سكوت موريسون... يقود أستراليا أكثر نحو اليمين المتشدد

التصدي للجوء والهجرة في مقدمة أولويات رئيس الحكومة الجديد

سكوت موريسون... يقود أستراليا أكثر نحو اليمين المتشدد
TT

سكوت موريسون... يقود أستراليا أكثر نحو اليمين المتشدد

سكوت موريسون... يقود أستراليا أكثر نحو اليمين المتشدد

بفارق خمسة أصوات فقط، انتزع سكوت موريسون رئاسة حكومة أستراليا من زميله وسَلَفه مالكوم تورنبول ليغدو رئيس الوزراء الأسترالي الـ30. بل والسادس خلال 11 سنة فقط. وفيما أصبحت «الانقلابات الناعمة» جزءا لا يتجزأ من المشهد السياسي الأسترالي، يحمل موريسون على عاتقه مسؤولية تضميد جراح حزبه، حزب الأحرار، الذي هو واقعياً حزب محافظ يشكل القطب اليميني في وجه حزب العمال الأسترالي الذي يمثل تقليدياً يسار الوسط، وذلك قبل سنة واحدة من الانتخابات العامة المتوقعة في مايو (أيار) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
عُرف موريسون في الحلبة السياسية بالعاصمة الأسترالية الاتحادية كانبيرا، بسياساته المتشدّدة حيال المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى بلاده بحراً. إلا أنه حتى ثلاثة أيام قبل «انقلاب» الجناح اليميني في حزبه على زعيمه، كان موريسون يعلن ولاءه ودعمه لتورنبول.

لم يكن سكوت موريسون، رئيس وزراء أستراليا الجديد ووزير خزانتها (المالية) السابق الخيار الأول لقيادة البلاد بعد إطاحة رئيس الوزراء السابق مالكولم تورنبول. ذلك أن قادة الجناح اليميني المتشدد في حزب الأحرار الأسترالي، الذين أطاحوا مؤخراً بتورنبول بعد انتقادهم تراجع أداء الحزب في استطلاعات الرأي، كانوا يفضلون وزير الداخلية بيتر داتون. وداتون، ضابط الشرطة السابق وأشد قادة هذا الجناح تشدداً، هو الذي قاد في الكواليس حركة التمرد الانقلابية داخل الحزب على رئيس الوزراء السابق وسياساته المعتدلة الحصيفة. ولكن بعد أسبوع من المناورات السياسية في كانبيرا، فاز موريسون، بعدما حصل على دعم غالبية النواب الذين اعتبروه مرشحاً «معتدلاً» - مقارنة مع داتون - وبالتالي، أكثر قبولاً لبقية أجنحة الحزب وتياراته، ولا يناقض الجزء الأساسي من استراتيجية الحكومة التي قادها تورنبول.
وزير الخزانة السابق فاز في تصويت حزبي بـ45 صوتاً مقابل 40 لداتون. ومن ثم، أدى اليمين رسمياً رئيساً للحكومة في ساعة متأخرة من يوم الجمعة 24 أغسطس (آب)، في كانبيرا. وحلّ وزير البيئة جوش فرايدنبرغ، الذي انتخب نائباً لزعيم الحزب، محله وزيرا للخزانة. ما يذكر أنه سبق لموريسون أن شغل منصب مدير إحدى أهم هيئات السياحة الأسترالية قبل اقتحامه عالم السياسة وتوليه حقيبتين وزارتين بارزتين هما الهجرة ثم الخزانة.

- مسيحي إنجيلي
ويعد موريسون رئيس حكومة من نوع جديد، إذ إنه كسر تقليداً أسترالياً عريقاً حيث السياسة «علمانية» إلى حد كبير. إذ إنه أول رئيس وزراء ينتمي إلى المسيحيين الإنجيليين، الذين لا ينفكّ عددهم في الارتفاع، ما يطرح أسئلة حول دور معتقداته الدينية في تحديد توجهاته السياسية في الداخل والخارج. وفي هذا السياق، سبق لموريسون مراراً في الماضي معارضة زواج المثليين في أستراليا، إلا أنه اختار الامتناع عن التصويت داخل البرلمان في ديسمبر (كانون الأول) 2017، بعدما أظهرت نتائج استطلاعات الرأي دعماً واسعاً له. واعتبر مراقبون هذه الخطوة، يومذاك، مؤشراً على أن موريسون يغلّب «البراغماتية» السياسية على معتقداته الدينية.
ومن جانبه، اعترف داتون الذي كان قد تولى حقيبة الهجرة بعد موريسون، ثم أصبح وزيراً للداخلية التي تشرف على الشرطة والاستخبارات، بهزيمته. ووفق وكالات الأنباء، فإنه سارع بعد التصويت، ليعلن: «موقفي الآن هو إعلان ولائي المطلق لسكوت موريسون». أما عن أبرز المنافسين الآخرين، فإن وزيرة الخارجية جولي بيشوب، قدّمت قبل أيام، استقالتها من الحكومة بعد فشلها الذريع في المنافسة على منصب رئيس الوزراء. وكانت بيشوب، نائبة زعيم الحزب بجانب كونها وزيرة الخارجية، المرشحة الثالثة لخلافة تورنبول، إلا أنها حصلت على نسبة متواضعة من تأييد زملائها، على الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت تشير إلى ارتفاع شعبيتها لدى الناخبين. ومن ثم، أثارت استقالة بيشوب أسئلة جدية حول ما إذا كانت ذهبت ضحية للسياسات الحزبية المحافظة التي تحدد سقفا لطموح النساء في الحكومة. والحقيقة أن بيشوب، المحسوبة على الجناح المعتدل في الحزب لم تحصل سوى على 11 صوتاً فقط من أصل 85 صوتا في الاقتراع على رئاسة الوزراء، وهو رقم أقل بكثير مما حصل عليه المنافسان الآخران اليمينيان موريسون وداتون. ومن جانب آخر، أثار أسلوب إقصاء بيشوب من السباق كثيرا من الجدل على مستوى البلاد كلها. إذ أظهرت محادثة مسربة على «واتساب» بين عدد من أعضاء حزب الأحرار أنهم دعوا إلى التصويت ضد بيشوب، بهدف دعم موريسون الذي فاز بالمنصب. كما تحدثت بيشوب عن تجربتها بصفتها امرأة وحيدة في الحكومة بين 18 رجلا، ما أطلق نقاشا وطنيا حول سقف الفرص السياسية المتاحة أمام الأستراليات.

- معركة داخل اليمين
موقع مالكولم تورنبول، الذي كان قد أطاح هو أيضاً بسلفه رئيس الوزراء الأسبق توني أبوت خلال سبتمبر (أيلول) 2015، غدا هشاً في الفترة الأخيرة بسبب تمرد للجناح اليميني المتشدد في حزب الأحرار (يمين الوسط) الذي يتقدم عليه منافسه الكبير حزب العمال (يسار الوسط) حاليا في استطلاعات الرأي. وخرجت الأزمة إلى العلن قبل أسبوعين عندما اضطر رئيس الحكومة السابق الذي يعتبر معتدلا داخل الحزب، لسحب مشروع إدراج هدف أستراليا في مجال خفض انبعاثات الغاز المسببة للدفيئة، وذلك في غياب أي دعم من معسكره. وفي تصويت داخلي أول، تمكن رئيس الوزراء من إنقاذ منصبه بفارق ضئيل، لكنه أعلن أنه لن يشارك في اقتراع ثان إذا طلبت الغالبية إجراءه.
ولم يتأخر داتون، قائد «الانقلابيين اليمينيين» في إعلان أنه جمع هذه الأغلبية، مطلقاً بذلك العد التنازلي لرئاسة تورنبول. في المقابل اتهم الأخير داتون، بداية، بقيادة حملة ترهيب لإقالته، قبل أن يخسر منصبه لصالح موريسون. وعلى أثر نجاح «الانقلابيين» أعلن تورنبول اعتزاله السياسة، وهو ما سيفضي إلى إجراء انتخابات جزئية في دائرته الانتخابية بمدينة سيدني ستكون حاسمة لتحالف يميني حاكم لا تزيد غالبيته على مقعد واحد.

- سلسلة انقلابات
ما يجدر ذكره، أن أستراليا شهدت سلسلة «انقلابات» أفرزت ستة تغييرات في رئاسة الوزراء خلال 11 سنة، كان آخرها «انقلاب» موريسون الذي يواجه اليوم موجة انتقادات شعبية لتعزيزه حالة الاضطراب السياسي التي أضعفت ثقة الناخبين في الحكومة. ومع أن أستراليا تعد واحدة من أكثر بلدان العالم ازدهارا، وتنعم بالاستقرار الاقتصادي والرخاء بفضل تحقيقها معدلات نمو اقتصادي متواصلة على مدار السنوات الـ27 الماضية، فإنها - كما يرى المحللون - في أمسّ الحاجة إلى الاستقرار السياسي، خاصة أنه لم يستطع كثير من رؤساء الوزراء في البلاد الاحتفاظ بمقاعدهم حتى نهاية فترتهم في المنصب منذ خسارة جون هوارد في انتخابات عام 2007، بل، وأطيح بآخر أربعة وزراء من المنصب على يد أعضاء حاليين أو سابقين في حكوماتهم، وهو ما أصبح معروفاً في أستراليا بظاهرة «فراغ القيادة»، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
رئيس الوزراء الأسبق توني أبوت، الذي يعتبره كثيرون إلى حد كبير المدبر الحقيقي لـ«الانقلاب» الأخير، قال إنه بات من المهم «إنقاذ الحكومة» قبل سنة من الانتخابات العامة (البرلمانية). وكان رئيس الوزراء العمالي الأسبق كيفن رود، آخر الزعماء الذي أطيح بهم من داخل حزبهم، عندما «انقلبت» عليه نائبته جوليا غيلارد وأزاحته عن زعامة حزب العمال في عام 2010 بعد تراجع شديد في شعبيته. ثم جاء الدور على غيلارد، ليطيح بها رود من زعامة الحزب عام 2013. قبل انتخابات عامة كانت مقررة بعد أشهر قليلة، وكان يتوقع أن يُمنى العمال فيها بهزيمة قاسية.
وفي سبتمبر من عام 2013، قاد توني أبوت حزب الأحرار إلى نصر ساحق في الانتخابات على حساب العمال، وتولى رئاسة الوزراء. غير أنه لم يهنأ به إلا لفترة سنتين، إذ أطاح به مالكولم تورنبول من رئاسة الحزب والحكومة عقب تدني شعبية أبوت. ومنذ ذلك الحين تفاقم الصراع داخل حزب الأحرار بين الجناحين، المعتدل والمحافظ المتشدد.

- اضطراب سياسي مقلق
وحقاً، يشعر جزء كبير من الأستراليين بالاستياء إزاء واقع الاضطراب هذا، إلى درجة أن إحدى وكالات الأنباء العالمية نقلت عن وزير قوله إنه بات من الضروري تقديم الاعتذار للشعب… إذ كتب دارين تشيستر، من الحزب الوطني المحافظ، الذي يشارك حزبه في التحالف اليميني الحاكم، في «تويتر» مغرداً: «أستراليا ندين لك باعتذارات». وأضاف: «تستحقين أفضلا بكثير من الأمور التي فعلها برلماننا الاتحادي خلال السنوات العشر الأخيرة».
أما بخصوص الأزمة الأخيرة، فلقد ألقى تورنبول باللوم على داتون وأبوت، و«متمردين» حزبيين آخرين في زعزعة الحزب عبر معارضتهم لقيادته. ويتعيّن على موريسون الآن اتخاذ قرار حول مسألة عودتهم إلى الحكومة، في أجواء تصاعد غضب كثيرين داخل حزب الأحرار خاصة، ناهيك من تجدد الاستياء الشعبي من الطبقة السياسية، عموماً.
وأما عن موريسون فإنه يقر بأن الحكومة «أنهكتها» الاضطرابات، متعهداً إعادة التركيز على مصلحة الشعب الأسترالي. وتحديداً، قال رئيس الوزراء الجديد إن أولويته الآن هي مساعدة المزارعين في ولاية نيو ساوث ويلز (كبرى الولايات الأسترالية من حيث عدد السكان)، الذين يعانون من أسوأ جفاف في نصف قرن. وعلى أي حال، مع تراجع نسبة التأييد لحكومة الأحرار في استطلاعات الرأي وبانتظار انتخابات عامة مقررة بحلول منتصف 2019. يواجه موريسون أيضا معارضة عمالية باتت قوية نسبياً. وفي هذا الإطار، قال زعيم حزب العمال بيل شورتن إن «الناخبين في أستراليا يقولون لي بكل وضوح إن الأسبوع الماضي قد يكون أكبر مهزلة في التاريخ الأسترالي»، مضيفا: «لقد تغير الزعيم، لكن الفوضى والانقسام لا يزالان على حالهما».

- سياسة «الحدود السيادية»
ولد سكوت جون موريسون قبل 50 سنة في ضاحية ويفرلي، إحدى ضواحي مدينة سيدني، عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز وكبرى مدن أستراليا. وتخرج في جامعة نيو ساوث ويلز بالمدينة مجازاً بالجغرافيا الاقتصادية. وهو متزوج وأب لولدين.
وبتأثير من خلفيته المحافظة فكّر موريسون بدراسة اللاهوت قبل أن يصرف النظر عن ذلك. وبعد ذلك انطلق إلى سوق العمل وبين الوظائف التي شغلها منصب مدير هيئة العمل الأسترالية في قطاع السياسي. ومن ثم، انطلق في العمل السياسي، فدخل البرلمان لأول مرة عام 2007، وفي سبتمبر 2013 دخل موريسون الحكومة لأول مرة وزيراً للهجرة. وفي العام التالي، تولى منصب وزير الخدمات الاجتماعية (2014 - 2015) ثم تولى منصب وزير الخزانة منذ سبتمبر 2015، وتعتبر هذه الحقيبة المهمة في معظم الأحيان خطوة كبيرة على طريق رئاسة الحكومة.
اليوم يتولى موريسون أعلى منصب سياسي في البلاد، وكما سبقت الإشارة، فإنه أكثر «يمينية» من سلفه المعتدل، سواء على صعيد التدين، إذ إنه مسيحي إنجيلي ملتزم بحضور قداس الأحد وتشبثه بمبادئه الدينية، أو العلاقات العرقية ومناوأة الهجرة، ذلك أنه معروف خصوصا بعمله على رأس وزارة الهجرة بين 2013 و2014، عندما أطلق عملية «حدود سيادية» لردع المهاجرين عن التوجه بحراً إلى أستراليا.
وما يستحق الذكر أن أستراليا تتبع راهناً سياسة قاسية جدا حيال طالبي اللجوء، إذ تعترض سفن المهاجرين السريين وترسلهم إلى نقاط عبور، وفي معظم الأحيان إلى إندونيسيا. أما أولئك الذين ينجحون في الوصول إلى شواطئها، فيوضعون في مخيمات احتجاز بمناطق قريبة من أستراليا مثل بابوا غينيا الجديدة أو ناورو يظلون فيها لفترات طويلة، وبعضهم لا يغادرها. ولم تستجب أستراليا للانتقادات المتواصلة وإدانات منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. ولا يتوقع أن يستجيب موريسون، مهندس إحدى أكثر سياسات الهجرة تشدداً، لتغيير هذا التوجه.

- مغازلة أميركية
أخيراً، بينما موريسون على سياسات الهجرة داخليا وتعزيز شعبية حكومته، يبدو أنه يسعى لتحسين علاقته مع واشنطن بعدما واجهت بعض التحديات بين إدارتي تورنبول ودونالد ترمب. واستهل رئيس الوزراء الأسترالي الجديد مهامه باتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي، الذي يتقاسم معه كثيرا من قناعاته السياسية، ضمن مساعيه لاستعادة الثقة بحكومة «منهكة». وقال موريسون إنه أجرى مكالمة «ودية» و«رائعة» مع الرئيس الأميركي، وأردف أنه استحضر مع ترمب قصة الجندي الأسترالي ليسلي بول آلن، الذي يمثل «رمز صداقتنا لأكثر من 100 سنة». ويشتهر آلن بنقله 12 جريحا أميركيا خلال هجوم على مواقع يابانية في ماونت تابو بجزيرة غينيا الجديدة إبان الحرب العالمية الثانية في 1943.

- رؤساء حكومة أستراليا... عبر السنين
تعاقب على رئاسة وزراء أستراليا حتى الآن 30 رئيس حكومة، واحتكر الحزبان الكبيران الأحرار (يمين) والعمال (يسار) خلال العقود الأخيرة السلطة في المستعمرة البريطانية السابقة، مع أن بعض الأحزاب الأصغر حجماً دخلت في الائتلافات الحكومية.
فيما يلي قائمة رؤساء وزراء أستراليا:
السير إدموند بارتون ((الحزب الحمائي) 1901 – 1903.
ألفريد ديكن (الحزب الحمائي) 1903 - 1904 (أول مرة).
كريس واتسون (حزب العمال) 1904.
جورج ريد (حزب التجارة الحرة) 1904 – 1905.
ألفريد ديكن (الحزب الحمائي) 1905 - 1908 (مرة ثانية).
آندرو فيشر (العمال) 1908 - 1909 (أول مرة).
ألفريد ديكن (حزب أحرار الكومنولث) 1909 - 1910 (مرة ثالثة).
آندرو فيشر (العمال) 1910 - 1913 (مرة ثانية).
جوزيف كوك (أحرار الكومنولث) 1913 – 1914.
آندرو فيشر (العمال) 1914 - 1915 (مرة ثالثة).
بيلي هيوز (العمال، ثم حزب العمال الوطني، ثم الحزب الوطني) 1915 - 1923 (شكل 5 حكومات متتالية).
ستانلي بروس (الحزب الوطني - ائتلاف) 1923 - 1929 (شكل 3 حكومات).
جيمس سكالين (العمال) 1929 – 1932.
جوزيف لايونز (حزب أستراليا الموحّدة - ائتلاف) 1932 - 1939 (شكل 4 حكومات).
السير إيرل بايدج (حزب الريف - ائتلاف) 1939.
روبرت منزيس (حزب أستراليا الموحدة - ائتلاف) 1939 - 1941 (أول مرة - شكل 3 حكومات).
آرثر فادين (حزب الريف - ائتلاف) 1941.
جون كيرتين (العمال) 1941 - 1945 (شكل حكومتين) حتى وفاته.
فرانك فورد (العمال) 1945.
بن تشيفلي (العمال) 1945 – 1949.
روبرت (السير) منزيس (الأحرار - ائتلاف) 1949 - 1966 (شكل 10 حكومات متتالية).
هارولد هولت (الأحرار - ائتلاف) 1966 - 1967 (اختفى في البحر ولم يعثر عليه).
جون ماكيوين (حزب الريف - ائتلاف) 1967 – 1968.
جون غورتون (الأحرار - ائتلاف) 1968 - 1971 (شكل حكومتين).
ويليام مكماهون (الأحرار - ائتلاف) 1971 – 1972.
غوف ويتلام (العمال) 1972 - 1975 (شكل 3 حكومات وأبعده عن الحكم الحاكم العام).
مالكولم فريزر (الأحرار - ائتلاف) 1975 - 1983 (شكل 4 حكومات).
بوب هوك (العمال) 1983 - 1991 (شكل 4 حكومات).
بول كيتينغ (العمال) 1991 - 1996 (شكل حكومتين).
جون هوارد (الأحرار - ائتلاف) 1996 - 2007 (شكل 4 حكومات).
كيفن رد (العمال) 2007 - 2010 (أول مرة).
جوليا غيلارد (العمال) 2010 - 2013 (شكلت حكومتين - أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة).
كيفن رد (العمال) 2013 (مرة ثانية).
توني أبوت (الأحرار - ائتلاف) 2013 – 2015.
مالكولم تورنبول (الأحرار - ائتلاف) 2015 – 2018.
سكوت موريسون (الأحرار - ائتلاف) 2018.


مقالات ذات صلة

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».