هجوم على النواب العرب في الكنيست لتوجههم نحو إدانة إسرائيل دولياً

TT

هجوم على النواب العرب في الكنيست لتوجههم نحو إدانة إسرائيل دولياً

شن سياسيون من أحزاب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي والمعارضة، هجوما حادا حمل طابعا تحريضيا، ضد النواب العرب في الكنيست (البرلمان)، بعد تسريبات عن نيتهم تقديم مشروع إدانة إلى الأمم المتحدة الشهر المقبل، ضد «قانون القومية» الذي أقر في إسرائيل مؤخرا ووصف بأنه «عنصري».
وبحسب القناة الثانية في التلفزة الإسرائيلية، فإن الأعضاء العرب ممثلين بالقائمة العربية المشتركة، وبالتنسيق مع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، يسعون لتقديم مشروع الإدانة ضد قانون القومية، الذي وصفوه بأنه يؤسس لنظام أبرتهايد في إسرائيل.
وقالت القناة إن أعضاء من القائمة العربية المشتركة، التقوا مسؤولين كبارا في الأمم المتحدة، وعرضوا عليهم نسخة من القانون، وقالوا خلال تلك اللقاءات، إن هذا القانون يذكر بقوانين نظام الأبرتهايد، مشددين على ضرورة تجنيد أغلبية داخل الأمم المتحدة لإدانته. وأشارت إلى أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، علم بذلك، وبدأ يتحرك لوقف الإجراء ومنعه، بمساعدة من الولايات المتحدة الأميركية.
وطلب دانون من بولي إدلشتاين، رئيس الكنيست، التدخل المباشر بمنع النواب العرب من القيام بهذه الخطوة، التي تمس بإسرائيل وتتسبب في ضرر كبير لها، وتشويه سمعتها. واتهم النواب العرب بالتعاون الوثيق مع السفير الفلسطيني رياض منصور.
واتهم وزراء وأعضاء كنيست من كافة الأحزاب أيضا، النواب العرب بتجاوز الخطوط الحمر. ودعا وزير النقل يسرائيل كاتس، أعضاء القائمة العربية المشتركة، للعيش في غزة، أو في أي منطقة أخرى غير إسرائيل.
وقال كاتس: «كيف يمكن لأعضاء القائمة العربية المشتركة أن يكونوا أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، ويقفون ضد الدولة في الأمم المتحدة وفي كل مكان؟ فهم يعيشون في دولة ديمقراطية ويتظاهرون ضدها بأعلام منظمة التحرير الفلسطينية في تل أبيب».
فيما قال وزير الإسكان يوآف غالنت: «إن العمل ضد إسرائيل من قبل المسؤولين المنتخبين في الكنيست الإسرائيلي هو خط أحمر، ولا يوجد مكان في الكنيست لأولئك الذين يعملون ضد مصالح بلادنا».
فيما قالت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني: «سنقف ضد أي محاولة من أعضاء الكنيست العرب للتحرك ضد إسرائيل، وسنقاتل للمحافظة على إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وسنستمر في معارضة كل من يريد النيل من وجودنا». بينما طالب عضو الكنيست يوآف كيش من حزب الليكود، رئيس اللجنة القانونية والأخلاقية في الكنيست، بتعديل قانوني يسمح بمعاقبة الأعضاء الذين يتصرفون أو يتعاونون دوليا ضد إسرائيل، والعمل على إبعادهم إلى الخارج.
ورد رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة، على تلك التصريحات قائلا: «لا شيء سري، إن قانون السيادة اليهودية يرسخ الفصل والتمييز والعنصرية، هذا ما قلناه في الكنيست، وسنقوله في كل العالم، فهذا القانون يضر بالمساواة بين المواطنين والفضاء الديمقراطي، ولهذا السبب سنقاتل على جميع الجبهات من أجل إفشاله». فيما قال العضو العربي في الكنيست يوسف جبارين، إنه وجه تحذيرا لاتحاد البرلمانات الدولية من الأضرار الجسيمة لقانون القومية على حقوق الأقلية العربية. مضيفا: «إن حكومة نتنياهو ليست فوق القانون الدولي».
وتابع: «إن حق الأقليات لم يعد شأنا داخليا لكل دولة، إنما هو شأن دولي، كفلته القوانين في الاتفاقيات الدولية المكرسة لحماية حقوق الأقليات القومية، وإسرائيل ليست فوق القانون الدولي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.