أفادت وسائل إعلام سورية رسمية بأن آلاف السوريين بدأوا العودة إلى داريا أمس لأول مرة منذ أن استعادتها القوات الحكومية من المعارضة قبل عامين، في وقت أشارت فيه موسكو إلى أن مليون سوري سيعودون من دول الجوار.
وكانت داريا من المراكز الرئيسية للانتفاضة على الرئيس بشار الأسد، ولحقت بها أضرار جسيمة أثناء القتال مما اضطر أغلب سكانها للفرار.
واستعاد الجيش السوري والقوات المتحالفة معه السيطرة على داريا بعد سنوات من الحصار المرير والقصف. وغادر كثيرون ممن لا يريدون العيش تحت حكم الدولة مع مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق استسلام وقع في أغسطس (آب) عام 2016.
وتم نقل مدنيين ومقاتلين يخشون حكم النظام بالحافلات إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في الشمال، في حين نقل آخرون إلى أراض تسيطر عليها الحكومة حول العاصمة، وهؤلاء على الأرجح هم من يعودون للمدينة الآن.
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس أن السلطات السورية ستكون جاهزة لعودة مليون لاجئ في أعقاب أعمال إعادة الإعمار التي تدعمها موسكو.
وقال سيرغي شويغو في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الروسية: «منذ 2015، عندما بدأ تحرير بلدات وقرى تدريجيا، عاد أكثر من مليون شخص إلى ديارهم». وأضاف للصحافيين: «تم الآن خلق كل فرصة لعودة نحو مليون لاجئ آخرين». وتابع أن «أعمال إعادة بناء البنية التحتية مستمرة... إعادة بناء طرق النقل ونقاط أمنية كي تتمكن سوريا من البدء في استقبال لاجئين».
وتدخلت روسيا؛ الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد، عسكريا في سوريا منذ سبتمبر (أيلول) 2015؛ الأمر الذي أتاح استعادة أراض استولى عليها تنظيم «داعش» وإضعاف المجموعات المسلحة إلى حد كبير.
والحرب التي اندلعت في 2011 وتعد من الأكثر دمارا منذ الحرب العالمية الثانية، أدت إلى نزوح أكثر من نصف الشعب السوري؛ بينهم أكثر من نصف مليون خارج أراضيها. وفر معظمهم إلى دول مجاورة، خصوصا إلى تركيا والأردن ولبنان.
وناقش الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب عودة اللاجئين في قمة في هلسنكي الشهر الماضي.
وقالت موسكو فيما بعد إنها اقترحت على واشنطن خطة للتعاون في مسألة عودتهم إلى سوريا، لكن التفاصيل لم تؤكد بعد.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أعلن أول من أمس خلال لقاء مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في عمّان أن بلاده تشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، عادّاً أن هذا «أمر حتمي».
وقال الصفدي، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، إن «المملكة تشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وهو أمر حتمي»، داعيا إلى «تكاتف جهود جميع الأطراف لتحقيق ذلك».
وأكد ضرورة «تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين من أجل ضمان استمرارية الخدمات الحيوية المقدمة لهم»، مشيرا إلى أن المملكة «تجاوزت طاقتها الاستيعابية».
وجاءت هذه التصريحات فيما لا تزال الحدود الأردنية - السورية مغلقة منذ سنوات بما في ذلك «المعابر الإنسانية»، وأكد الصفدي مطلع الشهر الحالي أن المملكة ستعيد فتح الحدود «عندما تتيح الظروف السياسية والميدانية ذلك».
وفي وقت سابق، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقاء مع غراندي المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤوليته» إزاء الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين وفي مقدمتها الأردن، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي.
وشدد على أهمية «مواصلة التنسيق بين المملكة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لضمان حصول اللاجئين والمجتمعات المستضيفة على الدعم الضروري».
وأشار البيان إلى أنه تم خلال اللقاء «استعراض الأعباء الكبيرة التي سببتها أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الأردني، والضغوطات المتزايدة على القطاعات الخدمية، خصوصا التعليم والصحة والبنية التحتية».
من جهته، أشاد غراندي بـ«الدور الكبير الذي يقوم به الأردن في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين»، مؤكدا «حرص المفوضية على مواصلة التنسيق والتعاون مع المملكة وبما يسهم في التخفيف من آثار أزمة اللجوء السوري».
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011.
وتقول عمان إن تكلفة استضافة هؤلاء تجاوزت 10 مليارات دولار.
من جانبها، تستضيف تركيا على أراضيها أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري فروا من النزاع المستمر منذ نحو 7 سنوات، لكنها تسعى الآن إلى نقل النازحين إلى مخيمات على الجانب السوري للحدود. ويستضيف لبنان أقل من مليون لاجئ.
سوريون يعودون إلى داريا... وموسكو تتوقع عودة مليون مهجر
عمّان تتمسك بـ«العودة الطوعية» للاجئين إلى بلدهم
سوريون يعودون إلى داريا... وموسكو تتوقع عودة مليون مهجر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة