إقليم كردستان يحفر خندقا لفصله عن مناطق «داعش»

وزارة البيشمركة تؤكد استكمال التحضيرات لمركز عمليات مشترك مع الأميركيين

إقليم كردستان يحفر خندقا لفصله عن مناطق «داعش»
TT

إقليم كردستان يحفر خندقا لفصله عن مناطق «داعش»

إقليم كردستان يحفر خندقا لفصله عن مناطق «داعش»

أعلنت وزارة البيشمركة أمس أنها بدأت حفر خندق لفصل مناطق سيطرتها عن المناطق الخاضعة لتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، وكشفت أنها أنهت الاستعدادات الكاملة لتأسيس مركز للعمليات المشتركة مع القوات الأميركية في أربيل.
وقال هلكورد حكمت، مسؤول الإعلام في وزارة البيشمركة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستراتيجية التي تنتهجها الوزارة وقوات البيشمركة حاليا هي الدفاع عن إقليم كردستان وكل المناطق التي جرى استرجاعها إلى الإقليم (المتنازع عليها)، ومن أجل إسناد هذه الاستراتيجية والسياسة وتقويتها، بدأنا بحفر خندق على طول الخط الذي يفصلنا عن مناطق وجود المسلحين». وتابع حكمت: «عمليا بدأ العمل في حفر الخندق، وصدر أمر وزاري بذلك لكل الجبهات لتبدأ بحفر الخندق من مناطقها، وهي تشمل كل المناطق التي وصلنا إليها في الموصل وكركوك، أما ديالى فلا يشملها الخندق حاليا، لأن هناك بعض المناطق الكردستانية التي لم يحسم وضعها بعد، مثل ناحيتي السعدية وجلولاء، وننتظر الحسم فيها، ومن ثم نقرر حفر الخندق».
وحول المعلومات التي أفادت بفتح مركز عمليات مشترك بين قوات البيشمركة والقوات الأميركية في أربيل، قال حكمت: «مبدئيا جرى إكمال كل التحضيرات والاستعدادات، وجرت دراستها، ولن تكون سرية، وسيجري الإعلان عنها في وقتها».
واستبعد مسؤول إعلام وزارة البيشمركة أن يكون الهدف من المركز المشترك تنفيذ عملية عسكرية بين القوات الأميركية والبيشمركة باتجاه الموصل، وأضاف قائلا: «حقيقة من المبكر الحديث عن عملية عسكرية لاستعادة الموصل، فهذا الموضوع مرتبط بأميركا نفسها وموقف الأميركيين من الموضوع، والاتفاق مع حكومة الإقليم والقيادة السياسية في كردستان ومع الحكومة الاتحادية».
وأضاف المسؤول: «السياسة الأميركية واضحة، وهي تأتي إلى الإقليم بتنسيق مع قوات البيشمركة، والتنسيق لا يعني أنها ستدخل إلى الجبهة، والمركز سيتكون من مجموعة من المستشارين العسكريين الأميركيين جاءوا لمساعدة قوات البيشمركة في ظل الأوضاع العسكرية الجديدة في العراق، وهو في الوقت ذاته يمنح إقليم كردستان نوعا من الاطمئنان».
من جانبه، أكد اللواء عبد الرحمن كوريني، القائد الميداني لقوات البيشمركة وآمر لواء «سبيلك» الذي يشرف على الخط الرابط بين سنجار وناحية ربيعة الحدودية مع سوريا، لـ«الشرق الأوسط» أن «قواتنا بدأت بحفر الخندق الذي يفصل مناطق سيطرتنا عن المناطق التي توجد فيها التنظيمات المسلحة».
وحول الوضع الميداني، أشار كوريني إلى أن جبهتهم هادئة وأنه لا توجد أي عمليات عسكرية حاليا، مبينا أن قوات البيشمركة تسيطر على نقطة ربيعة الحدودية المغلقة حاليا.
بدوره، قال فائز شاووش، المتحدث الرسمي باسم «الهيئة التنسيقية لثوار العشائر» لـ«الشرق الأوسط» إن «حفر الخندق لا يمت بصلة للثوار لا من قريب ولا من بعيد، ونحن لن نحتك مع قوات البيشمركة، فالأكراد يعانون أيضا مثلنا من سياسة المالكي التسلطية والمشروع السياسي، ونتمنى للإخوة الكرد التوفيق في كل المجالات».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.