العائلة، أمس «وجدنا أيضاً مقالة إيجابية عن كايا (في إشارة إلى كلبة عائلة نتنياهو) في موقع (واللا)، لحسن الحظ كايا انتقلت إلى عالمها الآخر (ماتت) قبل أن يتم ضمها إلى دائرة المشتبهين بتلقي رشوة، ليس هناك حدود للعبثية». وزعم البيان، أن «التغطية التي يحظى بها نتنياهو في (واللا) كانت سلبية، ولا تزال كذلك».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».