استمرت التعزيزات العسكري في ريف إدلب من قوات النظام السوري والموالين من جهة، وفصائل «هيئة تحرير الشام» التي تضم «جبهة النصرة» من جهة أخرى، في وقت تواصل فيه قوات النظام معاركها ضد «داعش»، جنوب البلاد، قرب قاعدة التنف الأميركية، في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية، وسط استياء في السويداء من «مماطلة» دمشق في عقد صفقة مع «داعش» لإطلاق مخطوفين.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس: «دخلت الهدنة الروسية - التركية في محافظات وسط وشمال سوريا، وهي حلب واللاذقية وإدلب وحماة، يومها العاشر على التوالي، بخروقات متواصلة ومتجددة في جميع أيامها»، حيث رصد «المرصد» قصفاً نفذته قوات النظام بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، استهدفت خلاله محور كبانة، بجبل الأكراد، بريف اللاذقية الشمالي.
كانت محاور في جبلي التركمان والأكراد في جبال الساحل قد شهدت عمليات قصف واستهدافات متبادلة بين قوات النظام والفصائل، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
كما رصد «المرصد» أنه بالتزامن مع «انتهاز قوات النظام للهدنة، وقيامها بتحصين مواقعها وجبهاتها الممتدة من ريف حماة الشمالي وصولاً لريف حلب الجنوبي، مع تحصينات في جبهات أخرى من شمال غربي حماة وجبال اللاذقية، ودخول الآليات إلى مطار حماة العسكري، محملة بالأسلحة والذخائر والبراميل المتفجرة، وبالعناصر والمعدات، حيث إن استغلال قوات النظام لهذا التحصين والتحشد، تحضراً لعملية عسكرية واسعة، مستغلة الهدنة الحالية، جاء بالتزامن مع قيام الفصائل المقاتلة والإسلامية و(هيئة تحرير الشام) والحزب الإسلامي التركستاني، والفصائل الأخرى التي تضم مقاتلين سوريين وغير سوريين، العاملة في أرياف إدلب وحماة وحلب، بتحصين مواقعها وتمركزاتها، وزيادة نقاط تمركزها في المنطقة الممتدة من ريف حماة إلى ريف حلب الجنوبي، وعملها على استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية، تحضراً لأي هجوم تنفذه قوات النظام، والذي تحضرت له قوات النظام بشكل كبير، التي استقدمت مجموعات موالية لها منحدرة من قرى ريف حماة، وعشرات الضباط لقيادة المعارك ميدانياً».
كانت قوات النظام قد استقدمت المزيد من الآليات والعناصر والمعدات والذخيرة إلى هذه الخطوط، بالتزامن مع هذه التحشدات من قبل قوات النظام، إضافة إلى «قيام زعيم جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، أبو محمد الجولاني، بجولة عسكرية في جبال اللاذقية الشمالية، حيث عمد الجولاني مع عدد من قادة الصفين الأول والثاني في (هيئة تحرير الشام) لتفقد عناصر الهيئة والخطوط الأمامية».
ولوحظ أنه خلال قيام قوات النظام باستقدام مئات المقاتلين من الغوطة الشرقية، كمنطقة المرج وغيرها، إلى جبهات مدينة إدلب، كان بينهم «عدد كبير من مقاتلي الفصائل، ممن أجروا (تسويات ومصالحات) مع قوات النظام، لينضموا إليها، ويقاتلون جنباً إلى جنب، بينما في الجهة الأخرى، حيث إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل إسلامية ومقاتلة، كان قد انضم أكثر من 500 مقاتل من غوطة دمشق الشرقية وحي جوبر الدمشقي، ممن رفضوا اتفاق تهجير الغوطة، وجرى تهجيرهم إلى إدلب، والتحقوا بـ(هيئة تحرير الشام) وفصائل غيرها في المنطقة، ليكون مقاتلو غوطة دمشق الشرقية وجهاً لوجه في معركة إدلب المقبلة كخصمين لدودين، بعد أن قاتلوا النظام جنباً إلى جنب في معارك جوبر والغوطة الشرقية، قبل سيطرة قوات النظام وحلفائها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بشكل كامل، وإنهاء وجود الفصائل فيها».
وقامت قوات النظام بتجنيد 53500 منذ مطلع أبريل (نيسان) من المناطق التي شهدت «صفقات تغيير ديموغرافي، عبر تهجير الرافضين للاتفاقات التي جرت بين الفصائل وممثلين عن المنطقة والنظام، بضمانات روسية كاملة، في محافظتي درعا والقنيطرة، ومن جنوب العاصمة دمشق، ومدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية وريف دمشق الجنوبي والقلمون الشرقي وسهل الزبداني ومضايا ووادي بردى وريف دمشق الغربي ومنطقة التل في ريف العاصمة دمشق».
على صعيد آخر، تشهد بادية ريف دمشق، الواقعة على الحدود الإدارية مع ريف السويداء التي تبعد نحو 50 كلم عن قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف «استمرار العمليات العسكرية التي تقودها قوات النظام، مدعمة بالمسلحين الموالين لهان على حساب تنظيم داعش، والتي تتركز على محاور في منطقة تلال الصفا»، بحسب «المرصد» الذي قال إنه «رصد استمرار الاشتباكات بين الطرفين بوتيرة متفاوتة العنف، في محاولة متواصلة من قبل قوات النظام، وبتمهيد ناري، لإجبار التنظيم على الاستسلام ضمن البقعة التي تحاصره فيها، وهي تلال الصفا».
وأسفرت المعارك المتواصلة عن مزيد من الخسائر البشرية «إذ ارتفع إلى 129 على الأقل عدد عناصر التنظيم ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ 25 يوليو (تموز). كما ارتفع إلى 43 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في الفترة ذاتها».
ولا يزال مجهولاً مصير المختطفات والمختطفين من أبناء محافظة السويداء، الذين اختطفهم «داعش» منذ شهر «وسط استياء متواصل تشهده السويداء لمعرفة مصير المختطفين، في ظل عدم التوصل إلى الآن إلى اتفاق بين النظام والتنظيم، يقضي بإفراج الأخير عنهم، إذ تتصاعد المخاوف حول مصير المختطفين، والاستياء الشعبي الكبير من مماطلة النظام السوري في قضية المختطفين»، بحسب «المرصد».
تعزيزات متقابلة في ريف إدلب... ومعارك ضد «داعش» قرب التنف
تعزيزات متقابلة في ريف إدلب... ومعارك ضد «داعش» قرب التنف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة