استنفار أمني وحواجز ونقاط تفتيش حوثية تعكر عيد اليمنيين

150 مدنياً من زبيد إلى سجون الانقلابيين خلال 3 أيام

صورة متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي لنقطة تفتيش حوثية في البيضاء
صورة متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي لنقطة تفتيش حوثية في البيضاء
TT

استنفار أمني وحواجز ونقاط تفتيش حوثية تعكر عيد اليمنيين

صورة متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي لنقطة تفتيش حوثية في البيضاء
صورة متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي لنقطة تفتيش حوثية في البيضاء

عكّرت الميليشيات الحوثية في صنعاء وعدد من المناطق الخاضعة لها أجواء العيد، عبر حملات التفتيش والاعتقال والحواجز الأمنية، في سياق الانتهاكات المتواصلة للجماعة الانقلابية بحق السكان المدنيين، وهو ما ضاعف من معاناتهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وذكر شهود في صنعاء أن الجماعة الحوثية عززت النقاط التابعة لها في صنعاء بعشرات الحواجز الإضافية، كما ضاعفت من أعداد نقاطها الأخرى على الطرقات الرئيسية التي تربط العاصمة ببقية المحافظات، وسط قيامها بحملات تفتيش وتحقق من هويات السكان وسائقي السيارات. وأكد الشهود قيام الجماعة الحوثية أمس باعتقال عدد من السكان أثناء أعمال التفتيش واقتيادهم إلى أماكن مجهولة، في الوقت الذي أدت فيه حملات التفتيش إلى اختناق الشوارع بالسيارات عند الحواجز الأمنية التي استحدثتها عناصر الجماعة.
وجاء الاستنفار الحوثي في صنعاء في ظل تصاعد حالة الرفض للجماعة في أوساط السكان وعلى وقع المخاوف المستمرة لدى عناصر الميليشيات من اندلاع أعمال مناهضة للوجود الحوثي بالتزامن مع حالة الانهيار التي تشهدها صفوف الجماعة في جبهات القتال.
إلى ذلك، أكدت المصادر قيام عناصر الجماعة في النقاط المنتشرة بين الطرق الرئيسية التي تربط صنعاء وذمار والبيضاء والضالع وإب بحملات تفتيش واعتقالات في صفوف المسافرين، لا سيما على طريق ذمار البيضاء المتجهة إلى مناطق سيطرة الشرعية في محافظة مأرب.
وذكر مسافرون أن النقطة الحوثية الموجودة عند مخرج مدينة رداع أوقفت خلال الأيام الماضية العشرات من المسافرين، بينهم عائلات تضم نساء وأطفالاً ومنعتهم من السفر إلى مأرب في سياق التضييق على السكان ومنع تحركاتهم بغرض السفر إلى الخارج أو الانتقال للإقامة في مناطق سيطرة الشرعية.
ويتهم ناشطون يمنيون عناصر الجماعة الحوثية في هذه النقطة بارتكاب سلسلة متواصلة من الانتهاكات بحق المسافرين وإخفاء بعضهم واقتياد آخرين إلى سجون الجماعة السرية، بعد تلفيق التهم لهم بموالاة الشرعية أو التعاون مع التحالف الداعم لها.
وبحسب مصادر أمنية وحقوقية، كانت الجماعة الحوثية أطلقت نحو 300 مسافر قبيل عيد الأضحى ممن كان تم اعتقالهم خلال الأشهر الماضية في نقطة الميليشيات الموجودة في مدينة رداع، في الوقت الذي ترجح فيه المصادر وجود العشرات ممن لا يزالون في معتقلات الجماعة في محافظة البيضاء.
وعلى صعيد متصل، أفاد سكان في محافظة الحديدة بأن عناصر الجماعة الحوثية استحدثوا جملة من النقاط الأمنية على مداخل مدن المحافظة ومديرياتها وسط أعمال دهم وتفتيش للمنازل ولسيارات المسافرين وللمارة على متن الدراجات النارية ضمن أعمال القمع المتواصلة بحق سكان المحافظة.
وأكدت المصادر أن المسلحين الحوثيين استحدثوا عدداً من النقاط في محيط وشوارع مدينة زبيد، وسط تشديد أمني يشمل تفتيش هواتف السكان والتحقق من هوياتهم، إلى جانب قيام الجماعة باعتقال كثير منهم ممن تتهمهم بأنهم من مناصري الشرعية والقوات المشتركة التي تطرق أبواب المدينة.
وأفاد شهود لـ«الشرق الأوسط» بأن عناصر الميليشيات فرضوا على المارة في مدينة زبيد تفتيش هواتفهم وتهديد من يرفض بإطلاق النار عليه أو اعتقاله بتهمة مناهضة الجماعة ومناصرة القوات الحكومية.
وذكرت المصادر أن الحملات الحوثية أسفرت عن اعتقال أكثر من 150 مدنياً من سكان زبيد خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، من بينهم قيادات حزبية محلية في حزب «المؤتمر الشعبي» في سياق مخاوف الجماعة الحوثية من انتفاض سكان المدينة ضد وجودها الانقلابي.
وعلى الصعيد ذاته، أفادت مصادر محلية في محافظة حجة الحدودية بأن عناصر الجماعة الحوثية أقاموا مزيداً من نقاط التفتيش على الطريق الرئيسية بين مديريتي عبس وحيران، كما أقدموا على منع وصول المواد الغذائية والسلع الأخرى باتجاه مناطق وقرى مديرية حيران المحررة، في سياق رغبة الجماعة في معاقبة السكان المدنيين والانتقام منهم جراء ترحيبهم بقوات الشرعية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».