جيمي مكلروي... أحد أعظم لاعبي منتخب آيرلندا الشمالية على مر العصور

قاد بيرنلي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي في أواخر خمسينات القرن الماضي

جيمي مكلروي مع فريق بيرنلي في مواجهة بلاكبيرن عام 1958
جيمي مكلروي مع فريق بيرنلي في مواجهة بلاكبيرن عام 1958
TT

جيمي مكلروي... أحد أعظم لاعبي منتخب آيرلندا الشمالية على مر العصور

جيمي مكلروي مع فريق بيرنلي في مواجهة بلاكبيرن عام 1958
جيمي مكلروي مع فريق بيرنلي في مواجهة بلاكبيرن عام 1958

كان اللاعب جيمي مكلروي، الذي توفي وعمره 86 عاما، بمثابة حجر زاوية بالغ الأهمية في فريق «بيرنلي» الذي فاز ببطولة الدرجة الأولى من بطولة الدوري الإنجليزي في أواخر خمسينات القرن الماضي وأحد أعظم لاعبي منتخب آيرلندا الشمالية.
وخلال مسيرته الكروية، تميز مكلروي بكونه لاعبا متوازن الأداء داخل الملعب، وكان يشارك في خط الهجوم وأبدى قدرة كبيرة على السيطرة على الكرة وقدرة على إطلاق كرات عرضية بارعة. كما أبدى مكلروي قدرته على التحرك بسرعة كافية داخل الملعب عندما كانت تستدعي الحاجة. ومع هذا، فإنه كان يمقت بشدة السرعة المتهورة. علاوة على ذلك، تميز مكلروي بقدرته على الاستحواذ على الكرة والاحتفاظ بها حتى يظهر بديل مناسب، وكان باستطاعته التغلب على لاعب الفريق المنافس المكلف بمراقبته بذكاء وسهولة.
داخل «بيرنلي»، نجح مكلروي في إقامة شراكة مثمرة على نحو هائل مع صديقه العظيم جيمي آدامسون، الذي كان يرتدي شارة قائد الفريق من مركزه في خط الوسط بادئ الأمر، ثم أخيراً من مركز قلب الدفاع. كان الاثنان بمثابة شخصيات متعارضة، وشكل الاثنان مصدر إلهام لفريق رائع تمكن من الفوز ببطولة المجموعة الأولى خلال موسم 1959 - 1960، عندما شارك مكلروي في 31 مباراة سجل خلالها 6 أهداف.
أما شراكته الثانية العظيمة فجاءت داخل صفوف منتخب آيرلندا الشمالية في أواخر خمسينات القرن الماضي، وذلك عندما أقام شراكة رائعة مع المبدع داني بلانشفلاور، قائد الفريق ولاعب خط الوسط، والذي لم يكن يقل عنه من حيث سلاسة الأداء. وقد تشارك الاثنان في مستوى كبير من المهارة الفنية والتعامل بدقة مع المباراة، الأمر الذي جعل منهما قوة مبدعة داخل فريق نجح على نحو مذهل في إنزال الهزيمة بإيطاليا في بلفاست والدفع بها خارج بطولة كأس العالم عام 1958.
بعد ذلك، وخلال بطولة كأس العالم عام 1958 في السويد، شارك مكلروي في جميع مباريات منتخب آيرلندا الشمالية الذي وصل لدور الثمانية، ليودع البطولة بعد هزيمته أمام فرنسا. أما أول مباراة شارك خلالها مكلروي مع منتخب آيرلندا الشمالية فكانت أمام المنتخب الإنجليزي على أرض استاد «ويمبلي» عام 1951، ومنذ ذلك الحين لم تفوته فرصة المشاركة في مباراة دولية مع المنتخب حتى عام 1960. وبحلول وقت إنهائه مسيرته الدولية عام 1965، كان قد فاز في 55 مباراة دولية وأحرز 10 أهداف.
جدير بالذكر أن مكلروي ولد في لامبيغ التابعة لكاونتي إنتريم، وقد شارك والده، هاري، بعض الوقت في صفوف نادي ديستيليري لكرة القدم. وفي بادئ الأمر، راودت مكلروي الرغبة في الحصول على منحة في مدرسة محلية لكرة القدم، بدلاً من لعب الكرة. إلا أن نادي «غلينتوران» في بلفاست لمح موهبته، ونظراً لحاجة أسرته إلى المال قبل عرض النادي ووقع عقداً مع «غلينتوران» عام 1949. في الموسم التالي، اشتراه نادي «بيرنلي» مقابل 7 آلاف جنيه إسترليني، وظل في صفوف النادي طوال 13 عاماً، شارك خلالها في 439 مباراة في المجموعة الأولى وأحرز 116 هدفاً.
وبجانب معاونته فريقه في الفوز ببطولة الدرجة الأولى، عاون مكلروي بيرنلي في إنهاء بطولة الدوري في المراكز الرابع والثاني والثالث على امتداد المواسم الثلاثة التالية، بجانب اضطلاعه بدور محوري في الوصول بهم إلى نهائي بطولة كأس إنجلترا عام 1962 والتي خسرها «بيرنلي» بنتيجة 3 - 1 أمام توتنهام هوتسبير. وكانت تلك المكانة التي بلغها مكلروي عندما صدر قرار إلغاء الحد الأقصى لأجور اللاعبين عام 1961، ليصبح واحداً من أوائل اللاعبين الذين تقاضوا 100 جنيه إسترليني أسبوعياً.
إلا أنه عام 1963 وقع خلاف بين مكلروي ومدرب بيرنلي، هاري بوتس. وبعد ذلك، أقدم رئيس النادي، بوب لورد، على نحو غير متوقع بالسماح لمكلروي بالانتقال إلى ستوك سيتي الذي كان يشارك في الدرجة الثانية من بطولة الدوري مقابل مبلغ زهيد على نحو يثير السخرية لم يتجاوز 25 ألف جنيه إسترليني. داخل «ستوك سيتي»، دخل مكلروي في شراكة مع الرائع ستانلي ماثيوز سرعان ما اتضح أنها شراكة مثالية من نوعها مكنت الفريق من العودة للدرجة الأولى من البطولة. كما شارك مكلروي في نهائي بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عام 1964 والتي خسرها ستوك سيتي أمام ليستر سيتي بنتيجة 4 - 3.
وظل مكلروي في صفوف ستوك سيتي حتى عام 1966 عندما أصبح في يناير (كانون الثاني) لاعباً ومدرباً في الوقت ذاته في نادي أولدهام أثليتيك المشارك في الدرجة الثالثة. إلا أنه نظراً لطباعه الشخصية الغريبة والمتفردة ونفوره الشديد من الفكر التقليدي السائد في مجال التدريب رغم كونه معلماً بارعاً، بدا من الواضح أن التدريب ليس بالمهنة الملائمة له. في موسم 1966 - 1967، قاد مكلروي أولدهام أثليتيك للمركز الـ10 في الدرجة الثالثة، لكن الفريق انزلق إلى المركز الـ16 في الموسم التالي. وفي اليوم الافتتاحي لموسم 1968 - 1969، أعلن استقالته من منصب المدرب في أعقاب هزيمة مدوية أمام لوتون تاون بنتيجة 4 - 0.
بعد ذلك، انتقل مكلروي إلى بولتون واندررز في منصب مساعد مدرب ليعاون أيقونة النادي سابقاً نات لوفتهاوس. وفي عام 1970 عندما رحل لوفتهاوس عن النادي، تولى مكلروي منصب المدرب بدلاً منه - لكنه رحل عن النادي بعد مباراتين فقط بعد اشتعال خلاف حول بيع لاعبين. وعاد مكلروي للعيش في بيرنلي حيث عمل بمجال البناء قبل أن يعمل ناقدا كرويا في صحيفة «بيرنلي إكسبريس» المحلية. عام 2011، حاز وسام رتبة الإمبراطورية البريطانية. وأطلق اسمه على أحد مدرجات استاد «تيرف مور» حيث حرص لسنوات طويلة على مشاهدة المباريات بعد اعتزاله كرة القدم. وقد توفيت زوجة مكلروي قبله، وعاش برفقة ابنته آن وولده بول.
-جيمس مكلروي، لاعب كرة قدم، ولد في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 1931. وتوفي 20 أغسطس (آب) 2018.


مقالات ذات صلة

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتونين كينسكي (إ.ب.أ)

كينسكي: انطلاقتي مع توتنهام أمام ليفربول أبعد من أحلامي

اعترف أنتونين كينسكي، حارس المرمى الجديد لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بأن ظهوره الأول في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات يشارك في تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات (نادي بريستول)

4 أندية إنجليزية للسيدات تسمح بتناول الكحول في المدرجات

أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات لكرة القدم يشارك تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية بافيل نيدفيد في صورة بملعب نادي الشباب (نادي الشباب)

بافل نيدفيد: ألوان نادي الشباب تعكس «اللون الذي أفضّله»

أبدى التشيكي بافيل نيدفيد، المدير الرياضي الجديد لنادي الشباب، سعادته البالغة لوجوده في منصبه الجديد مع «الليث»، مقدماً شكره لمحمد المنجم رئيس النادي.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (رويترز)

مدرب توتنهام للإنجليز: احموا قدسية اللعبة من الـ«فار»

تساءل أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، عن سبب عدم استجواب الجمهور الإنجليزي تقنية «حكم الفيديو المساعد (فار)».

«الشرق الأوسط» (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.