اتهامات فساد في تونس تطيح وزارة الطاقة والوزير ومسؤولين

TT

اتهامات فساد في تونس تطيح وزارة الطاقة والوزير ومسؤولين

أقال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، كلا من خالد قدور وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، وهاشم الحميدي وزير الدولة المكلف بالمناجم، ورئيس الشركة التونسية للأنشطة البترولية، والمدير العام للشؤون القانونية، والمدير العام للمحروقات في وزارة الطاقة، من مهامهم، وذلك على خلفية اكتشاف شبهة فساد تتعلق بأحد أهم الحقول النفطية في تونس.
وقررت رئاسة الحكومة إلحاق مصالح وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة بوزارة الصناعة، والمؤسسات الصغرى والمتوسطة، وتشكيل لجنة خبراء في رئاسة الحكومة مهمتها إعادة هيكلة الوزارة ومراجعة حوكمة قطاع الطاقة، وتكليف كل من هيئة الرقابة العامة للمصالح العمومية وهيئة الرقابة العامة للمالية (وهما هيئتان حكوميتان) بفتح تحقيق معمق حول ملف التلاعب بالثروات الوطنية.
وإثر إعلان رئاسة الحكومة عن هذه القرارات، قال إياد الدهماني المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحافي عقد أمس في قصر الحكومة بالقصبة، إن الإقالات التي طالت معظم المسؤولين الكبار عن قطاع الطاقة والمحروقات، وراءها كشف رئاسة الحكومة عن ملف فساد كبير يشمل حقلا نفطيا تقدر مخزوناته بنحو 8.1 مليون برميل، وهو يقع قبالة سواحل مدينة المنستير (وسط شرقي تونس). وأكد أن الكشف عن هذا الملف تم عن طريق الصدفة؛ حين وجهت الشركة المستغلة للحقل النفطي ويديرها مستثمر تونسي، دعوة لرئاسة الحكومة لحضور حفل افتتاح إحدى نقاط الاستغلال الجديدة خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف الدهماني أن التدقيق في ملف الشركة كشف عن انتهاء صلاحية رخصة استغلالها للحقل النفطي منذ سنة 2009، وأكد أنها واصلت استغلال النفط طوال السنوات الماضية دون ترخيص قانوني.
وكان رئيس الحكومة التونسية التقى شرقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذلك مباشرة إثر الإعلان عن هذه القرارات الحكومية المرتبطة بملفات فساد. وكان الطبيب قد أشار في تصريحات سابقة إلى تفشي الفساد في معظم مفاصل الإدارة التونسية، وأن البلاد تخسر سنويا نحو 3 نقاط على مستوى النمو الاقتصادي، نتيجة ملفات الفساد المالي والإداري.
وفي رده على الاتهامات الموجهة إليه بالحصول على رشوة من مستثمر عربي كان يعتزم بعث مشروع في مجال الطاقة بتونس، قال هاشم الحميدي كاتب الدولة للمناجم المقال، إن إعفاءه من مهامه جاء على خلفية شكوى رُفعت ضده إلى القضاء التونسي، في علاقة ببيع أسمدة كيميائية لشخص أجنبي. واعتبر أن التهمة كيدية، ونفى حصوله على أي أموال بطريقة غير شرعية.
وكانت المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية (شركة حكومية) قد كشفت خلال الآونة الأخيرة، عن تراجع الإنتاج التونسي من الطاقة بنسبة 15 في المائة، وأن تونس باتت تستورد ما لا يقل عن 49 في المائة من احتياجاتها من المحروقات، وهو ما فاقم من عجز الطاقة وأثر على ميزانها التجاري.
وخلال الفترة الأخيرة، لم تمنح تونس رخصاً جديدة للتنقيب عن المحروقات التقليدية، ولم يتجاوز عدد الرخص الـ23 رخصة مع نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، وكان عدد الرخص سنة 2014 نحو 52 رخصة، قبل أن ينحصر العدد على أثر الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار النفط على المستوى العالمي.
ويعود هذا التراجع في إسناد الرخص أيضا إلى ضرورة مصادقة مجلس النواب (البرلمان) التونسي على إجراءات منحها، ووجه المجلس اعتراضات على طرق الترخيص، لما رآه من غياب في الشفافية واستنزاف للثروات الطبيعية في إجراءات المنح.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.