الرئيس السويسري يشدد من بيروت على «عودة طوعية» للنازحين السوريين

الرئيس السويسري ألان بيرسيه يسجل كلمة في دفتر التشريفات أمس ويبدو الرئيس ميشال عون وزوجتا الرئيسين نادية وموريل (إ.ب.أ)
الرئيس السويسري ألان بيرسيه يسجل كلمة في دفتر التشريفات أمس ويبدو الرئيس ميشال عون وزوجتا الرئيسين نادية وموريل (إ.ب.أ)
TT

الرئيس السويسري يشدد من بيروت على «عودة طوعية» للنازحين السوريين

الرئيس السويسري ألان بيرسيه يسجل كلمة في دفتر التشريفات أمس ويبدو الرئيس ميشال عون وزوجتا الرئيسين نادية وموريل (إ.ب.أ)
الرئيس السويسري ألان بيرسيه يسجل كلمة في دفتر التشريفات أمس ويبدو الرئيس ميشال عون وزوجتا الرئيسين نادية وموريل (إ.ب.أ)

بدأ رئيس الاتحاد السويسري ألان بيرسيه زيارة رسمية للبنان تستمرّ يومين، استهلها ظهر أمس بمحادثات أجراها مع نظيره اللبناني ميشال عون، توافقا فيها على «ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية التاريخية على مختلف الصعد وتطوير آليات التعاون بين البلدين في المجالات كافة، بما يخدم مصالحهما المشتركة». وتركّزت المحادثات بشكل أساسي على موضوع النازحين السوريين ومقاربة كل طرف لمسألة عودتهم إلى سوريا. وقد شدد بيرسيه على «توفر ظروف عودتهم الطوعية الآمنة».
وخلال محادثات مطوّلة عقدت بالقصر الجمهوري في بعبدا، جدد عون التأكيد على «موقف لبنان المتمسك بعودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلدهم»، وترحيبه بـ«المبادرة الروسية التي تصب في هذا الاتجاه». وطلب من الرئيس السويسري أن «تقف بلاده إلى جانب هذه الخطوة وعدم ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول التوصل إليه». وقال إن «لبنان متمسّك بمبادرة السلام العربية وضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، ومن بينها حق العودة». وأدان عون «قانون القومية الدينية الذي أقره الكنيست الإسرائيلي والذي يتناقض مع مسار التاريخ»، رافضاً أي «مساس برمزية مدينة القدس ومكانتها الإنسانية والدينية الفريدة».
بدوره، أكد الرئيس بيرسيه مواصلة بلاده «مساعدة لبنان من خلال دعم السكان المحليين وكذلك النازحين، إلى حين توفر ظروف عودتهم الطوعية الآمنة وبكرامة»، عادّاً أن «المطلوب في هذه المرحلة إظهار نوع من البراغماتية، وإيجاد حلول قابلة للتطبيق والنجاح في الجمع بين الشروط الضرورية لتأمين عودة النازحين في أفضل الظروف وعدم تجاهل التوصل إلى حل سياسي». وقال الرئيس السويسري: «نحن مقتنعون في سويسرا بأن محادثاتنا الثنائية وتبادل الأفكار المشتركة في غاية الأهمية في هذا الإطار، كما أن الدور الذي يجب على المجتمع الدولي أن يضطلع به هو أيضا مهم». ورأى أنه «من الواجب أن يكون هناك نقاش حول المبادرة الروسية المتعلقة بعودة النازحين، والمكان الوحيد الذي يجب أن يجرى فيه هذا النقاش هو داخل المؤسسات الدولية».
وعن مبادرة عون الداعية إلى جعل لبنان مركزا لحوار الأديان والحضارات، أكد بيرسيه «جهوزية سويسرا لتعميق البحث بشأنها مع لبنان ولدينا مصلحة للقيام بذلك»، مشيرا إلى «التوافق مع الرئيس عون على تعميق المباحثات حولها على المستوى الثنائي، ومن ثم نرى ما المبادرات التي يمكن أن ندعمها في هذا الاتجاه على الصعيد متعدد الأطراف».
ومن بعبدا، انتقل بيرسيه إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين، وتناول التطورات في لبنان والمنطقة وموضوع النازحين السوريين.
وكشف بري بعد اللقاء أنه «جرى نقاش بمنتهى الجدية حول العلاقات اللبنانية - السويسرية، واستعرضنا الكثير من التاريخ والأمور المتلائمة بين لبنان وسويسرا منذ عام 1983 حتى اليوم». وقال: «كانت هناك مواقف حول موضوع النازحين وضرورة أن يكون التعاطي بهذا الموضوع من قبل لبنان، لأنه يخفف أعباء كثيرة عنه عدا عن العلاقات السويّة المفروض أن تكون دائماً بيننا وبين السوريين»، مشيراً إلى «وجود نقاش حول عدة مواضيع منها ما يتعلق بالعلاقات البرلمانية بين البلدين». أضاف بري «أعتقد أن 95 في المائة إن لم يكن أكثر من السوريين الموجودين في لبنان باتت مناطقهم محررة، ومع ذلك نحن لا نلزم أحدا (بالعودة) لكن علينا أن نتساعد نحن والدولة السورية على العودة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.