مصر: محاكمة تأديبية لـ10 مسؤولين بالسكك الحديدية

توجيه تهمة الإهمال للمحالين

TT

مصر: محاكمة تأديبية لـ10 مسؤولين بالسكك الحديدية

أحالت هيئة النيابة الإدارية في مصر، أمس، عشرة مسؤولين بالهيئة القومية لسكك حديد مصر، إلى المحاكمة التأديبية بتهمة «الإهمال في أداء واجباتهم الوظيفية، وانعدام الرقابة، ما ترتب عليه خروج قطار عن القضبان منتصف يوليو (تموز) الماضي وإصابة 63 راكباً وتعريض حياة المواطنين للخطر».
وقال المستشار محمد سمير المتحدث باسم هيئة النيابة الإدارية، إن من بين المحالين للمساءلة التأديبية: «مدير عام الصيانة بمنطقة القاهرة، ومدير إدارة صيانة الإشارات، ورئيس قسم الإشارات، ومهندس الإشارات».
وجاء قرار النيابة الإدارية بناء على بلاغ من وزير النقل، هشام عرفات، للنيابة لتحديد «مسؤولية المختصين بالهيئة القومية للسكة الحديد عن تلك الواقعة».
وتجري النيابة العامة، تحقيقاً جنائياً آخر، بشأن القضية نفسها، التي شهدت انقلاب 3 عربات بقطار أثناء مروره في منطقة البدرشين بالجيزة، كما أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، في أعقاب الحادث، بتشكيل لجنة من المختصين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإجراء «المعاينات الفنية اللازمة، وبيان أسباب الحادث وتحديد المسؤول عن وقوعه».
وفي أواخر الشهر الماضي، قرر وزير النقل هشام عرفات، إقالة رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بعد خروج قطار آخر عن القضبان في أسوان (950 كيلومتراً جنوب العاصمة).
وتمتد شبكة نقل السكك الحديدية في مصر بطول 9570 كيلومتراً تقريباً، حسب البيانات الرسمية. وتقدر وزارة النقل التكلفة اللازمة لإصلاح الخطوط وتأهيلها بشكل عاجل بـ10 مليارات جنيه (نحو 555 مليون دولار)، وذلك لخدمة 500 مليون راكب سنوياً.
ويقول الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (جهة رسمية) إنه رصد 1793 حادث قطار في عام 2017. مقارنة بالعام السابق الذي سجل 1249 حادثاً في القطاع نفسه.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».