جهود لبنانية لتجاوز خلافات السياسيين.. ولا موعد لجلسة حكومية

الراعي يرفض انتهاك الدستور. وفاعور يعد «رئاسة الجمهورية» في «علم الغيب»

جهود لبنانية لتجاوز خلافات السياسيين.. ولا موعد لجلسة حكومية
TT

جهود لبنانية لتجاوز خلافات السياسيين.. ولا موعد لجلسة حكومية

جهود لبنانية لتجاوز خلافات السياسيين.. ولا موعد لجلسة حكومية

تستمر الجهود في لبنان على أكثر من خط لتسجيل خرق في الجمود الحاصل سياسيا واجتماعيا، في موازاة الترقب الأمني في مختلف المناطق، لا سيما شمالا وجنوبا. وفيما لا تزال القضايا الاجتماعية، من «ملف الجامعة اللبنانية» إلى «زيادة الأجور» ودفع «رواتب القطاع العام» لهذا الشهر، عالقة بفعل الخلافات السياسية بين الأطراف - انتقد البطريرك الماروني بشارة الراعي الوضع القائم في البلاد والتعطيل في كل المؤسسات؛ من استمرار الفراغ في موقع الرئاسة منذ ثلاثة أشهر، إلى تخلف النواب عن حضور الجلسات التشريعية.
وقال الراعي في عظة الأحد أمس: «لا نرضى على الإطلاق بهذا الواقع المأساوي الذي بلغ ذروته في حرمان الدولة اللبنانية من رئيس لها». وأضاف: «لا نرضى بإذلال المواطنين بعدم منحهم حقوقهم، وأن يكون طلابنا رهينة لهذا الصراع القائم في لبنان، ويحرم شعبنا من مقومات الحياة الأساسية وخاصة الماء والكهرباء، والأمن والاستقرار». وأضاف: «لماذا لا يحضر جميع النواب إلى المجلس النيابي ويختارون من يشاؤون رئيسا للبلاد من بين المرشحين علنا ومن بين غير المرشحين؟»، سائلا: «إلى هذا الحد هم عاجزون؟! وينتظرون، كالعادة، أن يقال لهم من الخارج اسم الرئيس لكي يدخلوا المجلس النيابي ويدلوا بصوت غيرهم، لا بصوتهم الشخصي؟! ولئن كان هذا الأمر مخجلا ومذلا للكرامة الوطنية، فسنعمل نحن على ما يصون الجمهورية اللبنانية، ويحمي الدولة، ويحفظ مكانها ومكانتها في الأسرتين العربية والدولية».
مع العلم أن الخلافات السياسية والمحاصصة الطائفية، تحول دون تعيين عمداء للكليات وتثبيت 100 أستاذ في الجامعة اللبنانية التي يدرس فيها 70 ألف طالب لبناني، بينما تقف «مصادر تمويل» «سلسلة الرتب والرواتب» التي يطالب بها القطاع العام والمعلمون منذ ثلاث سنوات، إضافة إلى رفض فريق «14 آذار» التشريع في غياب رئيس للجمهورية، دون إقرارها.
وفي السياق، رأى وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور والنائب في كتلة «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط أن «رئاسة الجمهورية في علم الغيب ولا تزال رهينة للطموحات الشخصية والتجاذبات السياسية، وعبثا يحاول جنبلاط وغيره من السياسيين، أن يفتح ثغرة في باب الوفاق السياسي لأن الاستمرار في هذه المعاندة وهذا الإصرار على هذا المرشح أو ذاك، من الخيارات التسووية لا مآل له إلا مآلا واحدا هو استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، والشغور في رئاسة الجمهورية حمال لمخاطر كبرى، سياسية ودستورية وأمنية يمكن أن تتدحرج - لا سمح الله - إلى مهاو كثيرة في هذا البلد».
وقال خلال افتتاحه أقساما جديدة في مستشفى حاصبيا الحكومي في البقاع الغربي: «ما يحاول جنبلاط القيام به، في الحوار بين رئيس مجلس النواب نبيه ورئيس تيار المستقبل (رئيس الحكومة الأسبق) سعد الحريري، هو محاولة لتسهيل حوار يحتاجه البلد، لأن سعد الحريري ونبيه بري، هما من الضمانات الوطنية الأساسية في هذا البلد، ورهاننا كبير على هذا الحوار، الذي يمكن أن يتوسع في نطاق الحوار وفي شركاء الحوار، لكي يعم الحوار هذا الوطن ونخرج من هذه الدوامة التي نحن فيها».
ومن جهته، عد النائب في كتلة «حزب الله»، نواف الموسوي أن «المطلوب من المعنيين هو تسهيل عمل السلطات لتسيير شؤون الناس وحل مشاكلهم. ورأى أن قضية سلسلة الرتب والرواتب التي يتوقف عليها تحديد مصائر الطلاب انطلاقا من رفض المعلمين تصحيح الامتحانات قبل حصولهم عليها، يفرض على المعنيين أن يتجاوزوا مواقفهم المسبقة وأن يبادروا إلى إطلاق العمل التشريعي من أجل إقرارها. ودعا إلى إيجاد صيغة لإطلاق العمل التشريعي وعقد جلسة قريبة للمجلس النيابي لمناقشتها وإقرارها وأن تتخذ الإجراءات القانونية التي تتيح للحكومة أن تنفق في الإطار القانوني، وألا تضطر إلى أساليب مطعون فيها قانونا، في الإشارة إلى رواتب القطاع العام التي يرفض وزير المال دفعها من دون قانون من المجلس النيابي.
في المقابل، أكد النائب في «كتلة المستقبل» أحمد فتفت «الاستعداد لحضور أي جلسة تشريعية يجري الاتفاق مسبقا على جدول أعمال يجب حصره بالعناوين الأساسية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.