فريدمان يستبعد «هدنة» طويلة

TT

فريدمان يستبعد «هدنة» طويلة

في تصريحات كان يفترض أن تكون سرية، خلال اجتماع مغلق مع أعضاء المؤتمر اليهودي الأميركي (AJC)، أعلن السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، أن تصريحات الرئيس دونالد ترمب، حول الثمن الذي يجب أن تدفعه إسرائيل مقابل الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، لم يفهم كما يجب، وأن إسرائيل غير مطالبة بثمن ولن تدفع أي ثمن لقاء هذا الموقف الأميركي.
وقال فريدمان، من الناحية الموضوعية، لا مجال أيضاً، لمطالبة إسرائيل بشيء، «فمن الواضح أن عملية السلام إذا تمت ستطرح على الطرفين واحداً من حلين: فإما أن تقام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تكون منزوعة السلاح وتنشد السلام، وإما أن تكون هناك دولة واحدة للشعبين؛ وهو الأمر الذي يهدد يهودية إسرائيل. لكن لا أحد يتحدث في هذا. فالفلسطينيون لا يقررون شيئاً سوى مقاطعتنا. وأبو مازن (رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس)، يقاطع أيضاً قطاع غزة. لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بمعزل عن قطاع غزة. لا سبيل للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين إذا تجاوزنا المليون ونصف المليون الذين يعيشون في غزة». وأضاف «من الناحية المثالية يجب أن تكون هناك حكومة واحدة (للفلسطينيين)، وإذا حاول أهالي غزة تجاوز السلطة الفلسطينية وإعادة تنظيم القطاع من دونها؛ فهذا يعني تقديم جائزة ضخمة لـ(حماس)»، على حد تقديره.
وحاول فريدمان تبرير التصريحات الفظة التي يطلقها من آن لآخر تجاه الفلسطينيين، فاستخدم الكلمات التي استخدمها في اليوم نفسه، أول من أمس (الأربعاء)، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقال إن الوضع في الشرق الأوسط والتقاليد والمفاهيم مختلفة تماماً عن الغرب، لدرجة أن الغرب لا يفهمها. ولذلك؛ يخطئ في تقديراته وتصرفاته. وأضاف «في الشرق الأوسط وفي أنحاء كثيرة من العالم، تسود حقيقة بسيطة، مفادها أنه لا مكان للضعفاء. الضعفاء ينهارون ويُذبحون ويُمحون من التاريخ بينما الأقوياء، للأفضل أو للأسوأ، هم الذين يبقون على قيد الحياة. الأقوياء يحظون باحترام من قبل الآخرين، ويتم التحالف معهم، وفي نهاية الأمر يصنع السلام معهم».
وذكر فريدمان، أن خطة السلام الأميركية المعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن»، غير مرتبطة بجدول زمني محدد، ولن يتم عرضها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة. وفي السياق ذاته، قال «إذا لم نتمكن من التوصل إلى صفقة كبيرة، يتعين علينا القيام بأكبر عدد ممكن من الصفقات الصغيرة، وتحسين حياة الناس ومستوى التعايش».
واستبعد فريدمان إمكانية التوصل إلى اتفاق «تهدئة» طويل الأمد بين إسرائيل والفصائل في قطاع غزة، معتبراً أنه في أحسن الأحوال يمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار، وهو ما تسعى إليه إسرائيل غير المعنية بخوض مواجهة عسكرية شاملة مع غزة. وقال إنه من دون مصالحة فلسطينية داخلية، لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق «تهدئة» أو تسوية مع إسرائيل، علماً بأن إسرائيل لا تريد مصالحة كهذه، وترى أن مصلحتها تكمن في تعميق الانقسام. كما قال إن «الوضع مع قطاع غزة هو مرض بلا علاج، وعليه فإن إمكانية التواصل إلى تهدئة بين إسرائيل و(حماس) منخفضة، طالما لا توجد مصالحة فلسطينية داخلية». ورجح أن الطريق الوحيدة لإحداث التغيير في غزة، هي التوغل البري للجيش الإسرائيلي والمواجهة العسكرية. لكنه قال أيضاً، إن «نتائج مثل هذا التوغل ستكون خطيرة؛ ولذا فإن احتمال وقف إطلاق النار هو الحل الناجع لإسرائيل بهذه المرحلة». وأضاف فريدمان خلال الجلسة، أن كلاً من أميركا وإسرائيل معنيتان بسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، وأن السلطة أفضل بكثير من حركة حماس. وهنا أضاف، إن «إسرائيل لا تملك في هذه المرحلة، سوى إدارة هذا المرض والتعايش معه، وليس القضاء عليه والتوصل إلى حل طويل المدى في ظل الظروف الحالية».
كما وجه فريدمان خلال الجلسة المغلقة، انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قائلاً إن «الغضب والحراك الشعبي في غزة، جاء نتيجةً مباشرة لقرارات أبو مازن الأخيرة، المتعلقة بقطاع غزة، بما في ذلك تقليص الميزانيات والرواتب».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.