سباق الخيل في ليبيا عشق يعانق تاريخ الأجداد

مهرجانات دورية وسط مشاركة من الشباب والشيوخ

جانب من مهرجان «السلام» للفروسية في الزاوية
جانب من مهرجان «السلام» للفروسية في الزاوية
TT

سباق الخيل في ليبيا عشق يعانق تاريخ الأجداد

جانب من مهرجان «السلام» للفروسية في الزاوية
جانب من مهرجان «السلام» للفروسية في الزاوية

نجحت مهرجانات الخيول في ليبيا، في تجاهل «الخصومات السياسية» التي ضربت البلاد منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي قبل سبع سنوات، وأصبحت من أهم الأنشطة التي يحرص عليها الجميع في أنحاء البلاد، لتضم مختلف الأطياف الاجتماعية في مضمار لا يعرف الانقسام، بقدر ما يكرس للفوز، والانتصار لتراث الأجداد.
ورغم توقف بعض مظاهر الحياة نسبياً بسبب الاشتباكات التي تقع من وقت لآخر في ليبيا، فإن الاحتفاليات التي تقام في شرق البلاد وغربها على شرف سباقات الخيل لا تتوقف غالباً، مدعومة بحب الجميع للفروسية وتربية الخيول والتباهي بأنسابها وسلالاتها، وبالتالي قد لا تجد شاباً أو شيخاً يمتطي حصانه إلا وهو يزدان بأبهى حلة وأجمل ثياب، بعين على الفوز، وأخرى على شيخ الشهداء عمر المختار.
ووسط جمع كبير من الأهالي وبحضور كل من عميد وأعضاء المجلس البلدي في مدينة الزاوية الواقعة على الساحل الغربي في ليبيا، افتتح رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، أول من أمس، مهرجان «السلام» للفروسية بمنطقة جودائم، الذي شارك فيه عدد من الفرسان من مختلف مدن ليبيا، في تأكيد من الحضور على أن «هذه المهرجانات تكرس لمعاني السلام وفق أخلاق الفرسان».
ولمهرجانات الفروسية في ليبيا ضوابط ومواعيد يعرفها الجميع ويحرصون عليها، بعضها تشرف عليه الهيئة العامة لسباقات خيول الحلبة، والبعض الآخر بمبادرات شخصية من مشايخ وأعيان قبائل ومحبين للفروسية.
وتتنوع سلالات الخيول في ليبيا ما بين العربية الأصيلة، والإنجليزية المهجنة، «التوربرد» والليبية المهجنة ذات الأب الإنجليزي، والأم الليبية. وفي المستشفى البيطري الذي افتتح في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، في العاصمة طرابلس تعالج الخيول المريضة مع توفير العلاج اللازم لها.
ويرى المبروك فشلوم رئيس الهيئة العامة لسباقات خيول الحلبة، التي تأسست قبل خمسة أعوام، أن الهيئة تعمل على الارتقاء بهذه الرياضة بهدف الفوز في مسابقات محلية وعربية ودولية، مشيراً إلى أن الشعب الليبي يعشق تربية الخيول وركوبها.
وينطلق في منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل مهرجان للفروسية تحت عنوان «كأس ليبيا للسلام» في نسخته الثانية في ميدان الفروسية بأبي ستة بطرابلس، كما تنطلق مهرجانات مشابهة، ويحدث كل عام في مدينة ورشفانة، جنوب غربي العاصمة احتفالات للفوز بكأس «يوسف أبو حلالة» الذي كان يعد أحد القيادات الشعبية في المنطقة، ورحل قبل سنوات.
وتحدث أنور العربي، مسؤول المركز الإعلامي للمجلس الاجتماعي بورشفانة، عن مسابقة يوسف أبو حلالة، وقال: «هذا سباق دوري يعقد كل عام، تحت إشراف الهيئة الليبية لسباق الخيول، للفوز بكأس المرحوم يوسف أبو حلالة، الذي نعتبره الأب الروحي للفروسية والخيل داخل منطقة ورشفانة».
وأضاف العربي لـ«الشرق الأوسط» أن «السباق يضم فرساناً من مختلف المناطق الليبية، وليس حكراً على مدينة دون غيرها»، لافتاً إلى أن المهرجان الماضي فاز فيه فرس من مدينة الزاوية».
وعن مدى تأثير الخصومة السياسية على المشاركين في المهرجان، قال العربي: «نحن لا نسأل على المدن، ونقبل المشاركين من أي مكان في البلاد»، متابعاً: «الفرسان لا يعرفون الخلافات السياسية».
والهيئة الليبية لسباق الخيول بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية تتبع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وينقسم السباق إلى أشواط لمسافة ألف متر، وتشارك به أجود أنواع الخيول العربية الأصيلة، بجانب فصائل محلية، وأخرى أجنبية.
وورشفانة تعد المركز الرئيسي لمدينة العزيزية، وتمثل حلقة الوصل الجغرافية والديموغرافية مع جبل نفوسة والجنوب الليبي. ويتميز سكانها بحب الخيول، حيث يترجم ذلك بالتوافد الكثيف على ساحة «أبو حلالة» بمنطقة غوط أبو ساق، لمشاهدة السباق.


مقالات ذات صلة

تمارا حاوي تشارك في «ذنوب مخفية» ضمن «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة»

يوميات الشرق لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)

تمارا حاوي تشارك في «ذنوب مخفية» ضمن «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة»

تجد تمارا الأفلام القصيرة ترجمة لصُنّاع السينما الجريئة. وتؤكد أن عرض فيلم «ذنوب مخفية» في بيروت، شكّل محطة مهمة، بعد تنقُّله في مهرجانات عالمية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
رياضة سعودية السباق سيقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات (واس)

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

تشهد سباقات الهجن على «ميدان الملك عبد العزيز» بالصياهد في الرياض، الجمعة المقبل، ماراثوناً نسائياً يُقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.